المتظاهرون في طهران: يدا بيد حتى الإطاحة بالنظام الإيراني

تظهر بعض الصور التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أنه خلال الاحتجاجات التي تعم إيران، كتب المتظاهرون على الجدران، في حي صادقية بطهران، عبارة "يدا بيد حتى الإطاحة بالنظام".

تظهر بعض الصور التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أنه خلال الاحتجاجات التي تعم إيران، كتب المتظاهرون على الجدران، في حي صادقية بطهران، عبارة "يدا بيد حتى الإطاحة بالنظام".


في تحليل لاحتجاجات إيران، كتبت "واشنطن بوست" أنه "على الرغم من أن قوات الأمن الإيرانية تبدو وكأنها تسيطر على الوضع، إلا أن مؤشرات هشاشة النظام الإيراني أكبر بكثير مما شوهد في الأسابيع التي سبقت ثورات الربيع العربي في مصر وتونس عام 2010".
ووصف مقال صحيفة "واشنطن بوست" الاحتجاجات في إيران بأنها تمرد وطني بقيادة فتيات ضد الأجداد الذين حكموا البلاد منذ 4 عقود.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه "لا يزال من السابق لأوانه الحكم على ما إذا كانت هذه الاحتجاجات ستؤدي إلى تغيير ذي مغزى أم ستضيف ببساطة شرخًا آخر إلى جسد هذا النظام الفاسد الذي يعد مصدر تنوعه الوحيد هو اللونان الأبيض والأسود لعمامات الملالي".
وأكد هذا المقال على أن احتجاجات إيران بعد وفاة مهسا أميني يجب أن تغير إلى الأبد الطريقة التي يتفاعل بها العالم مع السلطات الإيرانية، كما أشار المقال إلى أن حكومة بايدن وسعت أيضًا من استراتيجيتها ضد إيران، فبالإضافة إلى التركيز على مواجهة النوايا المدمرة، تعزز رغبة الشعب الإيراني في العيش في مجتمع حر وفي سلام مع العالم.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن قضايا انتهاكات حقوق الإنسان في إيران لا تقتصر على مهسا أميني، وقالت إن منظمات حقوقية تتحدث عن مضايقات لملايين النساء الإيرانيات كل عام بسبب ارتدائهن الحجاب، وحُكم على بعض النساء بارتكاب جرائم، أكثر من 10 سنوات في السجن.
وأضاف هذا المقال: "بما أن الحجاب من الركائز الأساسية للنظام الديني الإيراني، إلى جانب "الموت لأميركا"، و"الموت لإسرائيل"، فإن "علي خامنئي" يعارض بشدة التسوية في قضية الحجاب.
وفي إشارة إلى تصريح خامنئي بضرورة الحفاظ على حجاب المرأة من أجل تجنب الفساد في المجتمع، أشارت "واشنطن بوست" إلى أن هذا الرأي هو نتاج وجهة نظر تلقي باللوم على ضحايا التحرش الجنسي بسبب الملابس غير اللائقة، وشددت على أن هذا الرأي يجب أن تتم مکافحته أينما كان في العالم.
وأضاف هذا التحليل: "بما أن إيران أظهرت أنها لا تتنازل إلا بعد الضغط الموحد، قال: "يجب على الحكومات الأجنبية ووكالات الأنباء الدولية والمنظمات الحكومية التوقف عن إضفاء الشرعية على التمييز بين الجنسين في إيران".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست": "كان رد النظام الوحيد على الاحتجاجات الداخلية منذ 43 عاما هو المزيد من القمع، لكن في الوقت الراهن بينما يتهيأ النظام لنقل محتمل للقيادة من خامنئي البالغ من العمر 83 عامًا، فإن الشروخ في قاعدة النظام تزداد اتساعًا".
وأكد هذا المقال: "عقب الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني في إيران، على حكومة بايدن إعادة النظر في استراتيجيتها فيما يتعلق بإيران، لأن الجهود غير المثمرة من الغرب لإحياء الاتفاق النووي ما هي إلا رد فعل على أعراض المرض، بينما في مثل هذه الحالة، يعتبر التعامل مع جذور المشكلة أمرًا ضروريًا".
وشددت "واشنطن بوست" على أن "انتقال إيران من الحكم الديني إلى الديمقراطية قد لا يكون سهلاً أو سلمياً أو وشيكاً، لكن هذا الحدث هو المفتاح الوحيد الأكثر أهمية للتحول في الشرق الأوسط".

رد الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، على تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قائلا إن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات للمساعدة في إقامة الاتصال عبر توفير الإنترنت بين الإيرانيين.
وقال روبرت مالي يوم السبت ، 24 سبتمبر، عبر تغريدة علی تویتر: بينما يقوم النظام الإيراني بمعاملة المتظاهرين السلميين بوحشية ويحاول منع وصول الإيرانيين إلى الإنترنت العالمي، تتخذ الولايات المتحدة إجراءات لمساعدة الشعب الإيراني على التواصل مع بعضهم البعض.
وأثار الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، هذا الموضوع رداً على تصريحات ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية.
عقب تحرك الحكومة الأميركية لإعفاء شركات التكنولوجيا من العقوبات الإيرانية لتقديم خدمات الإنترنت للإيرانيين، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، من أن محاولات انتهاك السيادة الإيرانية لن تمر دون رد.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في تغريدة: "أميركا سعت دائمًا لزعزعة أمن واستقرار إيران، لكنها فشلت بالطبع" مؤكدا أن محاولات انتهاك سيادة ايران لن تمر دون رد ". حسب تعبيره
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان يوم أمس، في إشارة إلى القرار الخاص بتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت للإيرانيين، إن الغرض من هذا القرار هو مکافحة الرقابة على الإنترنت في إيران ودعم التدفق الحر للمعلومات.
كما قال نائب وزير الخزانة الأميركي والي أدييمو يوم الجمعة: "بينما نزل الشعب الإيراني الشجاع إلى الشوارع للاحتجاج على مقتل مهسا أميني ، فإن الولايات المتحدة تزيد من دعمها للتداول الحر للمعلومات للمواطنين الإيرانيين مرة أخرى".
وحذرت وزارة الخزانة الأميركية من أن النظام الإيراني يعتزم حظر وصول 80 مليون إيراني إلى الإنترنت لمنع مشاهدة القمع العنيف للمتظاهرين.

تجاوز هاشتاغ #مهسا_أميني، الذي استخدمه الناشطون على نطاق واسع على تويتر بعد مقتلها، 80 مليونًا. في الأيام الأخيرة، استخدم العديد من الشخصيات الفنية والاجتماعية والسياسية على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الهاشتاغ.

انطلقت الاحتجاجات الليلية في العاصمة طهران في ما لا يقل عن 5 أحياء، هي: صادقية، وكشاورز، وستار خان، وهفت حوض، وولي عصر. فيما تؤكد مقاطع فيديو انطلاق مظاهرات في مدن مثل رشت، وكرج، وسنندج، وغيرها.
وهتف المحتجون في مظاهرات طهران ضد رموز النظام الإيراني وعلي رأسهم المرشد علي خامنئي، وقالوا: "الموت للديكتاتور"، و"هذا العام عام الدم.. سيسقط خامنئي".
كما انطلقت الاحتجاجات في "سنندج"، قبل أن تحاول قوات الأمن تفريق المتظاهرين بالرصاص الحي. فيما خرج المتظاهرون في حي "أريانشهر" في طهران يهتفون: "خامنئي قاتل وحكمه باطل"، و"على الملالي أن يرحلوا من إيران"، وهي نفسها تقريبا الهتافات التي هتف بها المتظاهرون في حي "ستار خوان" بالعاصمة طهران.
وانضم حي "هفت حوض" بالعاصمة طهران للاحتجاجات الليلية في إيران بهتافات: "الموت للديكتاتور"، و"الموت لخامنئي".
كما تلقت "إيران إنترناشيونال" مقطع فيديو يظهر القوات الأمنية الإيرانية وهي تطلق الغاز المسيل للدموع والرصاصي الحي ضد المحتجين ليلا في شارع فردوس، غربي العاصمة طهران.
وفي السياق، أصدر نحو 100 سينمائي إيراني بيانا لدعم المتظاهرين وخاطبوا العسكريين الإيرانيين بالقول: "هذه البنادق تم توفيرها لكم بأموال عامة للدفاع عن الشعب. لا توجهوا البنادق إلى الإيرانيين والشباب. عودوا إلى أحضان الشعب".
وفي المقابل خرج عدد من المسؤولين الإيرانيين بتصريحات لمواجهة الاحتجاج، فقال رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجه إي: "لن نسمح أبدًا لمثيري الشغب المحترفين بالانتشار في المدن وفي مناطق مختلفة من البلاد".
وقال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، تعليقا على الاحتجاجات العارمة ضد النظام في بلاده: "نشهد في هذه الأحداث أن كل أعداء الثورة الإيرانية اتحدوا رغم كل الخلافات بينهم، وذلك لمواجهة نظام الجمهورية الإسلامية ومحاربته".
وعلى مستوى العملية التعليمية، وبهدف مواجهة مظاهرات طلاب الجامعات، أعلن رئيس جامعة "لرستان" جنوب غربي إيران، أن الدراسة ستبدأ الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل عن بُعد (أونلاين).
يشار إلى أنه بعد اندلاع الاحتجاجات في إيران، قامت بعض جامعات طهران، وجامعة همدان بتغيير نظام التدريس من الحضور إلى الأونلاين.
أما رئيس اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني، موسى غضنفر أبادي، فقد طالب باستخدام كاميرات المراقبة بدلا من "شرطة دوريات الأخلاق" لمعرفة النساء المخالفات ومحاسبتهن لاحقا، "حتى لا يكون هناك اشتباك بين عناصر الشرطة والمواطنين".
وعلى المستوى الدبلوماسي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن إعطاء واشنطن الإذن بتوفير الإنترنت للإيرانيين يعد "انتهاكا للسيادة الإيرانية، ولن يبقى دون رد"، مضيفا أن "أميركا لطالما سعت لزعزعة الاستقرار في إيران لكنها فشلت".
وقد جاء تعليق كنعاني ردا على تصريح لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بضرورة الإذن الأميركي لتسهيل وصول الإيرانيين إلى الإنترنت، مشيرا إلى أن الهدف هو أن تتأكد واشنطن من إمكانية حصول الشعب الإيراني على المعلومات. وقال: "هذه الخطوة ستساعد في مواجهة إجراءات النظام الإيراني للرقابة على المواطنين".
وأضاف وزير الخارجية الأميركي: "نريد أن نساعد الشعب الإيراني حتى لا يعيش في عزلة وظلام".
كما علق إيلان ماسك على تغريدة وزير الخارجية الأميركي، بضرورة توفير خدمة "ستارلينك" للإيرانيين، بعد قطع السلطات للإنترنت، قائلا إنه يعمل الآن على تفعيل هذه الخدمة.
وقد انتقل النشاط الميداني اليوم انتقالا لافتا في اليوم الثامن، حيث تلقى بعض رجال الأمن الإيراني ضربا مبرحا من نساء محتجات، وسقط بعضهم أرضا
وفي هذا السياق صرح المنشد الموالي للنظام الإيراني، محمد رضا طاهري، في مقابلة تلفزيونية عن مقاومة الشعب للقوات الأمنية، فقال إن "بعض صور الهجوم على ضباط الشرطة عجيبة للغاية. كأنهم يضربون عدوا؟". وأضاف أن هؤلاء الضباط مظلومون".
لكن في المقابل، قامت قوات الأمن الإيرانية بالاعتداء الوحشي على فتاة تدخلت لإغاثة أخرى أثناء الاحتجاجات في شيراز، فيما استخدمت شرطة طهران مكبرات الصوت لتحذير المواطنين من الانضمام للاحتجاجات.
وفي سياق متصل، تجمع عشرات الإيرانيين في بريطانيا أمام مبنى "بي بي سي" الفارسية في لندن، للاحتجاج على سياسات القناة في تغطية التطورات الجارية في إيران. ورددوا في هذا التجمع شعارات: "بي بي سي.. عار عليكم".
ويرى بعض الإيرانيين أن "بي بي سي" تغطي أخبار إيران بطريقة أقرب لوجهة نظر نظام الملالي.

المنشد الموالي للنظام الإيراني، محمد رضا طاهري، قال في مقابلة تلفزيونية عن مقاومة الشعب للقوات الأمنية: "بعض صور الهجوم على ضباط الشرطة عجيبة للغاية. كأنهم يضربون عدوا؟". وأضاف أن هؤلاء الضباط مظلومون".