ترامب: أصبحنا قريبين جدًا من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن إيران "إلى حد ما" وافقت على الشروط التي تطلبها واشنطن في المفاوضات النووية. وتُظهر هذه التصريحات أن الجمود الطويل في محادثات طهران وواشنطن قد يكون على وشك الانفراج.

وقال ترامب، الخميس 15 مايو (أيار)، خلال زيارته إلى قطر: "لقد أصبحنا قريبين جدًا من التوصل إلى اتفاق. ربما قرأتم اليوم أخبارًا تفيد بأن إيران وافقت جزئيًا على الشروط التي نطالب بها. نحن لن نسمح بأي أنشطة نووية داخل إيران".

وجدّد ترامب التأكيد على أن منع إيران من امتلاك سلاح نووي هو المطلب الأساسي لإدارته، وأضاف: "يجب ألا يمتلكوا سلاحًا نوويًا. هذا كل ما في الأمر. الأمر بسيط جدًا".

تأتي تصريحات الرئيس الأميركي في وقت كان رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد حذّر الشهر الماضي من أن إيران تمتلك مخزونًا كافيًا من اليورانيوم المخصّب يمكن استخدامه في صناعة عدة رؤوس نووية، وقد تتمكن من إنتاج سلاح نووي خلال عدة أشهر.

وقد عُقدت حتى الآن أربع جولات من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.

ونقلت قناة "إيران إنترناشيونال" في 8 مايو (أيار)، عن مصادر مطلعة، أن الطرفين لا يزالان مختلفين بشأن مواصلة التخصيب على الأراضي الإيرانية، وهو ما يُلقي بظلاله على استمرار المحادثات.

خياران فقط أمام إيران

وفي تصريحاته في الدوحة، شدد ترامب مجددًا على أن هناك خيارين فقط أمام إيران، وأن ملفها النووي سيُحسم إما عبر المسار الدبلوماسي أو من خلال عمل عسكري.

وأضاف: "أفضل أن تُحل القضايا مع إيران عبر الدبلوماسية. هناك حل ممتاز جدًا، وهناك حل عنيف لدرجة أن الناس لم يروا شيئًا مشابهًا له من قبل. لا أرغب في سلوك المسار الثاني، رغم أن البعض- بل كثيرين- يطالبون به. لكنني لا أريد السير في ذلك الاتجاه".

وأشارت تقارير إلى أن مسؤولين إيرانيين وافقوا على فرض قيود كبيرة على البرنامج النووي الإيراني.

فقد صرّح علي شمخاني، المستشار البارز للمرشد علي خامنئي، في مقابلة مع شبكة "NBC News" يوم 13 مايو (أيار)، أن طهران مستعدة لوقف تخصيب اليورانيوم عند مستويات تسلحية، وتقليل مخزونها، والقبول بعمليات التفتيش الدولية، بشرط رفع العقوبات الاقتصادية من جانب الولايات المتحدة.

وعندما سُئل شمخاني عما إذا كانت إيران مستعدة لقبول مثل هذا الاتفاق على الفور، أجاب: "نعم".

كما أشار شمخاني إلى إمكانية تحسُّن العلاقات بين طهران وواشنطن، قائلاً: "لا تزال هناك فرصة. إذا التزم الأميركيون بأقوالهم، فبالتأكيد سيكون بالإمكان إقامة علاقات أفضل".

وفي تطور آخر، أعاد ترامب نشر مقابلة علي شمخاني مع شبكة"NBC"، والتي أعلن فيها استعداد طهران لـ"التخلي عن اليورانيوم عالي التخصيب"، على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال".

يُذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة قُطعت منذ عام 1979، والتوترات بين البلدين استمرت على مدى العقود الماضية.

ترامب: نريد لإيران أن تنجح وتتقدّم

وخلال مأدبة عشاء رسمية أقامها الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، أعرب ترامب عن أمله في أن تُحلّ المشكلات مع إيران بشكل سلمي، قائلًا: "نحن نريد لإيران أن تنجح، أن تتقدّم، وأن تعمل بشكل جيد. نريد لهذا الأمر أن ينتهي بسلام، وليس بطريقة مروّعة".

وأوضح أن إدارته تمضي قدمًا في "مفاوضات جدية جدًا مع إيران من أجل الوصول إلى سلام دائم ومستقر"، واصفًا نفسه بشكل غير مباشر بأنه طرف معتدل في هذا المسار.

وأضاف الرئيس الأميركي: "يمكن القول، إلى حدّ ما، إنني صديق جيد لإيران، لأن كثيرين كانوا يُفضلون أن أسلك طريقًا أكثر صرامة".

ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري في 15 مايو (أيار)، عن مسؤول أميركي ومصدرين مطلعين، أن إدارة ترامب قدّمت خلال الجولة الرابعة من المفاوضات النووية في عمان اقتراحًا رسميًا للتوصل إلى اتفاق مع إيران.