تمهّد الطريق لتفعيل "آلية الزناد".. مسودة قرار غربي تتهم إيران بانتهاك التزاماتها النووية

أعدّت الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية مسودة قرار لتقديمها إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تتهم فيه إيران، للمرة الأولى منذ 20 عامًا، بانتهاك التزاماتها، في إطار اتفاق الضمانات، لمنع انتشار الأسلحة النووية.

وأفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، بأن هذه المسودة تم إعدادها من قِبل الولايات المتحدة، بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وفي هذا القرار، ستُعتبر إيران في حالة "عدم امتثال"؛ بسبب انتهاك التزاماتها المتعلقة باتفاق الضمانات مع الوكالة.

وكان مجلس محافظي الوكالة قد صادق، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على قرار ضد البرنامج النووي للنظام الإيراني، بناءً على اقتراح من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وشدّد على ضرورة تعاون طهران الفوري مع الوكالة.

كما طالب القرار مدير عام الوكالة، رافائيل غروسي، بإعداد تقرير شامل حول سير البرنامج النووي للنظام الإيراني.

وذكرت "رويترز" أن هذا التقرير سيُنشر قبل الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين، المقرر عقده في 9 يونيو (حزيران) المقبل، ويتوقع الدبلوماسيون أن تكون لهجة التقرير شديدة الانتقاد.

التقرير الشامل لـ"غروسي" حول البرنامج النووي الإيراني

قال ثلاثة دبلوماسيين في هذا السياق: "إن الولايات المتحدة ستُعدّ مسودة قرار بعد نشر تقرير غروسي الشامل، بهدف الإعلان الرسمي عن انتهاك النظام الإيراني لالتزاماته في اتفاق الضمانات".

وأكد دبلوماسي آخر أن القوى الغربية تعمل على صياغة هذه المسودة، رغم أنه لم تُقدَّم بعد تفاصيل عن محتواها.

ووفقًا لـ"رويترز"، فإن هذه الوثيقة ستُناقش خلال الأيام المقبلة مع الدول الأعضاء في المجلس.

وقال أحد المسؤولين الأوروبيين، في إشارة إلى التقرير المرتقب من المدير العام للوكالة حول البرنامج النووي الإيراني: "نتوقع أن يكون لهذا التقرير الشامل لهجة صارمة، لكن لم يكن هناك أي شك سابقًا بشأن عدم التزام إيران بتعهداتها".

ويرى المراقبون أن المصادقة على هذا القرار في مجلس المحافظين ستمهد الطريق لتفعيل "آلية الزناد" ضد إيران.

تعقيد أكبر في المفاوضات بين طهران وواشنطن

أوردت "رويترز"، في تقريرها، أن مسودة القرار، التي اقترحتها الولايات المتحدة و"الترويكا الأوروبية" ستُقابل بـ"غضب" من إيران، وستجعل المفاوضات النووية "أكثر تعقيدًا".

وكانت المرة الأخيرة، التي اتهم فيها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بانتهاك التزاماتها في اتفاق الضمانات في سبتمبر (أيلول) 2005؛ وهو اتهام جاء بعد اكتشاف أنشطة نووية سرية في إيران.

وبعد عدة أشهر، في فبراير (شباط) 2006، صادق مجلس المحافظين على قرار منفصل أحال فيه ملف عدم تعاون إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي بدوره فرض مجموعة من العقوبات على طهران.

وأضافت "رويترز"، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أنه لا يزال من غير الواضح في أي مرحلة ستسعى القوى الغربية لإعادة إحالة هذا الملف إلى مجلس الأمن مجددًا.

وفي رد فعل على احتمال مصادقة مجلس المحافظين على قرار جديد ضد النظام الإيراني، هدد مسؤول رفيع في إيران بأن طهران "ستوسع أنشطتها النووية استنادًا إلى محتوى القرار".

ترامب: أعتقد أننا اقتربنا نسبيًا من اتفاق مع إيران

أعرب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 30 مايو الجاري، عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع طهران.

وقال ترامب: "إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق مع إيران من دون إلقاء قنابل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فسيكون ذلك أمرًا جيدًا جدًا.. يجب ألا تمتلك طهران سلاحًا نوويًا. المسألة بسيطة جدًا. أعتقد أننا اقتربنا نسبيًا من اتفاق مع إيران".

وحتى الآن، أُجريت خمس جولات من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في مدينتي مسقط وروما. وذُكر أن النقطة الخلافية الرئيسة في هذه المحادثات تتعلق باستمرار تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.

ونقلت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية، في 26 مايو (الجاري)، عن مصادر مطلعة، أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا حذّرت إدارة ترامب من أن إيران تؤخر عمدًا مسار المفاوضات النووية، من أجل الحيلولة دون تفعيل "آلية الزناد" وإعادة فرض العقوبات التلقائية من قِبل الأمم المتحدة.