صحف إيران: مفاوضات العصا... وكارثة القطاع الطبي.. وهروب رؤوس الأموال
ما زالت قضية المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة تفرض نفسها على قمة الأحداث؛ حيث شككت معظم الصحف، وخاصة الأصولية، الصادرة يوم الأحد 11 مايو (أيار)، في نوايا المفاوض الأميركي، وتداعيات المفاوضات النووية على الأنشطة الاقتصادية الإيرانية داخليًا وخارجيًا.
كما اهتمت الصحف الصادرة اليوم بزيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى الرياض والدوحة، ونشر بعضها صورًا من لقاء عراقجي بنظيره وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، على صفحاتها الأولى.
وعلقت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، على التصريحات الأخيرة للمبعوث الأميركي في المفاوضات النووية مع إيران، ستيف ويتكوف، وكتبت: "لم تعد هذه مفاوضات، إنها (مفاوضات العصا)؛ إذا كانت أميركا جادة في الحرب مع إيران، فقد كان لديها نصف قرن من الفرص للقيام بذلك، عندما كانت إيران أضعف".
وتناولت صحيفة "اقتصاد ملى" تأثير التطورات السياسة والاقتصادية على التقلبات الحادة في سوق الذهب بإيران مؤخرًا، وكتبت: "مع بدء الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، سادت الأسواق الإيرانية أجواء من الشك والقلق، مما وضع المتعاملين في وضع معقد ومحفوف بالمخاطر".
وأشارت صحيفة "مردم سالاري" الأصولية إلى انخفاض صادرات السجاد الإيراني من 2 مليار دولار إلى 40 مليون دولار، نتيجة إهمال هذه الصناعة وتطبيق سياسات خاطئة.
وعزا الخبراء، وفق ما نقلت صحيفة "رواديد امروز"، المقربة من التيار الإصلاحي، ارتفاع أسعار البقوليات، التي كنت بديلاً اقتصاديًا للحوم على موائد الإيرانيين، إلى التصدير المفرط، وسوء الإدارة، وقلة المخزون، ودور الوسطاء في هذه الأزمة.
وأشارت صحيفة "ابرار اقتصادي" الأصولية، نقلاً عن معهد السياسات النقدية والمصرفية، إلى تراجع نسبة نمو الاقتصاد الإيراني في فصل الشتاء الماضي، مقارنة بالربع الأول من العام 2024م؛ حيث لم تتجاوز 5 في المائة.
وعلى صعيد متصل، كشف تقرير لصحيفة "اسكناس" الإصلاحية عن تأثير الأسواق الموازية ذات الأرباح الكبيرة، والسياسات الحكومية الخاطئة، على تدفق السيولة نحو أسواق المضاربة والسمسرة، ومن ثم ركود الاقتصاد؛ في وقت يعاني قطاع الإنتاج صعوبات جمة بسبب قلة السيولة.
ونقلت صحيفة "ابرار" الأصولية، عن أستاذ جراحة الصدر بجامعة مشهد للعلوم الطبية، ضياالله حقي، من تداعيات حذف الدولار الجمركي للمعدات الطبية، ووصف القرار بـ "الكارثي على القطاع الطبي، وسيؤدي إلى انهيار صحة المجتمع".
وفي سياق آخر، أبرزت صحيفة "تجارت" الأصولية تحذير مركز بحوث البرلمان من خطر زلزال وشيك يضرب المدن الإيرانية الكبرى، وذكرت أن "الوضع الحرج للبنية التحتية الحضرية يُنذر بضعف شديد في العديد من المنشآت أمام المخاطر الطبيعية، وسيؤدي الإهمال في الإصلاحات الهيكلية إلى كارثة واسعة النطاق، وغياب الاستعدادات ينبئ بحدوث مأساة".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": أوقفوا المفاوضات حتى اعتذار ترامب
كتبت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، مقالاً عن مواقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وزيادة الضغوط والعقوبات على إيران، جاء فيه: "إن ترامب شخص مستبد، ويبدو حاكمًا ديكتاتوريًا أكثر منه رئيسًا للولايات المتحدة".
وأضافت الصحيفة أن ترامب قد دفع بالمفاوضات مع إيران ليقنع وكلاء وحلفاء النظام الإيراني بأن "نموذج مقاومتهم ضد الاستكبار في النهاية لم يكن له طريق سوى التفاوض".
ودعت الصحيفة إلى أن يكون استمرار المفاوضات مشروطًا باعتذار ترامب لإيران، مؤكدًة أنه في حال عدم حدوث ذلك، لا ينبغي أن تستمر المحادثات.
وتساءلت الصحيفة: "هل تولي الولايات المتحدة أهمية للمفاوضات؟! والإجابة عن هذا السؤال هي النفي؛ لأن جميع الأدلة والوثائق لا تدع مجالاً للشك في أن المفاوضات من المنظور الأميركي ليست سوى خدعة ماكرة".
"يادكار امروز": هروب رأس المال بدلاً من نمو الإنتاج
أشارت صحيفة "يادكار امروز" إلى تقرير البنك المركزي الإيراني، الذي أوضح أن حجم هروب رأس المال من البلاد تجاوز 3 مليارات دولار، وقالت: "إن الشعب الإيراني يصارع أوضاعًا بالغة الصعوبة، بسبب الركود الاقتصادي، وتضخم تكلفة الإنتاج، والضرائب الباهظة على الأنشطة التجارية، وعدم الاستقرار الاقتصادي، وهو ما ساهم في هروب رؤوس الأموال، بدلًا عن استثمارها في الإنتاج المحلي".
وتحدثت الصحيفة عن الأسباب، وذكرت أن " العقوبات الدولية، وعوائق دخول العملات الأجنبية، والفجوة الزمنية بين تصدير البضائع واستلام عائداتها، وعزوف المصدرين عن الوفاء بالتزاماتهم من العملة الأجنبية، بسبب الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والموازي، وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والعجز الحاد في الميزانية، وعدم ثقة المستثمرين بالمستقبل الاقتصادي للبلاد، ساهمت في هروب رؤوس الأموال، واتجاه المواطنين في الداخل نحو سوقي العملة والذهب للحفاظ على القيمة الحقيقية لأموالهم".
"ثروت": ضعف الأجور ساهم في انتشار الوظائف الوهمية
أوضح تقرير لصحيفة "ثروت" الإصلاحية عن تداعيات البطالة وضعف الأجور على انتشار الوظائف الزائفة، أنه "وفق تقارير المركز الإحصائي، تراجع معدل البطالة إلى أدنى مستوى خلال السنوات الأخيرة، لكن المشكلة التي تثير اهتمام المجتمع حاليًا هي أن المواطن لا يشعر بارتفاع معدلات التوظيف".
وأشار التقرير إلى العلاقة بين انخفاض مستوى الأجور وانتشار الوظائف الوهمية، التي لا تُقدم في كثير من الحالات أي فائدة للنظام الاقتصادي فحسب، بل تتسبب أيضًا في أضرار جسيمة للمجتمع. وللأسف، فإن الاتجاه المتزايد إلى الاقتصاد غير المنتج في إيران أدى إلى زيادة مثل هذه الوظائف خلال السنوات الأخيرة.
وعدد الخبراء- بحسب الصحيفة- أسبابًا أخرى لظاهرة الاقتصاد غير الرسمي، ومنها: "الفجوة الداخلية، والتهرب الضريبي، والبيروقراطيات المفرطة في منح التراخيص، وزيادة معدلات الهجرة إلى المدن الكبرى، مشيرين إلى أن أرباح الوظائف الوهمية قد تفوق أحيانًا تلك الموجودة في الوظائف الرسمية بعدة أضعاف.