"لسنا عبيدًا".. عمال الأفران في إيران يطالبون بـ"إعادة النظر في تسعيرة الخبز"

نظّم عدد من عمّال الأفران (الخبازين) في مدن إيرانية مختلفة تجمعات احتجاجية للتعبير عن اعتراضهم على الوضع الاقتصادي وعجزهم عن تغطية التكاليف الجارية، مطالبين بإعادة النظر في تسعيرة الخبز.

وقد نُظّمت هذه التجمعات اليوم السبت 17 مايو في عدة مدن من بينها أصفهان، والأهواز، وبيرجند، وكرمانشاه، وقم، وشاهين ‌شهر، ومشهد.

وأشار المحتجون إلى عدم صرف الإعانات الحكومية الموعودة من قبل حكومة مسعود بزشکیان، وعبّروا عن استيائهم من فشل نظام الدعم الإلكتروني "نانينو"، وارتفاع تكاليف المواد الأولية والمعدات، وانخفاض الدخل، مطالبين المسؤولين بالتدخل العاجل والاستجابة لمطالبهم المهنية.

وتُظهر مقاطع الفيديو التي وصلت إلى قناة "إيران إنترناشيونال" أن هؤلاء الخبازين رددوا شعارات خلال التجمعات مثل: "الوعود ليست كافية/ موائدنا فارغة"، في تعبير عن احتجاجهم على وضعهم الاقتصادي وعجزهم عن تغطية نفقات حياتهم اليومية.

كما رفعوا لافتات كُتب عليها: "نحن خبازون ولسنا عبيدًا، اسمعوا صوتنا."

وتُظهر مقاطع أخرى أن مجموعة من خبازي مشهد، في إطار احتجاجهم على تجاهل مطالبهم، قاموا بإعادة أجهزة الدفع الإلكتروني (بطاقات الدفع) التي يستخدمونها في بيع الخبز.

وفي مدينة قم، يظهر في أحد المقاطع أحد الخبازين المحتجين وهو يقول: "يوم الجمعة لم أقم بالخبز، واليوم وغدًا لن أخبز أيضًا. عملت 27 يومًا مجانًا. القدماء يقولون: سواء عمل الحمار أو الرجل الجاهل، لا فرق."

وكان هادي حق‌ شناس، محافظ كيلان، قد صرّح في وقت سابق يوم 8 مايو (أيار)، متحدثًا عن الأسعار الحالية للخبز والدجاج، قائلاً إن المنتجين يتكبدون خسائر، وأضاف: "مع الأخذ في الاعتبار زيادة أجور العمال وارتفاع تكاليف الطاقة والتأمين، فإن رفع أسعار الخبز والدجاج في المحافظة، بالنظر إلى الظروف الحالية، هو أمر منطقي."

وأضاف المسؤول في حكومة بزشكيان: "سيتم التعامل مع أي زيادة في الأسعار بعقلانية ومع مراعاة مصلحة المواطنين لتفادي التوترات الاقتصادية والاجتماعية."

وقال أيضًا: "تقرّر أن يتم اتخاذ قرار بشأن التسعيرة الجديدة بعد تشكيل لجنة خاصة بالطحين والخبز خلال الأسابيع المقبلة."

يشار إلى أنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ومع تفاقم المشاكل المعيشية والمهنية، قام خبازون في مختلف مدن البلاد بتنظيم احتجاجات أمام مباني المحافظات ومراكز الحكومة المحلية، معترضين على الأوضاع الراهنة.

وقد أظهرت المقاطع المصوّرة التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" أن الخبازين نظموا العديد من هذه التجمعات احتجاجًا على عدم صرف الإعانات المخصصة للمخابز، وللمطالبة برفع سعر الخبز.

وخلال هذه الاحتجاجات، رفعوا شعارات مثل: "أيها المسؤول غير الكفء، استقل، استقل"، وأعلنوا أن ارتفاع تكاليف إنتاج الخبز ترافق مع عدم صرف الإعانات الحكومية المخصصة لهم.

وفي الوقت ذاته، عرضت مقاطع فيديو أخرى معاناة الخبازين بسبب انقطاع الكهرباء، حيث أدى ذلك إلى تلف عجينة الخبز.

وقال أحدهم إن الكهرباء كان من المفترض أن تنقطع لساعتين فقط، لكنها انقطعت لفترة طويلة، ما اضطره إلى رمي العجينة في أكياس.

وفي مشهد آخر، أقدم خباز على دهن وجهه بعجينة الخبز التالفة احتجاجًا على الانقطاع المتكرر والمفاجئ للتيار الكهربائي.