وكانت ليبا قد تم إعدامها عام 1943 بتهمة إطلاق النار على جنود ألمان. فيما كانت ألمانيا النازية قد احتلت البلقان قبل عامين من هذا التاريخ.
ويقول المؤرخون إنه قبل لحظات من شنقها، عُرض على ليبا العفو وإطلاق سراحها مقابل أن تكشف عن بعض أسماء رفاقها الحزبيين أو أي معلومات مفيدة للعدو.
لكن ليبا رفضت بكل شجاعة، وردَّت بجُملٍ خلَّدها التاريخ: "أنا لست خائنة لشعبي. أولئك الذين تسألون عن أسمائهم سيكشفون عن أنفسهم عندما يأتون لقتلكم جميعاً".
كانت ليبا راديتش تبلغ من العمر 15 عاماً فقط عندما تعرضت يوغوسلافيا للغزو من قبل القوات الفاشية والنازية عام 1941، أثناء الحرب العالمية الثانية.
وقالت ليبا ذات الـ17 عاما، قبيل إعدامها أيضا: "حاربوا أيها الناس من أجل حريتكم ولا تستسلموا! سوف أُقتل، لكن هناك من سينتقم لي".
وبعد عامين من إعدام ليبا، هُزمت ألمانيا النازية وانتقم الشعب من فلول النظام النازي بعد انتصار الحلفاء.
وفي إيران، وجد النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أوجه تشابه بين مصير ليبا في البلقان والشابتين مهسا أميني، ونيكا شاكرمي، اللتين قتلتا بيد عناصر الأمن الإيرانية.
وكانت أميني شابة إيرانية تبلغ من العمر 22 عاما أثار قتلها في مركز "شرطة الأخلاق" الإيرانية حفيظة الشعب الإيراني مما أدى إلى اندلاع انتفاضة غير مسبوقة في تاريخ النظام الإيراني.
ونيكا شاكرمي، هي إحدى المحتجات الإيرانيات على مقتل مهسا أميني، التي قتلت بيد قوات الأمن الإيرانية وهي في الـ16 من عمرها.
يشار إلى أن النظام الإيراني في الأسابيع الأخيرة قتل العشرات من الشباب والبنات في إيران في عمر ليبا، بعد انتفاضتهم الأخيرة ضد نظام خامنئي.
وكتب أحد النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي مخاطبا القوات الأمنية: "أيها الموالون وقتلة الأطفال، مصيركم سيكون مثل مصير قتلة ليبا".
وقال إن الذين أعدموا ليبا كان "لديهم شعور يشبه شعوركم الآن، سترون اليوم الذي سننتقم فيه من أبناء وطننا".
كما كتب مستخدم آخر: "متى ينتقم أصدقاء مهسا ونيكا وحنانه وآلاف الشهداء الآخرون في إيران؟".