صحيفة الحرس الثوري تهدد أوروبا وأميركا بـ"تكلفة عالية ومؤذية" إذا أعيدت العقوبات على إيران

حذرت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، من أن طهران سترد بإجراءات "مكلفة ومؤذية" على أي محاولة من أوروبا لتفعيل آلية الزناد (snapback) وإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.

وفي افتتاحية لاذعة، اليوم الثلاثاء 20 مايو (أيار)، انتقدت صحيفة "جوان" تهديد "آلية الزناد"- وهي آلية في الاتفاق النووي لعام 2015 تتيح إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران- ووصفتها بأنها "عصا أوروبية للابتزاز"، وحذرت من إجراءات عقابية باهظة التكلفة ضد اقتصاديات الولايات المتحدة وأوروبا.

وذكرت الافتتاحية أن مثل هذه العقوبات ستواجه بقيود على الطرق التجارية والمناطق الجغرافية الخاضعة لسيطرة إيران، مضيفة أن هذه المناطق ستتوسع من خلال التنسيق مع جهات أخرى "محبطة من سياسات الولايات المتحدة وأوروبا".

وجاء في الافتتاحية: "يجب أن تتوقع الاقتصادات الأميركية والأوروبية العقاب والإجراءات المكلفة. ستتبع العقوبات حظر وقيود على وصولها إلى الطرق والمناطق الجغرافية الخاضعة لسيطرة إيران. ستتوسع هذه المناطق، بدافع من جهات أخرى محبطة من سياسات الولايات المتحدة وأوروبا، إلى ممرات تجارية رئيسية".

ورغم أن صحيفة "جوان" لم تذكر مواقع محددة بشكل مباشر، إلا أنها ألمحت إلى أن إيران يمكن أن تعطل ممرات تجارية رئيسية مثل مضيق هرمز، حيث يمر جزء كبير من نفط العالم، وربما مضيق باب المندب، من خلال الحوثيين المتحالفين مع طهران في اليمن، كما شوهد منذ فرض الجماعة المسلحة حصارًا بحريًا في أعقاب الحرب في غزة.

وأضافت الافتتاحية: "يجب أن تواجه أي عقوبات جديدة بتكاليف حقيقية"، مشيرة إلى أن الموقف التفاوضي الإيراني الحالي لم يعد يعتمد على "التفكير المتغرب" بل على مطالب صلبة بالتعويض ورفع العقوبات بالكامل منذ بداية أي اتفاق.

وقالت الصحيفة إن إيران لن تسمح بمفاوضات ذات معنى إلا إذا تم الاعتراف بحقوقها في التخصيب والحفاظ على مخزونات اليورانيوم المخصب، وإذا تم دفع تعويضات كاملة عن جميع الأضرار المادية وغير المادية الناجمة عما وصفته بالعقوبات "غير القانونية وغير الإنسانية".

طمع ترامب

في خضم المفاوضات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، استهدفت الافتتاحية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متهمة إياه بعدم وجود نية أو قدرة على الاستثمار في إيران، وقالت إن هدفه الوحيد هو "نهب ثروات دول المنطقة" لإصلاح الاقتصاد الأميركي المتعثر.

وجاء في الافتتاحية: "ترامب، الذي يطارد جيوب دول المنطقة، ليس لديه القدرة على الاستثمار في أي بلد. إنه يحلم فقط بشفاء الاقتصاد الأميركي الذي يعاني من الأزمات".

وسخرت الافتتاحية من جولة ترامب الأخيرة ووضعه العسكري، مدعية أن حاملات الطائرات الأميركية والأسلحة المتقدمة كان أداؤها ضعيفًا في نزاعات مثل اليمن وجنوب آسيا.

وجادلت بأنه على الرغم من خطاب ترامب، فإن "الإيماءات التهديدية للجيش الأميركي تفتقر إلى الدعم الاقتصادي، وأدت إلى فشل مهين ضد إيران والصين"، مضيفة أن استراتيجية واشنطن تحولت إلى الدبلوماسية بدافع الضرورة.

واستبعدت الافتتاحية تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الأخيرة، التي قال فيها إن الولايات المتحدة لن تتسامح مع تخصيب اليورانيوم بنسبة 1 في المائة من قبل إيران، ووصفتها بالهذر الهادف إلى التأثير على المفاوضات وصرف الانتباه عن ضعف موقف واشنطن.

وأضافت الافتتاحية: "هذه المرة، إيران لا تتفاوض بانبهار، بل بمطالب. إذا أراد الغرب اتفاقًا، يجب أن يتوقف عن التهديد، ويبدأ بالتعويض، ويرفع العقوبات من اليوم الأول".

وقد أعرب الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، يوم الاثنين، عن قلقهما العميق إزاء توسع البرنامج النووي الإيراني واستمرار احتجاز مواطنين أجانب، وفقًا لبيان مشترك صدر بعد محادثات رفيعة المستوى.