عقب الكشف عن قضايا فساد.. النظام الإيراني يسعى لإطلاق حملة "الأخبار السارة"

عقب الكشف عن أحدث قضية فساد في إيران لشركة "فولاد مباركة" والتي أثارت ردود فعل واسعة، اتهم العديد من المسؤولين في النظام الإيراني وسائل الإعلام بـ"نشر أخبار سيئة"، وطالبوا بإطلاق حملة لنشر الأخبار "الجيدة والسارة".
وأعلنت العلاقات العامة في البرلمان الإيراني أن تقرير البرلمان عن التحقيق حول شركة "فولاد مباركة"، لم يرد للنشر العام، كما حذر عدد من البرلمانيين أن نشر أي تحقيق دون إذن يعتبر "جريمة".
وقال رئيس اللجنة القضائية والقانونية في البرلمان الإيراني، موسى غضنفر آبادي: "بحسب القانون، لا يمكن لأحد أن يعلن نتائج التحقيق حتى إصدار القرار النهائي، ومن ينشر تقرير تحقيق البرلمان الإيراني دون إذن فهو منتهك للقانون".
من جهته، قال مهدي طغياني، النائب عن مدينة أصفهان، والمتحدث باسم لجنة الاقتصاد في البرلمان: "لا شك أن نشر التقرير التفصيلي لتحقيقات البرلمان حول (فولاد مباركة) مخالف للقانون" ويتعارض في الأساس مع "سيرة " المرشد الإيراني.
يذكر أن البرلمان الإيراني، في تقريره عن التحقيق حول شركة "فولاد مباركة" في أصفهان، بين عامي 2018 و2021، كشف عن فساد بنحو 92 ألف مليار تومان في هذه الشركة، بينها اختلاس الأموال وتقديم الهدايا لمؤسسات النظام، بما في ذلك دائرة المخابرات، والحرس الثوري الإيراني، وكذلك الشخصيات السياسية.
يشار إلى أن هذا هو أضخم حالة فساد مالي نشرت عنه وسائل الإعلام في إيران.
وردا على انتشار هذا التقرير، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن مثل هذا الفساد لا علاقة له بالنظام الإيراني، وإن "نظام الجمهورية الإسلامية نقي".
كما أعلن رئيس القضاء الإيراني، غلام حسين محسني أجه إي، أن السلطة القضائية لم تتلق مثل هذا التقرير. وقال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إن البرلمان لم يجعل تقرير تحقيق شركة "فولاد مباركة" علنيا، مضيفا أنه يعارض الإعلان عن قضايا الفساد قبل الإجراءات القضائية.
وعلى خلفية قضية اختلاس 3 آلاف مليار تومان في البنوك الإيرانية، قبل سنوات، هدد المرشد الإيراني، علي خامنئي، وسائل الإعلام من أنه "لا ينبغي لها الإسهاب في هذا الأمر"، وقال إن "بعض الناس يريدون استغلال هذه الحوادث لتشويه سمعة المسؤولين".
ويأتي تأكيد قادة النظام الإيراني على "نزاهة" نظامهم، بينما أعلنت منظمة الشفافية الدولية أن إيران تحتل المرتبة 150 من بين 180 دولة من حيث صحة المعاملات الاقتصادية والتجارية، مما يعني أن إيران من بين أكثر 30 دولة فسادا ماليا في العالم.
حملات لنشر "الأخبار السارة"
وكان المرشد الإيراني قد طلب في وقت سابق من وسائل الإعلام الإيرانية بث "أنباء جيدة وسارة".
وفي السياق، أطلقت وكالة أنباء "فارس" على موقعها قسما تحت عنوان "الأخبار السارة"، وعلى سبيل المثال، نشرت خبرا حول إنجاب أحد رجال الدين العديد من الأطفال في إحدى القرى الإيرانية، باعتبار ذلك خبرا سارا.
وتزامنا مع موجة الانتقادات الواسعة التي تطال النظام الإيراني حاليا، أكد المسؤولون الإيرانيون على "نشر الأخبار السارة والجيدة"، ومرة أخرى، وجهوا أصابع الاتهام نحو وسائل الإعلام.