محكمة بلجيكية تصدر حكما يسمح بموجبه عودة "الإرهابي" الإيراني إلى طهران


وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، تقول إن الاتحاد الأوروبي يسعى لتجميد أصول وحظر سفر على عدد من المسؤولين الإيرانيين المتورطين في قمع المحتجين. وأضافت أن شخصيات النظام القمعي التي ترسل أبناءها للعيش في الغرب ستكون هدفًا لهذه الإجراءات.

في الأسبوع الثالث من انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الاسلامية، ازداد احتجاج طالبات المدارس، وخلع العديد من الطالبات أوشحتهن، ورددن دون خوف شعارات ضد النظام الإيراني والمرشد علي خامنئي، ومزقن صور "روح الله خميني" من كتبهن.
وبالتزامن مع احتجاج الآلاف من طالبات المدارس في جميع أنحاء إيران، أضربت مجموعة من المعلمين في مدينتي سقز وسنندج، اليوم الثلاثاء 4 أكتوبر (تشرين الأول)، رافعين لافتات كتب عليها: "المرأة، الحياة، الحرية"، "مهسا أميني" و"يوم المعلم العالمي".
وتظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أنه في يوم الثلاثاء 4 أكتوبر، تجمعت الطالبات في مدارس طهران، وشيراز، وسقز، وكرج، ورددن شعارات: "الموت للديكتاتور" و"المرأة، الحياة، الحرية".
وبحسب هذه الصور، فإن الطالبات المتجمعات في محيط المدرسة في شيراز صرخن في وجه حارس الأمن: "انصرف أيها الباسيجي وغادر" و"عديم الشرف".
وانتشرت في الأيام الأخيرة مقاطع فيديو لطالبات من المدارس في جميع أنحاء إيران يتجمعن، ويخلعن أوشحتهن ويرددن شعارات مناهضة للنظام الإيراني، وعلي خامنئي، ويمزقن صورة روح الله خميني من الكتب، وينزلن صورة المرشد الإيراني من جدار صفوف المدارس.
كذلك، في الأيام الماضية، ومنها يوم الاثنين 3 أكتوبر، دعمت مجموعة من الطلاب الذكور الحركة الاحتجاجية للطالبات بالظهور في الشارع بعد المدرسة.
كما انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أظهر طالبات يطردن مسؤولا تربويا خارج المدرسة بترديد شعار "عديم الشرف.. عديم الشرف".
وانتشرت حتى الآن العديد من مقاطع الفيديو للطالبات اللائي يقفن جنبًا إلى جنب مع انتفاضة الشعب الإيراني، بقطع صور مسؤولي الجمهورية الإسلامية من كتبهن المدرسية وإشعال النار فيها، وإزالة إطار صورة علي خامنئي من حائط الصفوف الدراسية.
وخلع العديد من هؤلاء الطالبات أوشحتهن داخل المدرسة، وحثثن المعلمات على دعمهن من خلال إطلاق الشعارات.
واستمرارا لهذه الحركات الاحتجاجية، أشاد المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين، يوم الاثنين 3 أكتوبر، بشجاعة جيل ما بعد 2000، ودعا الطلاب والطالبات إلى "تحويل الفصول الدراسية إلى حصن لحرية التعبير والمطالبة بالحرية والعدالة".
في غصون ذلك، بعد صمت طويل علّق المرشد الإيراني علي خامنئي، على هذه الاحتجاجات، يوم الاثنين 3 أكتوبر، بعد أسبوعين من تشكلها واتساع رقعتها في إيران.
وخلال خطابه في حفل تخريج ضباط بالقوات المسلحة، أصدر ضمنيًا إذنًا بقمع المزيد من المتظاهرين.
واعتبر خامنئي في خطابه التواجد الاحتجاجي للشباب والمراهقين في الشوارع بسبب الإثارة لمشاهدة أحد البرنامج على الإنترنت، وقال: "يمكن توعية هؤلاء الأشخاص بأنهم مخطئون من خلال تنبيههم لبعض الأمور".

جو بایدن فی تغریدة له: "الولايات المتحدة تقف إلى جانب النساء والمواطنين الإيرانيين الذين يلهمون العالم بشجاعتهم". وأضاف: "هذا الأسبوع سنفرض عقوبات أكثر على مسببي العنف ضد المحتجين المسالمين، نحن سنستمر في دعمنا لحق الإيرانيين في الاحتجاج بحرية".

أفاد النشطاء البلوش أن حصيلة قتلى إطلاق قوات الأمن الإيرانية النار على المصلين في زاهدان، جنوب شرقي إيران، وصلت إلى "أكثر من 80 شخصًا بينهم طفلان".
وكتب الناشط البلوشي المقيم في ألمانيا، فرزین كد خدائي، على حسابه في "تويتر"، أنه مع تحديد هوية طفلين يبلغان من العمر 12 و14 عامًا يدعيان "جواد بوشه"، و"سُديس كشاني"، فإن عدد المواطنين القتلى يوم الجمعة الماضي في زاهدان وصل إلى 82 حتى الآن.
وكتب هذا الناشط البلوشي أسماء جميع الضحايا الـ82 الذين قتلوا في إطلاق النار.
وكانت حملة النشطاء البلوش قد أعلنت في وقت سابق أن هذه المنظمة الحقوقية سجلت أسماء 67 قتيلا، وأكثر من 300 جريح حتى يوم الاثنين 3 أكتوبر (تشرين الأول).
وأضافت الحملة أن معظم الجرحى أصيبوا بالرصاص المباشر الحربي، وأن بعضهم في حالة خطيرة.
وفي مسيرة يوم 30 سبتمبر (أيلول) بعد صلاة الجمعة في زاهدان احتجاجا على اعتداء قائد شرطة تشابهار على فتاة من البلوش، قُتل وجُرح عشرات المتظاهرين بنيران مباشرة من قوات الأمن الإيرانية.
وأكد مولوي عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان، يوم الجمعة، وقوع الهجوم الدامي على المصلين في زاهدان، حيث أطلق قناصة من الوحدة الخاصة وقوات الأمن بالملابس المدنية، الرصاص الحربي على رؤوس وقلوب المواطنين بهدف قتلهم.
وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، أكدت وسائل الإعلام الرسمية للحكومة مقتل 19 شخصًا فقط في احتجاجات زاهدان نقلًا عن محافظ سيستان وبلوشستان.

أصدرت جمعية حماية حقوق الطفل في إيران، بيانا أدانت فيه استخدام الأطفال في عمليات قمع الاحتجاجات في الشوارع، فضلا عن قتل واعتقال الأطفال والمراهقين خلال الاحتجاجات العامة في إيران.
ودعت الجمعية في بيانها إلى إنهاء "العنف ضد الأطفال"، وخاطبت السلطات الإيرانية: "ارفعوا أيديكم عن الزناد".
ومع وصول الاحتجاجات العامة في إيران إلى الذروة، وتعب ونقص قوى القمع الإيرانية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور أطفال ومراهقين يرتدون زي "الباسيج" و"الحرس الثوري الإيراني"، مما أثارت غضب العديد من الناشطين.
وقُتل في الأسبوعين الماضيين، أطفال ومراهقون أو اعتقلوا وضُربوا على أيدي قوات القمع في جميع أنحاء إيران.
وفي إشارة إلى هذه الأحداث، اعتبرت جمعية حماية حقوق الطفل في إيران، استخدام الأطفال في العمليات الأمنية لقمع الشوارع من جهة، وقتل الأطفال واعتقالهم في الاحتجاجات الأخيرة من جهة أخرى، دلالة على أن "القيادات" والمسؤولين في إيران يولون أقل قدر من الاهتمام للحق في الحياة والتنمية الشاملة للأطفال.
وشددت هذه الجمعية على أنه بدلًا من دعم حق الأطفال في الحياة، فقد خلقت هذه الإجراءات الأرضية "لتشديد العنف وانتهاك حق الأطفال في الحياة".
"إن التأكيد على أحكام اتفاقية حقوق الطفل، بما في ذلك الحق في عيش الطفولة في بيئة خالية من العنف وحماية الأطفال من قبل الحكومات"، هي أمور أخرى أكدها البيان، وذكّر: "وجود الأطفال بالهراوات في الشوارع للتعامل مع الاحتجاجات الأخيرة انتهاك واضح. إنها حقوق الأطفال ولها آثار لا يمكن إصلاحها على نفسية وصحة الأطفال".
كما دعا بيان جمعية حماية حقوق الطفل، النظام الإيراني إلى "الالتزام بالمساءلة أمام لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل" فيما يتعلق بحماية حقوق الطفل، وأضاف: "الشرطة، ووزارة العدل وخاصة الهيئة الوطنية لحقوق الطفل يجب أن يكونوا مسؤولين أمام المواطنين والأسر فيما يتعلق بقتل وسجن الأطفال".
كما دعت جمعية حماية حقوق الطفل إلى الوقف الفوري لـ"أي عنف ضد الأطفال"، وأعلنت أنها ستقدم خدمات مجانية، بما في ذلك "الإرشاد النفسي" للأطفال الذين يتعرضون لقمع نظام الجمهورية الإسلامية في إيران.
وبحسب إعلان المركز الإيراني لحقوق الإنسان، قُتل 133 شخصًا على أيدي قوات الأمن في احتجاجات الأيام القليلة الماضية في جميع أنحاء البلاد.
وخلال الاحتجاجات العامة، قتلت وجرحت قوات الأمن الأطفال والمراهقين. ومن بين هؤلاء، نيكا شاكرمي، وهي مراهقة تبلغ من العمر 17 عامًا، فُقدت خلال الاحتجاجات في 20 سبتمبر (أيلول) في شارع كشاورز بطهران، وبعد أيام قليلة، عُرضت جثتها على أسرتها برأس ووجه مهشم.
وبعد مقاومة أسرة شاكرمي لضغوط الأجهزة الأمنية لنقل جثمانها إلى إحدى قرى لورستان، اختطفت القوات الأمنية جثة هذه الفتاة الصغيرة واعتقلت آتش شاكرمي خالة نيكا، التي كانت تنشر أخبار ابنة أختها منذ بداية اختفائها.
وأمير حسين بساطي، يبلغ من العمر 15 عاما، هو طفل آخر قتل خلال الاحتجاجات برصاصة مباشرة في صدره من قوات مكافحة الشغب. وسلمت جثة هذا الطفل لأسرته بعد ثمانية أيام من اختفائه.
وأكدت منظمة العفو الدولية، السبت 24 سبتمبر، مقتل أربعة أطفال في الاحتجاجات الأخيرة.
وسبق أن احتج 800 ناشط في مجال أدب الأطفال والمراهقين في بيان على مقتل مهسا أميني، وقمع الاحتجاجات العامة، مطالبين بالإفراج الفوري عن المراهقين المعتقلين في الاحتجاجات العامة، وعدم استخدام الأطفال كأدوات للقمع.
