صحيفة إيرانية: مفاوضات مع الأوربيين مشحونة بالتوتر والتهديد بعودة آلية الزناد

كشفت صحيفة "فرهيختكان" الإيرانية عن أجواء متوترة خيّمت على جولة جديدة من المفاوضات عُقدت مؤخرًا في إسطنبول، بين إيران و3 دول أوروبية تخللتها تهديدات بتفعيل آلية الزناد وتشديد العقوبات، ما ينذر بمرحلة أكثر توترًا وحساسية في مسار الملف النووي الإيراني.
وذكرت الصحيفة، في تقرير خاص، أنه جرت مفاوضات بين إيران وثلاث دول أوروبية، يوم الجمعة 16 مايو (أيار)، في القنصلية الإيرانية بمدينة إسطنبول التركية.
وصرّح مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، بأن هذا الاجتماع قد ناقش آخر تطورات المفاوضات غير المباشرة حول الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات.
واستناداً إلى المعلومات، التي حصلت عليها صحيفة "فرهیختكان"، فإن مفاوضات يوم الجمعة مع الدول الأوروبية الثلاث كانت جلسة مشحونة بالتوتر بين الجانبين؛ حيث أبدت الدول الأوروبية مواقف شديدة اللهجة ووضعت تهديدات جدية على الطاولة.
وإلى جانب تأكيدها على أنها ستفعّل آلية الزناد "Snapback" ضد إيران، وأنها ستفرض حتى ما هو أبعد من ذلك من عقوبات واسعة النطاق على طهران، فقد تطرقت الدول الأوروبية أيضًا إلى مسار المفاوضات ومحتواها، وأشارت إلى ضرورة إدراج بند بعنوان "زناد بلس" ضمن نص الاتفاق المحتمل.
وهذا يعني أنه بغض النظر عن التنازلات، التي ستتم بين إيران والولايات المتحدة، والاتفاقات التي سيتم التوصل إليها بين الطرفين، يجب أن تحتفظ أوروبا بقدرتها على تفعيل آلية الزناد، وأن تكون مخوّلة باستخدام هذه الآلية في أي وقت تشعر فيه بأن إيران لم تلتزم بتعهداتها.
وقد أكدت الدول الأوروبية بوضوح أنها يجب أن تكون شريكًا في هذا الاتفاق بين طهران وواشنطن، وأن يكون لها دور في المفاوضات، وأن تحضر جلساتها. وفي الوقت الراهن، توجد خلافات جوهرية بشأن الادعاءات، التي طرحتها الدول الأوروبية الثلاث، ولا تزال النقاشات مستمرة.
ويبدو أن الأوروبيين منزعجون من التطورات الجارية في أوكرانيا ومواقف ترامب تجاه الحرب هناك، ويسعون لجعل ملف المفاوضات النووية الإيرانية ورقة مساومة في صراعهم مع ترامب حول قضية أوكرانيا.
ووفقاً للمعلومات، التي حصلت عليها "فرهیختكان"، فإن الطرف الإيراني بدوره أوضح، في رده على هذا الموضوع، أن المفاوضات مع أميركا مستمرة، وأن طهران لا تمانع من مشاركة الأوروبيين في المفاوضات، ولكن يجب أن يكون ذلك مشروطًا بعدم تفعيل أوروبا لآلية الزناد ضد إيران، وإلا فإنها ستنسحب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).
ولم تكتفِ الدول الأوروبية، بعدم تقديم أي ضمانات بعدم تفعيل "آلية الزناد"، بل شددت على ضرورة تمديد هذه الآلية، وإدراجها ضمن الاتفاق الجديد بشكل أوسع.