موجة من ردود الفعل الغاضبة محليا ودوليا على إعدام المتظاهر الإيراني مجيد رضا رهنورد
عقب تنفيذ إيران ثاني إعدام على خلفية الانتفاضة الشعبية للإيرانيين، وإعدام الشاب مجيد رضا رهنورد في مشهد، شمال شرقي إيران، انتشرت موجة واسعة من ردود الفعل الغاضبة محليا ودوليا ضد النظام الإيراني، تنديدا بهذا الإجراء.
وتلقت "إيران إنترناشيونال"مقطع فيديو يظهر حضور مجموعة من الأهالي على قبر رهنورد الذي تم إعدامه فجر اليوم الاثنين 12 ديسمبر (كانون الأول)، وهم يرفعون شعار "عزيز الوطن" و"شهيد الوطن".
وفي داخل إيران، نظم طلاب كلية الآداب بجامعة العلامة بطهران تجمعات احتجاجية على إعدام المتظاهرين ومنع الطلاب الجامعيين من الدراسة. ورفع الطلاب شعارات منددة بإعدام المتظاهرين أمثال محسن شكاري، ومجيد رضا رهنورد.
كما قام طلاب جامعة نوشيرواني في بابل، شمالي إيران، بإلصاق صورة المتظاهر المعدوم قبل أيام محسن شكاري، ومجيد رضا رهنورد في جميع الصفوف الدراسية وممرات الجامعة.
كما أصدرت 18 سجينة في سجن إيفين، ومنهن: بهاره هدايت، وسبيده قليان، بيانا جاء فيه: "هذه المرة يجب أن نملأ شوارع المدينة بهتافات (اوقفوا الإعدام)، ومواصلة الإضرابات بقوة وشمول أكثر".
وأضاف البيان: "نحن أيضا نقف إلى جانبكم، وذلك رغم زجنا في السجن وحرماننا من الحضور في الشوارع وسننظم احتجاجات في السجن اليوم الاثنين".
كما وصف المحامي سعيد دهقان في تغريدة له، إعدام رهنورد بأنه "قتل حكومي"، وكتب: "وذلك لأن الشاكي من النظام والمدعي العام من النظام، والقاضي والمحامي كلهم تابعون للنظام الإيراني".
وتجمع عدد من الإيرانيين في سيدني الأسترالية احتجاجا على إعدام مجيد رضا رهنورد ومحسن شكاري.
وسبق أن نظم الإيرانيون في الخارج تجمعات احتجاجا على إعدام الشاب محسن شكاري.
وكتبت ممثلة ألمانيا في البرلمان الأوروبي، هانا نيومان، تغريدة تشير إلى إعدام الشاب الإيراني مجيد رضا رهنورد، دون لقاء أخير مع العائلة، قائلا إن هذا "منتهى القسوة".
وأدان النائب البرلماني الألماني، نوربرت روتغين، إعدام المتظاهر الشاب مجيد رضارهنورد، على يد النظام الإيراني، ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى إضافة اسم الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وأشار مسعود قره خاني، رئيس البرلمان النرويجي، في تغريدة إلى إعدام مجيد رضا رهنورد، ومحسن شكاري، وكذلك الحكم على أشخاص آخرين بالإعدام، وكتب أن "بربرية" النظام الإيراني تتزايد "فلنكن صوتهم".
وطالبت وزيرة خارجية السويد السابقة مارغوت والستروم، عبر تغريدة، في معرض إدانتها لإعدام مجيد رضا رهنورد، بإعلان الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية، وإلغاء إقامة المسؤولين الإيرانيين وعائلاتهم الذين يعيشون في الخارج.
•
•
كما أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أن عقوبات جديدة ضد النظام الإيراني ستتم الموافقة عليها في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين.
وقال وزير خارجية أيرلندا: "في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم، سنوافق على مزيد من العقوبات ضد المسؤولين المتورطين في قمع الاحتجاجات الإيرانية".
طلاب جامعة طهران، وجامعة بابل، يقومون بوضع مشانق داخل الجامعتين للتنديد بقمع النظام للمتظاهرين والمطالبة بوقف الأحكام الصادرة مؤخرا، والتي ينتظر بعضها التنفيذ في الأيام القادمة.
كشفت وثيقة سرية من شركة "لويدز" للتأمين على الشحن عن الأعمال غير القانونية للنظام الإيراني من أجل تمويل حزب الله اللبناني.
وفي تحذير سري لعملائها، أعلنت شركة "لويدز" أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، يرسلان الذهب بطريقة غير مشروعة من فنزويلا إلى إيران لتمويل الأنشطة الإرهابية للميليشيات المدعومة من طهران في لبنان عبر الالتفاف على العقوبات.
وبحسب هذا التقرير، فإن إيران تتلقى سبائك الذهب عن طريق الحرس الثوري وحزب الله مقابل المنتجات النفطية التي تمنحها لفنزويلا. وبعد وصولها إلى إيران، يتم تحويلها إلى أموال في تركيا وتذهب الأموال التي تنتج من هذه الصفقة السوداء إلى حزب الله اللبناني.
وقد تم منع الكشف عن جميع معلومات "لويدز" بأمر من محكمة في الولايات المتحدة بهدف وقف الطائرة الإيرانية الفنزويلية في الأرجنتين.
وكانت هذه الطائرة في طريقها من المكسيك إلى الأرجنتين، قد أوقفت تشغيل محدد المواقع، وحلقت تحت الاسم التجاري لشركة "امتراسور"، المملوكة للحكومة الفنزويلية. لكنها في الواقع مملوكة لشركة "ماهان إير".
وتقول إيران إنها سلمت هذه الطائرة إلى فنزويلا قبل عام. وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة "ماهان" بسبب التعاون مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والاشتباه في قيامها بأنشطة إرهابية.
وفي مقابل المنتجات النفطية التي تمنحها لفنزويلا، تتلقى إيران سبائك الذهب عن طريق الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وبعد وصولها إلى إيران، يتم إرسالها إلى تركيا وتحويلها إلى أموال لصالح حزب الله لبنان.
وبحسب معلومات "لويدز"، هناك طائرات أخرى تنقل الذهب من كاراكاس إلى طهران، لكن الاستيلاء على طائرة ماهان السابقة لعب دورًا رئيسيًا في اكتشاف المصدر المالي لحزب الله اللبناني.
وبحسب المعلومات التي أكدها القاضي الاتحادي الأرجنتيني، فإن هذه الطائرة قامت بـ6 رحلات على الأقل بين كاراكاس وطهران، وموسكو وطهران، بين الشتاء والربيع الماضيين.
وقد أمرت محكمة في واشنطن قبل أسبوعين بمصادرة الطائرة التي احتجزت في الأرجنتين.
وفي هذا الحكم، تم الاستناد إلى جزء مهم من تقرير "لويدز" وتم الكشف عن هوية الأشخاص المتورطين في النقل غير المشروع للذهب. وتنطلق العملية من كاراكاس بمشاركة لبنانيين وإيرانيين، وتمر بطهران وتصل إلى تركيا، وتذهب الأموال إلى طهران وبيروت.
وفي هذه القضية تم ذكر اسم علي قصير، وهو مواطن لبناني يبلغ من العمر 30 عامًا، يقوم بتسهيل الأنشطة المالية وغسيل الأموال من خلال الأنشطة التجارية في المقام الأول بين الولايات المتحدة والصين وباراغواي. ويعمل مع شركتين في سوريا ولبنان تحت إدارة محمد قاسم البزال، الذي يدير أيضًا معاملات لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله.
وقد استبدل علي قصير الذهب بملايين الدولارات ونفذ العمليات المالية للنفط الذي تم تسليمه تحت إشراف فيلق القدس في سوريا.
وهناك شخص ثالث متورط في عملية تحويل الذهب هو محمد جعفر قصير، عم علي قصير، وهو لبناني الجنسية من سكان دمشق.
وينشط في بيع النفط الخام في سوريا، وفي الوقت نفسه هو قائد الوحدة 108 التابعة لحزب الله في لبنان، المسؤولة عن نقل الأسلحة والتكنولوجيا من سوريا إلى لبنان.
وفي الوحدة 190 في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قام جعفر قصير أيضًا بالعديد من العمليات لتهريب الأسلحة إلى غزة واليمن وسوريا.
وقد وضعت أميركا هؤلاء الأشخاص الثلاثة على قائمة الإرهاب.
تجدر الإشارة إلى أن علي قصير وعمه محمد جعفر قصير يمثلان حزب الله في البيع غير المشروع للذهب وهما موجودان في الشرق الأوسط ، لكن هناك شخص آخر يدعى بدر الدين نعيمايي موسوي يعمل كحلقة وصل بين فنزويلا وحزب الله.
ونعيمايي موسوي رجل أعمال إيراني يبلغ من العمر 47 عامًا، وهو المساهم الرئيسي في شركة المعدات الصناعية الإيرانية وصاحب شركة في دبي.
ويتسلم نعيمايي موسوي سبائك الذهب في طهران ثم يأخذها إلى تركيا ويبيعها في السوق السوداء. ونتيجة هذه العملية غير القانونية تتوفر ملايين الدولارات لأنشطة حزب الله الإرهابية في الشرق الأوسط.
كما يتم تنفيذ عملية نقل الذهب بواسطة طائرات تابعة لشركة "ماهان"، إحداها هي التي تم الاستيلاء عليها في الأرجنتين.
رغم استمرار التحذيرات الدولية، أعلنت وكالة "ميزان" التابعة للقضاء الإيراني، إعدام الشاب مجيد رضا رهنورد، في مشهد.
وفي الوقت نفسه، كتبت صفحة "1500 صورة" على "تويتر" أن عناصر أمن النظام الإيراني دفنوا جثة هذا المتظاهر دون إخطار أسرته.
وقد تم إعدام المصارع مجيد رضا رهنورد، فجر اليوم الاثنين، رغم أنه لم يمض سوى 23 يومًا على اعتقاله يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقد أصدرت "محكمة الثورة" في مشهد حكما على هذا المتظاهر بالإعدام يوم 29 نوفمبر الماضي، بعد 5 أيام من إصدار لائحة الاتهام.
يشار إلى أن القضاء الإيراني اتهم مجيد رضا رهنورد بـ"الاعتداء بسلاح أبيض" على اثنين من عناصر الباسيج، هما: "حسين زين زاده، ودانيال رضا زاده"، في شارع حرعاملي في مشهد.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة أنباء "هرانا" أن مجيد رضا رهنورد لم تتح له الفرصة لتوكيل محام ولم يُمنح فرصة للدفاع عن نفسه في المحكمة.
وبعد نشر نبأ إعدام هذا المحتج، كتب حساب "1500 صورة" على "تويتر"، الذي ينشر الأخبار ومقاطع الفيديو الخاصة بالانتفاضة الشعبية في إيران: "في الساعة السابعة صباحا، اتصلوا بأسرة مجيد رضا رهنورد، وأيقظوهم وقالوا لهم اذهبوا إلى مقبرة بهشت رضا، القطعة 66، لقد أعدمنا ابنكم ودفناه بأنفسنا".
وهذه ليست هي المرة الأولى التي يدفن فيها النظام الإيراني جثث السجناء السياسيين الذين تم إعدامهم دون إبلاغ عائلاتهم.
وبعد تنفيذ الحكم، شكر رئيس قضاء محافظة خراسان رضوي، غلام علي صادقي، رجال الشرطة والأمن على "إرساء النظام والأمن والتعامل مع مثيري الشغب ومخالفي القانون".
يذكر أن مجيد رضا رهنورد هو الضحية الثانية، بعد محسن شكاري، لإعدام متظاهري الانتفاضة الشعبية من قبل نظام الجمهورية الإسلامية.
وفي الوقت نفسه، أثار إعدام شكاري موجة من ردود الأفعال داخل إيران وخارجها، وأبدت دول العالم والنشطاء قلقهم من بدء إعدام المتظاهرين والخطر على حياة المعتقلين السياسيين.
وقد احتج المواطنون الإيرانيون على إعدام شكاري من خلال تنظيم مسيرات وتجمعات وترديد هتافات في أماكن مختلفة.
وعقب صدور دعوات لمختلف المؤسسات والمنظمات من الإيرانيين في الخارج لعقد تجمعات احتجاجية، تم تنظيم تجمعات في جميع أنحاء العالم. ودعا حامد إسماعيليون المتحدث باسم رابطة أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية إلى مشاركة المواطنين من جميع العقائد والاتجاهات في التجمعات.
كما بعث 45 ناشطًا إيرانيًا في مجال حقوق الإنسان برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة يطلبون منه الرد على إعدام محسن شكاري وتوسع قمع نظام الجمهورية الإسلامية.
وجاء في هذه الرسالة: "فقط رد الفعل السريع من سيادتكم والرأي العام العالمي يمكن أن يوقف آلة الإعدام والقمع في نظام جمهورية إيران الإسلامية".
ومن ناحية أخرى، أعلن عدد من الأطباء الإيرانيين وغير الإيرانيين، في مقطع فيديو، عن احتجاجهم على حكم إعدام الطبيب المسجون حميد قره حسنلو.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: سنعلن قائمة جديدة من العقوبات المتعلقة ببعض شخصيات الاتحاد الأوروبي، وكذلك على عدة مؤسسات بريطانية، وبعض الشخصيات والمسؤولين في هذا البلد.
أعلنت جريدة القدس العربي، نقلاً عن مصادر مطلعة في لبنان، أن إيران قطعت مساعداتها المالية عن بعض الفصائل الفلسطينية منذ نحو ثلاثة أشهر، وتواجه هذه الجماعات حاليًا مشاكل مالية بسبب قطع طهران للمساعدات.