مسؤول إيراني: التخصيب خط أحمر.. ونستعد لسيناريوهات ما بعد فشل المفاوضات

نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول إيراني قوله إن المحادثات "غير المباشرة" الأخيرة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات لم تكن "حقيقية" من جانب واشنطن، مرجّحًا أن تكون قد صُمّمت منذ البداية كـ"فخ" لدفع الأوضاع نحو التصعيد.

وقال المسؤول الإيراني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن طهران ترى في الفواصل الزمنية الأسبوعية بين جولات التفاوض– التي لم تكن برغبتها- مناورة سياسية وإعلامية أميركية، مؤكّدًا أن بلاده تستعد لسيناريوهات ما بعد فشل المفاوضات.

وأوضح أن الجانب الأميركي يقدّم ردودًا "مختصرة وفضفاضة" على أسئلة طهران، ويتجاهل "المقترحات الأساسية"، ويغيّر مواقفه باستمرار أثناء الجلسات، ما دفع إيران إلى القناعة بأن المفاوضات "من المرجح أن لا تؤدي إلى نتائج مجدية في ما يخص رفع العقوبات وتحقيق مكاسب اقتصادية".

وأشار إلى أن طهران بدأت بالفعل استعداداتها للمرحلة التالية، مؤكدًا أن الأجهزة السياسية والاقتصادية وغيرها من الجهات في البلاد أعدّت خلال الشهر الماضي السيناريوهات اللازمة.

وشدّد المسؤول على أن تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية هو "خط أحمر قاطع" لإيران في المفاوضات، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة على دراية تامة بذلك".

وفي المقابل، قال مسؤول أميركي لشبكة "سي إن إن" إن "ترامب صادق تمامًا في رغبته بالتوصل إلى اتفاق مع إيران، ولا يزال ملتزمًا بالكامل بتحقيق هذا الهدف"، مضيفًا أن واشنطن تسعى لضمان عدم حصول إيران على السلاح النووي، وفي الوقت نفسه تعمل من أجل "سلام دائم في الشرق الأوسط، وعلاقات جديدة مع طهران، وتحقيق الازدهار الكامل للشعب الإيراني".

من جهته، حذر ستيفن وِيتكوف، كبير المفاوضين الأميركيين في الملف النووي، في مقابلة مع موقع "برايتبارت نيوز" يوم الجمعة 10 مايو (أيار)، من أن واشنطن ستتجه إلى "مسار مختلف" إذا لم تُفضِ الجولة الرابعة من المفاوضات مع طهران إلى نتائج إيجابية.

وأكد وِيتكوف أن الولايات المتحدة لن تقبل بأي اتفاق نووي مع إيران ما لم يكن "اتفاقًا قويًا"، مشددًا على أن استمرار التخصيب داخل إيران يُعد "خطًا أحمر"، قائلاً: "هذا يعني تفكيكًا كاملًا، وعدم امتلاك قدرة تسليحية، وأن منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، وهي مواقع التخصيب الثلاثة، يجب أن تُغلق بالكامل".

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها يوم الجمعة 10 مايو أن وِيتكوف عرض على طهران صفقة تتضمن رفع العقوبات والتخلي عن الخيار العسكري مقابل تفكيك البرنامج النووي الإيراني وشراء اليورانيوم المخصّب من الولايات المتحدة.

يُذكر أن ثلاث جولات من المحادثات بين طهران وواشنطن عُقدت في مسقط وروما، بينما أُلغيت الجولة الرابعة التي كان مقررًا عقدها في روما يوم 2 مايو. وفي نهاية المطاف، اتفقت الأطراف على عقد الجولة المقبلة اليوم الأحد 11 مايو في العاصمة العُمانية مسقط.

وكانت مصادر دبلوماسية إيرانية قد أفادت لقناة "إيران إنترناشيونال" في 7 مايو أن الخلاف حول استمرار التخصيب داخل إيران لا يزال نقطة غموض رئيسية تعرقل المضي قدمًا في المفاوضات، على الرغم من موافقة طهران على عمليات تفتيش واسعة لمواقعها النووية.