ارتفاع أسعار النفط بعد تقارير عن احتمال هجوم إسرائيلي على إيران

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من واحد في المائة، عقب صدور تقارير تفيد بأن إسرائيل تستعد لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وتصاعد المخاوف من أن يؤدي أي صراع إلى تعطيل إمدادات النفط في منطقة الشرق الأوسط.

واليوم الأربعاء 21 مايو (أيار)، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت لتسليم يوليو (تموز) بمقدار 68 سنتًا أو 1.04 في المائة ليصل بحلول الساعة 6:30 بتوقيت غرينيتش إلى 66.06 دولارًا للبرميل. كما ارتفع سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لتسليم يوليو بمقدار 70 سنتًا أو 1.1 في المائة ليبلغ 62.73 دولارًا للبرميل.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن عدد من المسؤولين الأميركيين، لم تُذكر أسماؤهم، أن معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

وقال هؤلاء المسؤولون لشبكة "سي إن إن" إنهم يمتلكون معلومات حديثة تشير إلى هذا الاحتمال، وهو ما يراه بعض المحللين لا يقتصر فقط على خلق صدع علني مع إدارة دونالد ترامب، بل ينطوي أيضًا على خطر اندلاع صراع أوسع في المنطقة.

وبحسب تقرير "سي إن إن"، فقد أوضح المسؤولون الأميركيون أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارهم النهائي بهذا الشأن، لكن احتمال تنفيذ مثل هذا الهجوم قد "ازداد بشكل ملحوظ" في الأشهر الأخيرة، خاصة إذا أسفرت المفاوضات بين الولايات المتحدة والحكومة الإيرانية عن اتفاق تعتبره إسرائيل "ضعيفًا" أو "غير مقبول".

ووفقًا لوكالة "رويترز"، قال عدد من الاستراتيجيين يوم الأربعاء: "إن تصعيدًا من هذا النوع لا يُهدد فقط إمدادات النفط الإيرانية، بل يعرض أجزاءً كبيرة من المنطقة للخطر أيضًا".

وتُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط بين الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وقد يؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى تعطيل تدفق النفط من هذا البلد.

كما توجد مخاوف من أن تُقدم إيران على الانتقام عبر إغلاق مضيق هرمز، الذي تمرّ من خلاله صادرات النفط والوقود.

وخاضت الولايات المتحدة وإيران، في ظل إدارة ترامب الجديدة، عدة جولات من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، فيما أعادت واشنطن فرض حملة من العقوبات الشديدة على صادرات النفط الخام الإيراني لإجبار طهران على التخلي عن برنامجها النووي.

ورغم هذه المفاوضات، أدلى مسؤولون أميركيون وعلي خامنئي، المرشد الأعلى، يوم الثلاثاء، بتصريحات أظهرت أن الجانبين لا يزالان بعيدين عن التوصل إلى حل.

ففي خطابه، قال خامنئي إنه لا يتوقع أن تُفضي المفاوضات مع أميركا إلى نتيجة. ووصف مطلب واشنطن بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم بأنه "هراء وتجاوز للحدود"، مؤكداً مجددًا أن الحكومة الإيرانية متمسكة بحقها في التخصيب وفقاً لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT).

في المقابل، قال ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي، خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن إدارة ترامب تسعى إلى التوصل لاتفاق مع إيران يسمح لها باستخدام الطاقة النووية لأغراض مدنية، دون السماح لها بتخصيب اليورانيوم.

وقال محللون لوكالة "رويترز": "هناك مفاوضات نووية غير مباشرة جارية بين الولايات المتحدة وإيران، وإذا ما نجحت، فقد تدعم السوق بشكل أكبر. ومع ذلك، يبدو أن هذه المفاوضات قد فقدت زخمها".

ورغم ذلك، تظهر بعض المؤشرات على تحسن في إمدادات النفط الخام. فقد أفادت مصادر مطلعة على سوق النفط، استنادًا إلى بيانات من معهد البترول الأميركي، أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي، في حين انخفضت مخزونات البنزين والمنتجات المقطرة.

وقال هؤلاء المصدرون، الذين لم يرغبوا في كشف هويتهم، إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، التي تُعد أكبر مستهلك للنفط في العالم، زادت بمقدار 2.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 مايو (أيار).