ناشطة معتقلة من محبسها: النظام الإيراني الاستبدادي شوه القيم الإنسانية

بعثت الناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي، برسالة من سجن "قرجك" حول قمع النساء في إيران، أكدت فيها أن النظام الإيراني قلب القيم الإنسانية وشوهها.

وأشارت "محمدي" في رسالتها عبر صفحتها على تطبيق "إنستغرام"، اليوم الجمعة، إلى منع توزيع فواكه مثل: (الموز، والخيار) في السجن، وكتبت: هذا النظام المستبد يمنع صوت المرأة وشعرها وحتى الفواكه يحرمها منها.

وذكرت الناشطة الإيرانية المعتقلة أن الخيار والموز والجزر ممنوع على السجينات؛ "لأننا نساء وتثير شهوتنا"، وأن "العديد من الأشياء ممنوعة في هذا السجن؛ لأننا نساء".

وتابعت: في الأيام الأولى عندما قال المسؤولون إن هذا النوع من الفواكه ممنوع على النساء، ولم يتوفر في مقصف السجن حتى للسجينات المرضى بأي شكل من الأشكال، توقعت أن يكون السبب شكل الفواكه ولأننا نساء، ولم أستطع أن أصدق أن الخبراء والمسؤولين القضائيين والأمنيين في النظام ينظرون هكذا إلى النساء، ويفرضون المزيد من القيود بسبب نظرتهم الدنيئة.

واستطردت: الأحرى أن أقول إن المرأة "ممنوعة". لو طلبت المرأة فواكه محظورة في سجن "قرجك" تكون فاحشة. لو أرادت ارتداء ملابس بحريتها في المجتمع تكون بلا عفة، ويحق لها العقوبة.

وأشارت "محمدي" إلى تصريحات رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إيجه إي، الذي اعتبر خلالها التمتع بحق الحجاب بأنه ترويج للفاحشة، وقالت: أنا نرجس محمدي، وبصفتي امرأة ووالدة؛ أعلن رفضي للحجاب الإلزامي.

وأكدت هذه السجينة السياسية أن "هذا النظام الاستبدادي قلب القيم الإنسانية، فالحرية والمساواة والحيوية من حقوقنا نحن النساء حتى لو كان ثمنها السجن والموت".

وفي وقت سابق، بعثت محمدي برسالة إلى المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وطلبت منه منع إيران من قمع المؤسسات المدنية المستقلة الشعبية واستئصالها، وذلك من خلال ممارسة ضغوط جدية على "طهران".

كانت قوات الاستخبارات الإيرانية قد داهمت منزل نرجس محمدي، يوم الثلاثاء 12 أبريل (نيسان)، واعتقلتها مع الناشطة عالية مطلب زاده، المصورة ونائبة رئيس لجنة الدفاع عن حرية الصحافة، وتمت إعادتهما إلى السجن لقضاء فترة العقوبة.

وقبلها أيضًا، اعتقلت السلطات الإيرانية "محمدي" في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في "كرج" خلال حضورها مراسم تأبين إبراهيم كتابدار، أحد المئات الذين قُتلوا خلال الاحتجاجات الواسعة في نوفمبر 2019، ثم نقلتها إلى العنبر (209) في سجن "إيفين" الخاضع لإشراف وزارة الاستخبارات الإيرانية، قبل أن يتم نقلها إلى سجن "قرجك".

يُشار إلى أن "محمدي" خضعت للاستجواب والاعتقال المتكرر من قِبل قوات الأمن الإيرانية، وحرمت أيضًا من حق الحصول على جواز سفر ومغادرة البلاد وزيارة طفليها المقيمين في فرنسا.

وقد دعت منظمات حقوق الإنسان الدولية، ومعها منظمة العفو الدولية -مرارًا وتكرارًا- إلى الإفراج الفوري عنها، مؤكدةً أن نرجس محمدي مسجونة فقط بسبب أنشطتها "السلمية" في الدفاع عن حقوق الإنسان.