أفادت وكالة "بلومبرغ" بأن عددًا متزايدًا من ناقلات النفط الإيراني التي تتجه إلى الصين باتت تُطفئ أجهزة التتبع الإلكترونية الخاصة بها، لا سيما عند الاقتراب من المياه الماليزية، وهي منطقة أساسية لعمليات نقل النفط من سفينة إلى أخرى.
وأضافت "بلومبرغ": "في أبريل وحده، تم تسجيل ست عمليات نقل بهذه الطريقة".

جاء في افتتاحية صحيفة "وول ستريت جورنال" الصادرة مساء أمس الخميس، أن "التهديد بهجوم إسرائيلي هو السبيل الوحيد لجعل الاتفاق النووي يستحق التوقيع"، وأن "رئيس وزراء حازما مثل نتنياهو ليس عائقًا أمام الدبلوماسية، بل هو الأداة الأقوى بيد ترامب في المفاوضات".
وأضافت الصحيفة أن "إيران يجب أن تدرك أنه طالما لم تتخلَ عن التخصيب، فإن خيار الضربة العسكرية سيظل مطروحًا، وإذا لم تتراجع طهران، فلن يمكن كبح جماح إسرائيل".
الصحيفة ذكّرت كذلك بتصريح ترامب في مقابلة مع مجلة "تايم" في أبريل الماضي، حيث قال ردًا على سؤال حول ما إذا كان يخشى أن يجره نتنياهو إلى حرب مع إيران: "كلا. أنتم تسألون وكأنني مجبر، بينما إذا لم يتم التوصل لاتفاق، فسأبادر بنفسي. على إيران أن لا تنسى ذلك".
في ضوء هذه التطورات، يتزايد الضغط الأميركي-الإسرائيلي على طهران، حيث التقت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نوم مع نتنياهو وأكدت أن واشنطن "ملتزمة بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي". كما قدم عدد من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قانون يجعل العقوبات على إيران دائمة.
من جهته، أكد عليأكبر أحمديان، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، خلال لقائه مسؤولين من الصين وروسيا، أن طهران تُبقي حلفاءها على اطلاع بمجريات الحوار مع واشنطن، وتواصل تعاونها الاستراتيجي مع بكين.
أما المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تمی بروس، فأشارت إلى أن "بعض التقدم" تحقق في المفاوضات، لكن الولايات المتحدة لا تزال متمسكة بخطوط ترامب الحمراء، وعلى رأسها الوقف الكامل للتخصيب، وهو ما ترفضه إيران.
ومن جانبه، صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان بأن بلاده "لن تتخلى أبدًا عن التخصيب"، مؤكدًا في مقابلة مع التلفزيون العماني أن التخصيب يخدم "أغراضًا طبية واقتصادية وطاقوية" وأنه "حق سيادي لا نقاش فيه".
وذكر موقع "واي نت" الإسرائيلي، نقل عن مسؤولين أن إيران "غير مستعدة لتفكيك برنامجها النووي"، وأن التوصل لاتفاق جيد "يتطلب تمسك ترامب بشروطه الصارمة".
وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن "الضربة العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية خيار جاد وممكن".
وفي المقابل، قال الجنرال الأميركي المتقاعد جاك كين إن إدارة ترامب تنفذ استراتيجية تهدف إلى كبح نفوذ إيران الإقليمي تبدأ بإيقاف برنامجها النووي.
وأضاف أن ترامب "يستخدم نتنياهو كأداة ضغط لدفع طهران نحو اتفاق يخدم مصالح أميركا".

قال محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، ردا على تصريحات دونالد ترامب الأخيرة بشأن تفجير المنشآت النووية الإيرانية: "ما يقوله ترامب عن الاتفاق مع إيران لتفكيك منشآتها النووية هو مزيج من الوهم والخداع والضلال والارتباك".
وأضاف رضائي: "يجب أن يعلم ترامب أنه يواجه دولة وأمة عظيمة ونظاما قائما في إيران سيجبر أميركا على قبول الحقائق والابتعاد عن الأوهام".
جاءت هذه التصريحات ردا على تصريحات ترامب الأخيرة، التي قال فيها إنه في حال التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، ينبغي أن تكون الولايات المتحدة قادرة على الوصول إلى المواقع النووية الإيرانية و"تدمير" أي بنية تحتية تريدها.
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بعد تصريحات دونالد ترامب حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي في الأسابيع المقبلة: "لا تزال وسائل الإعلام تتكهن بشأن اتفاق وشيك بين إيران والولايات المتحدة.. أنا لست متأكدًا حقًا من أننا وصلنا إلى هذه النقطة."
وكتب أيضًا في منصة "إكس": "إن الطريق إلى الاتفاق يكمن في طاولة المفاوضات، وليس من خلال وسائل الإعلام".
ووصف عراقجي تقرير "فوكس نيوز" بشأن تقييم وكالة الاستخبارات النمساوية لجهود طهران للحصول على أسلحة نووية بأنه "زائف" و"ضد الدبلوماسية الإيرانية الأميركية"، وكتب: "إن استخدام اسم إيران كأداة لمهاجمة المنتقدين المحليين في الولايات المتحدة هو عمل لا قيمة له، حتى بالنسبة لإسرائيل".

أعلنت منظمة الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، في بيان، أنها أحبطت منذ بداية العام الميلادي الجاري 85 هجومًا سيبرانيًا ينسب إلى النظام الإيراني استهدف مسؤولين أمنيين وسياسيين وأكاديميين وصحافيين في إسرائيل.
ووفقًا للبيان، الذي نُشر يوم الخميس 29 مايو (أيار)، ركزت هذه الهجمات بشكل رئيسي على محاولات "التصيد الاحتيالي" (فيشينغ)، بهدف اختراق الأجهزة والحسابات الرقمية للضحايا والحصول على معلومات حساسة شخصية.
كما أعلنت "شين بيت" أنه في إحدى الحالات، حاول عامل إيراني انتحال شخصية "يوسي فوكس"، أمين مجلس الوزراء الإسرائيلي، لخداع مواطن إسرائيلي، لكن تم اكتشاف هذا الهجوم السيبراني وإحباطه في الوقت المناسب.
التصيد الاحتيالي (فيشينغ) هو أسلوب احتيال إلكتروني يتظاهر فيه المهاجم بأنه جهة أو شخص موثوق (مثل بنك أو مؤسسة حكومية أو زميل عمل) ويطلب من الضحية إدخال معلومات حساسة مثل كلمات المرور أو أرقام البطاقات البنكية أو رموز الأمان.
وأضافت "شين بيت" في بيانها أن إيران حاولت استخدام هذه المعلومات لتنفيذ هجمات مستهدفة داخل إسرائيل، مشيرة إلى احتمال تنفيذ هذه الهجمات عبر عملاء محليين.
وغالبًا ما تُنفذ هجمات التصيد الاحتيالي عبر البريد الإلكتروني أو تطبيقات "واتساب" أو "تلغرام"، باستخدام روابط مزيفة لتطبيقات مثل "غوغل ميت" أو تطبيقات وهمية لسرقة بيانات المستخدمين وتثبيت برمجيات تجسس.
ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" يوم 29 مايو (أيار) عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله: "على الرغم من تعقيد هذه الهجمات، يمكن منعها".
وفي 9 مايو، أكد غابي بورتنوي، الرئيس السابق للهيئة الوطنية الإسرائيلية للأمن السيبراني، في أول مقابلة له بعد ترك منصبه، أن على إسرائيل تشكيل تحالف إقليمي للدفاع السيبراني بالتعاون مع دول في الشرق الأوسط ساعدتها سابقًا في الدفاع ضد الهجمات الصاروخية من إيران .
كما حذر من احتمال التعاون السيبراني بين إيران وروسيا، لكنه أشار إلى أنه "لا توجد حتى الآن أدلة على نقل أسلحة سيبرانية متقدمة من روسيا إلى إيران، بل مجرد مؤشرات على تدريب في مجال التقنيات، وليس الأدوات الفعلية".
وفي 26 مارس (آذار)، أعلن نيتسان عمار، نائب مدير الدفاع السيبراني في إسرائيل، أن الهجمات السيبرانية من إيران وحزب الله اللبناني ضد إسرائيل تضاعفت ثلاث مرات منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وأضاف أن هذه الهجمات تهدف إلى استغلال المعلومات، واختراق الأجهزة المتصلة بالإنترنت، وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين الإسرائيليين.
كما حذرت شركة مايكروسوفت في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي من أن إسرائيل أصبحت الهدف الرئيسي للهجمات السيبرانية من النظام الإيراني.
