وقالت رفيعي يوم الثلاثاء 6 مايو (أيار): "منذ بداية السنة المائية 2024–2025 حتى الآن، انخفضت نسبة تدفّق المياه إلى خزانات السدود بنسبة 37% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. كما تراجع حجم المياه المخزنة بنسبة 18% مقارنةً بالعام الماضي، و15% مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الماضية".
يُذكر أن السنة المائية 2024–2025 بدأت في سبتمبر (أيلول) 2024 وتنتهي في 22 سبتمبر 2025.
وأشارت رفيعي إلى ما وصفته بـ"أزمة مائية خطيرة" في إيران، مرجعة أسبابها إلى: "التغيرات المناخية"، و"سوء الإدارة في مجال دبلوماسية المياه"، و"نقص الاستثمارات في إعادة تدوير المياه واستخدام التكنولوجيا الحديثة"، و"عدم تغيير نمط استهلاك المياه في مجالي الشرب والزراعة"، و"سوء الإدارة في زراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه".
وكان حسام خسرويان، المدير التنفيذي لشركة مياه طهران، قد حذر في 3 مايو (أيار) من دخول العاصمة عامها الخامس على التوالي من الجفاف، قائلًا إن "صيفًا صعبًا في الطريق".
وفي أبريل (نيسان)، حذّر النائب البرلماني أبو الفضل أبو ترابي من تفاقم أزمة شحّ المياه ووقوع "حرب مياه" بين المحافظات الإيرانية مستقبلاً.
الوضع الحرج لمحطات الكهرباء المائية
وفي سياق متصل، تحدثت رفيعي عن تأثير شحّ المياه في تفاقم أزمة الطاقة بإيران، وقالت: "أكثر من 12,500 ميغاواط من قدرة محطات الكهرباء المائية في إيران تراجعت نتيجة انخفاض منسوب المياه".
ووصفت وضع إنتاج الكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة بـ"غير المستقر"، مشيرة إلى "غياب تحديث وتطوير محطات الطاقة المتجددة"، وحذرت من أن "فصلي الربيع والصيف لهذا العام سيكونان حرجين للغاية من ناحية المياه والكهرباء، ولا يوجد حاليًا أي خيار سوى التزام المواطنين بنمط استهلاك معتدل لتجاوز هذه المرحلة".
كما دعت إلى "رصد إلكتروني فوري لجميع الأجهزة الحكومية" بهدف مواجهة مؤسسات الدولة التي تُعد من كبار مستهلكي الطاقة.
يُشار إلى أن الانقطاعات المتكررة في الماء والكهرباء خلال الأيام الأخيرة أثارت موجة من الانتقادات الواسعة تجاه أسلوب إدارة النظام الإيراني.
وفي 6 مايو (أيار)، قال أحمد بخشايش أردستاني، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، تعليقًا على أزمة الطاقة بالتزامن مع المفاوضات مع الولايات المتحدة: "بعد 47 عامًا على الثورة، من العيب أننا - رغم كوننا قوة إقليمية عظمى ونتفاوض مع أميركا ونتظاهر بالقوة - نفتقر إلى الكهرباء، وضعف المياه واضح، والإدارة فاشلة".
الوضع الكارثي للمياه الجوفية
ووصفت رفيعي الاستغلال المفرط للمياه الجوفية في إيران بأنه "كارثي للغاية"، محذرة من ظاهرة "الهبوط الأرضي" التي باتت تُشاهد في 30 محافظة إيرانية.
كما أشارت إلى الوضع المتأزم للبحيرات والمسطحات المائية، قائلة: "66% من بحيرات البلاد تحولت إلى مصادر للغبار والعواصف الرملية".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تسببت فيه أزمة الغبار وتلوث الهواء بإغلاق المدارس والجامعات في ما لا يقل عن أربع محافظات، من بينها كردستان، ولرستان، وبوشهر.
وكان موقع "دیده بان إيران" قد حذر في يناير (كانون الثاني) الماضي من أن خُمس سكان إيران باتوا معرضين لتبعات الهبوط الأرضي.