استخدمته إيران طويلاً لتمويل حزب الله.. لبنان يستعيد السيطرة على مطار بيروت بدعم أميركي
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن الحكومة اللبنانية، بدعم من واشنطن، بدأت إجراءات واسعة لتقليص نفوذ حزب الله في مطار بيروت، ونجحت لأول مرة في استعادة السيطرة على أجزاء من هذا المطار، الذي طالما استخدمته إيران طويلاً لتمويل حزب الله.
ونقلت الصحيفة، اليوم السبت 10 مايو (أيار)، عن مصادر أمنية لبنانية، أن عشرات من موظفي المطار، الذين يشتبه في تعاونهم مع حزب الله، تم فصلهم من العمل.
كما تم إيقاف الرحلات الجوية من إيران إلى بيروت، منذ فبراير (شباط) الماضي، وأصبحت جميع الرحلات والمسافرين، دون استثناء، يخضعون للتفتيش الدقيق.
وتقوم الحكومة اللبنانية أيضًا بتركيب تقنيات مراقبة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي داخل المطار.
ووفقًا لمسؤولين لبنانيين، فإن هذه الخطوات تأتي ضمن جهود أوسع تهدف إلى تقليص الموارد المالية والعسكرية لحزب الله، الذي استخدم المطار على مدى سنوات كمنفذ للتهريب وترسيخ نفوذه.
وفي عملية أمنية حديثة، أحبطت قوى الأمن اللبنانية محاولة لتهريب أكثر من 22 كيلوغرامًا من الذهب لصالح حزب الله عبر مطار بيروت.
وبعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، خسر حزب الله أيضًا طرقه الرئيسة لنقل الأسلحة من إيران إلى لبنان، عبر الأراضي السورية.
رئيس الوزراء اللبناني: "بإمكانكم أن تشعروا بالفرق"
كان مطار بيروت، الواقع في منطقة خاضعة لنفوذ حزب الله، جنوب العاصمة، أداة أساسية في ترسيخ هيمنة الحزب على لبنان، لسنوات طويلة.
غير أن حزب الله تراجع في الأشهر الأخيرة بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية، التي دمرت بنيته التحتية العسكرية، وأدت إلى مقتل عدد من قياداته البارزين، بينهم أمينه العام، حسن نصرالله، ونائبه هاشم صفي الدين.
وفي حديثه إلى "وول ستريت جورنال"، قال رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام إن حكومته باتت تسيطر بشكل متزايد على المطار، مضيفًا: "بإمكانكم أن تشعروا بالفرق. نحن للمرة الأولى في تاريخ لبنان المعاصر نحقق أداءً أفضل في مكافحة التهريب".
ويعتمد لبنان، الذي يتشارك حدودًا مع كل من إسرائيل وسوريا، على مطار رفيق الحريري الدولي كمنفذه الأساسي إلى العالم، لكن النفوذ الطويل لحزب الله على هذا المطار جعله هدفًا محتملاً للهجمات الإسرائيلية المتكررة.
وقد حذّرت إسرائيل مرارًا من أن إيران تستخدم هذا المطار لتمويل حزب الله.
تفتيش الأموال الإيرانية
في يناير (كانون الثاني) الماضي، فتّشت سلطات أمن المطار طائرة إيرانية وجميع أمتعة ركابها، وأعلنت أن أي أموال يتم العثور عليها على متن الطائرة ستُصادر لصالح الدولة اللبنانية.
وفي ذلك الوقت، أفادت وسائل إعلام بأن أحد موظفي السفارة الإيرانية رفض تفتيش حقيبته الدبلوماسية، ما أدى إلى وضعه تحت المراقبة في صالة الوصول بالمطار.
كما قررت السلطات اللبنانية، في فبراير الماضي أيضًا، تكثيف تفتيش الرحلات القادمة من العراق، لمنع إدخال أموال نقدية من إيران عبر وكلائها في العراق إلى حزب الله.
استعادة المطار تتزامن مع التقدم العسكري ضد الحزب جنوبًا
يأتي استرداد السيطرة على مطار بيروت، تزامنًا مع تقدم الجيش اللبناني في إزالة مواقع ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله بجنوب البلاد، وهو الشرط الرئيس لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي تم التوصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقد شكّلت هذه الضربات، إلى جانب الهدنة الأخيرة، فرصة للحكومة اللبنانية لاستعادة سيادتها بعد سنوات من هيمنة حزب الله.
وبعد شهور من الجمود السياسي وعرقلة حزب الله للعملية السياسية، تمكّن لبنان، في أوائل العام الجاري، من انتخاب جوزيف عون رئيسًا جديدًا للبنان، وهو قائد عسكري يسعى اليوم إلى تعزيز دور الجيش، وتحقيق توازن في وجه نفوذ حزب الله.