ونقلت "فايننشال تايمز" عن هذا السياسي الإصلاحي، الذي لم يذكر اسمه، قوله: "يبدو أن إسرائيل أنشأت منظمة واسعة في طهران وتعمل بحرية".
وأضاف هذا السياسي الإصلاحي: من الواضح أن إسرائيل تستهدف الصورة "الآمنة للغاية" لإيران من أجل تشويه صورة هذه القدرة في عيون الناس.
إن هذا التقرير الذي نشر تحت عنوان "الهجمات الإسرائيلية تثير الخوف والريبة في إيران"، قيّم الاجتماع الأخير بين وزير المخابرات الإيراني ورئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري ووعد هاتين المنظمتين بزيادة التعاون الأمني بأنه يشير إلى "قلق على أعلى المستويات بالنظام" من تزايد الإجراءات الإسرائيلية ضد إيران.
وعلى الرغم من الهجمات المستمرة من قبل إسرائيل، قال مصدر مطلع على التطورات داخل إيران لصحيفة "فايننشال تايمز" إن سياسة المسؤولين الإيرانيين تقتضي بالاستمرار في العمل من خلال القوات التي تعمل بالوكالة وألا تبدي إيران نفسها بالصراع ضد إسرائيل.
وأشار هذا المصدر المطلع إلى أن "إسرائيل تظهر المخالب والأسنان لطهران، لكن أسنانها ليست حادة بما يكفي لمهاجمة إيران".
وفي السنوات الـ 12 الماضية، اتهمت إيران إسرائيل بتصفيّة خمسة من مسؤوليها النوويين، كان آخرهم اغتيال محسن فخري زاده، العضو البارز في الحرس الثوري الإيراني وأحد كبار المسؤولين عن برنامج إيران النووي، في عملية معقدة باستخدام أسلحة أوتوماتيكية في ديسمبر 2020.
كما تعتقد أجهزة المخابرات والأمن في إيران أن إسرائيل سرقت وثائق نووية سرية وهاجمت المنشآت النووية الإيرانية.
وفي إحدى هذه الحالات، التي ذكرها أيضًا رئيس وزراء إسرائيل السابق بنيامين نتنياهو، سرق عملاء الموساد في واحدة من أكبر العمليات في تاريخ هذه المنظمة، جزءًا كبيرًا من الوثائق النووية الإيرانية من 32 خزانة كبيرة في مستودع بضواحي طهران بتاريخ 31 يناير 2018.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أنهم لن ينتظروا موافقة الولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات ضد إيران. وفي الأسبوع الماضي، أكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال هولاتا، بعد لقائه مع جو بايدن في القدس، أن إسرائيل ستتخذ إجراءات مباشرة كما تراه مناسبًا، حتى داخل إيران، لمواجهة تهديد طهران ولا تتردد في إعلان خلافها مع أميركا في هذا الصدد.
وقال هولاتا في مقابلة مع القناة 13 الإسرائيليّة: "نحن لا نتردد في إخبار الأميركيين بأننا نختلف معهم، أو حتى نتحرك داخل إيران. إسرائيل تتصرف بما تراه مناسبا".
وأضاف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: "لقد اتخذنا العديد من الإجراءات داخل إيران في العام الماضي، وأمريكا تدعمنا أيضًا. "نتصرف بعقلانية ومسؤولية، ومع ذلك يمكن للجميع أن يرى أن هذا لا يضر بالعلاقة بين الرئيس الأميركي وإسرائيل".
وأشار هولاتا إلى أن "بايدن قال دائمًا إنه يفضل الحل الدبلوماسي، لكن إذا لم يكن هناك حل آخر، فسوف يقوم بعمل عسكري ضد إيران، سمعت هذا من رئيس الولايات المتحدة. ومن أقواله الشهيرة الأخرى أن القوى العالمية لا تخدع، لذا يجب أن تؤخذ هذه الكلمة على محمل الجد".
كما قال نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، الشهر الماضي قبل أن يتنحى عن منصبه، في معرض تأکيده علی رد بلاده على تهديد طهران، أن إسرائيل استهدفت إيران مباشرة بدلاً من الاهتمام بالقوات التي تعمل بالنيابة عنها.
وأضاف بينيت: "لم نعد نلعب بأرجل الأخطبوط، وهي القوات التي تعمل بالوكالة عن إيران. بل أنشأنا معادلة جديدة قائمة على التوجُّه لرأس الأخطبوط مُباشَرةً".
وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن اندساس إسرائيل في إيران أصبح واضحًا لدرجة أن المحللين الأصوليين قد طالبوا صراحة بحل هذه المشكلة.
إلى جانب مقتل عناصر من الحرس الثوري الإيراني في الهجمات المنسوبة لإسرائيل على مواقع الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، يستمر قتل المسؤولين العسكريين ومن لهم علاقة بالصناعات العسكرية الإيرانية، ومن أحدثها مقتل مهندس بمنشأة بارشين ومقتل مسؤول عسكري آخر أثناء قيامه بمهمة في سمنان.
وفي الشهر الماضي، تسبب هجوم إلكتروني نُسب إلى إسرائيل في تعطيل عملية إنتاج مصانع الصلب الإيرانية بشكل مؤقت.
من ناحية أخرى، كانت هناك عدة هجمات إلكترونية، نُسبت إلى إيران، ضد إسرائيل، كان آخرها الإنذار الكاذب في القدس الغربية الشهر الماضي، فضلاً عن وصول قراصنة إيرانيين إلى معلومات 300 ألف إسرائيلي في بعض المواقع السياحية الإسرائيلية.