احتجاجات إيران: عمال النفط يهددون بالإضراب.. ومصادمات بين الأمن والطلاب

Wednesday, 09/28/2022

استمر زخم المظاهرات المناهضة للنظام الإيراني في عدد من المحافظات، وسط دعم واسع من مختلف فئات المجتمع الإيراني لهذه الاحتجاجات، واستمرار التنديد الدولي بقمع الاحتجاج، ومطالبة النظام باحترام الحق في التظاهر السلمي.

وحذر عمال وموظفو إدارات صناعة النفط الإيرانية النظام، في بيان لهم اليوم الأربعاء 28 سبتمبر (أيلول)، بأنه إذا استمر الأمن في قمع الاحتجاجات، ولم يتم إطلاق سراح جميع الموقوفين، فسيتوقفون عن العمل وينظمون مسيرة احتجاجية مع عائلاتهم.

وجاء في بيان العاملين الرسميين في دوائر العمليات بصناعة النفط الإيرانية: "ندين بشدة مقتل مهسا أميني الذي كان في الحقيقة تحذيرًا لنا جميعًا، ولا يمكن تبريره بأي سبب من الأسباب، لقد أوجعت مثل هذه الجرائم قلوبنا جميعا".

وأضاف البيان: "نعلن نحن عمال شركة النفط دعمنا الثابت لاحتجاجات المواطنين في الشارع، ونعتبر أنفسنا جزءا من الأشخاص الذين داس الطغاة كرامتهم الإنسانية لأكثر من 40 عاما، حيث إن اليوم وصل الوضع المعيشي إلى نقطة لا يمكن تحملها".

مصادمات الأمن مع الطلاب

في غضون ذلك استمرت التظاهرات الجامعية المنددة بعمليات القمع، حيث أظهرت مقاطع الفيديو تلقتها "إيران إنترناشيونال" أن قوات الأمن الإيرانية هاجمت المتظاهرين، واعتقلت عدة أشخاص في كلية الطب بشيراز، ورد الطلاب بهتافات: "يا عديمي الشرف.. يا عديمي الشرف".

كما هتف طلاب كلية العلوم الطبية في شيراز مع مجموعة من المواطنين اليوم الأربعاء: "جرائم طيلة هذه العقود، الموت لهذا النظام" و"الطالب يموت ولن يقبل الذل".

فيما أعلنت مجموعة من طلاب جامعة الفن بشيراز، جنوبي إيران، في بيان لهم تعليق الدراسة ردًا على القمع الذي يتعرض له المتظاهرون والطلاب في أنحاء البلاد.

في غضون ذلك بعثت مجموعة من الجامعيين والكتاب والصحافيين الإيرانيين برسالة مشتركة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحتجون فيها على لقائه بالرئيس الإيراني، وكتبوا في رسالتهم: "ألم يكن الأولى بكم أن تدينوا القمع الذي تتعرض له انتفاضة الشعب الإيراني في مختلف مدن إيران؟".

فيما قالت حديث نجفي، إحدى ضحايا الاحتجاجات الجارية في إيران، في مقطع فيديو إن "ابنتها قتلت بسبب الحجاب، واحتجاجا على مقتل مهسا أميني"، مضيفة: "لسنا من النظام، لن نسكت، نحن أهل رزية ومصاب".

وأعلنت نجفي أن أجهزة الأمن الإيرانية ضربوا والد حديث، ووجهوا لها ولباقي أفراد الأسرة السباب والشتائم، كما يستمر الأمن باستدعاء والد حديث بشكل مستمر.

تبرير النظام للقمع

ورغم التنديد المحلي والدولي بعمليات المقع التي يمارسها النظام فإن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان دافع عن هذا القمع، وقال إن إيران ليست مكانًا "للانقلابات والثورات الملونة".

ووصف، في مقابلة مع الإذاعة الأميركية الوطنية، الانتفاضة التي عمت البلاد ضد النظام الإيراني بأنها "انقلاب أو ثورة ملونة"، واتهم المتظاهرين بـ"إثارة الاضطرابات وأعمال الشغب".

وزعم عبد اللهيان أنه "في إيران نولي اهتمامًا لمطالب الشعب، لكننا نتعامل مع من يريد الشغب ويتأثر بدول أجنبية وفق القوانين".

كما أصدرت مجموعة من النواب في البرلمان الإيراني بيانا طالبوا فيه بمحاسبة المتظاهرين وإنزال العقاب بهم. وأضاف النواب: "ندين الإساءة إلى مقدسات الشعب بما فيها حجاب النساء".

قلق أممي من القمع

ويأتي الموقف الرسمي الإيراني بينما أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء زيادة عدد ضحايا الاحتجاجات الإيرانية، وخاصة النساء والأطفال.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان أن المنظمة تشعر بقلق متزايد إزاء التقارير التي تتحدث عن زيادة عدد ضحايا الاحتجاجات، بمن فيهم النساء والأطفال، وتصر على إجراء تحقيق سريع ونزيه وفعال على يد سلطة مستقلة في وفاة مهسا أميني.

هجوم القراصنة يكشف فساد النظام وإصابة مهسا أميني

وعلى صعيد المواجهة المستمرة مع نظام طهران نشرت مجموعة قراصنة "عدالة علي" رسالة يقول فيها مساعد مدعي عام محكمة التحقيق في منطقة 38 بطهران، علي أمرايي، لرئيسه: "يؤكد البعض أن مهسا أميني قاومت أثناء الاعتقال، وضُرب رأسها على خرسانة الرصيف، وتحدثت مع معتقلة أخرى في سيارة الشرطة التي أقلتهم بأنها أصيبت في الرأس وتنزف"
كما أعلنت مجموعة قراصنة "أنونيموس" أنها حصلت على وثائق من البنك الوطني الإيراني، تبين أن النظام قام بغسل مبالغ مالية ضخمة من خلال "أفراد فاسدين" في أوروبا.

وقالت المجموعة إنها ستنشر الوثائق بعد تقديمها إلى وكالات مكافحة غسل الأموال العالمية.

وفيما استمرت الشكوى في إيران من ضعف شبكة الإنترنت وانقطاعها وحجب مواقع التواصل، أشارت صحيفة "دنياي اقتصاد" الإيرانية في تقرير لها إلى زيادة المخاوف لدى الإيرانيين جراء قيام السلطات بتقييد خدمة الإنترنت، وحجب مواقع وتطبيقات.

وقالت إن تجربة الحجب في إيران تبين أن النظام سيستمر بحجب "إنستغرام" و"واتساب"، واحتمالية رفع الحجب ضئيلة للغاية.

لكن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن قال في مؤتمر صحافي: نبحث بالتأكيد عن طرق مختلفة لتسهيل وصول الشعب الإيراني إلى خدمات التكنولوجيا.

وأضاف: الرخصة الأميركية الجديدة لتقديم الخدمات التكنولوجية ستزيد من إمكانية تواصل الإيرانيين مع بعضهم بعضا ومع بقية العالم.

على الصعيد نفسه استدعت وزارة الخارجية الإسبانية السفير الإيراني لديها وقدمت له مذكرة احتجاج بسبب قمع النظام الإيراني للمظاهرات وانتهاك حقوق النساء.

كما طالبت الخارجية الإسبانية بإطلاق سراح فوري للمعتقلين من الصحافيين والمواطنين العاديين على خلفية الاحتجاجات الإيرانية.

مزيد من الأخبار

شارك بآرائك

شارك بآرائك ورسائلك ومقاطع الفيديو حتى نتمكن من نشرها