وكتبت صحيفة "هآرتس"، مساء أمس السبت 9 أبريل (نيسان)، أن الحكومة الإسرائيلية "استغلت" توقف محادثات فيينا عقب طلب إيران شطب اسم الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، وأثرت على المسؤولين الأميركيين والسياسة الداخلية الأميركية.
وبحسب الصحيفة، فقبل أن يصبح إصرار النظام الإيراني على شطب اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب قضية رئيسية في محادثات فيينا، عملت حكومة نفتالي بينيت جاهدة للتأثير على نص الاتفاقية الجديدة قيد الصياغة.
وأضافت "هآرتس" أن إسرائيل انتهزت الفرصة، وعلى وجه الخصوص من خلال أنشطة مايك هرتسوغ، سفير إسرائيل في واشنطن، لمشاركة وجهات نظره مع المسؤولين المحليين الأميركيين المؤثرين ولفت انتباههم إلى عواقب هذا الاحتمال، وجعل مواقفهم تتماشى مع الموقف الإسرائيلي.
وفي الأثناء، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أمس السبت، أن القرار الأميركي المحتمل بعدم الامتثال لطلب إيران بشطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب كان علامة على "نجاح جهود اللوبي الإسرائيلي المنسقة" في الأسابيع الأخيرة في واشنطن.
وتابعت "واشنطن بوست"، أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، قاما بتنسيق وتنفيذ هذه السياسة.
وقبل أقل من 4 أسابيع، أصدر نفتالي بينيت، ويائير لابيد، بيانا مشتركا، حذرا فيه حكومة جو بايدن من شطب اسم الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، وكتبا أنه "من الصعب على إسرائيل تصديق إلغاء تعريف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، مقابل وعد النظام الإيراني الفارغ بعدم إلحاق الأذى بالأميركيين".
وفي الأسابيع الثلاثة الماضية، بعد اتصال المسؤولين الإسرائيليين بالسياسيين الأميركيين البارزين من كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ارتفعت أصوات معارضتهم لاحتمال شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب.
وبالإضافة إلى المعارضة الجمهورية القوية، قال 5 أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس، في مؤتمر صحافي في واشنطن، يوم الخميس الماضي، إن إزالة وصمة عار الإرهاب من جبين الحرس الثوري الإيراني يشكل تهديدًا لأمن الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
كما دعا 11 عضوًا مؤثرًا في مجلس الشيوخ، بما في ذلك ماركو روبيو، وتيد كروز، إدارة بايدن، أول من أمس الجمعة، إلى العمل "سريعاً وقبل فوات الأوان" على تزويد الجيش الإسرائيلي بعدد من أحدث الأسلحة والمعدات، بما في ذلك أحدث طائرات التزود بالوقود، والمتاحة فقط للجيش الأميركي، إذا تم التوصل إلى اتفاق، ليتمكن الجيش الإسرائيلي من الدفاع عن نفسه "ضد إيران".
من ناحية أخرى، كتب موقع "واي نت" التحليلي الإخباري، التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في مقال شديد اللهجة ضد حكومة جو بايدن، أمس السبت، أن الجهاز الدبلوماسي الأميركي "يخدع إسرائيل" بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وكتب المعلق الإسرائيلي المخضرم، رون بن بيشاي، أن "ما يبدو أنه تشدد في موقف إدارة بايدن من محادثات فيينا هو في الواقع محاولة أميركية يائسة للتوصل إلى حل وسط مع إيران".
ووفقًا لما كتبه بن بيشاي، الذي يقبل تحليله العديد من السياسيين الإسرائيليين، فإن إعلان الولايات المتحدة أن فيلق القدس فقط هو المنظمة الإرهابية، يمكن أن يشير أيضًا إلى أن واشنطن تسعى لإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب.
هذا وصرح الجنرال، مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، في إحاطة للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، بأن وجهة نظره الشخصية هي أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كيان إرهابي.
كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن آراء بايدن بشأن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني تتماشى مع موقف الجنرال ميلي.
يذكر أنه في أبريل (نيسان) 2019، بعد دقائق من وصف دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني بأنه إرهابي، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بنيامين نتنياهو، في رسالة إلى ترامب: "هذا يعد قبولاً لطلب مهم آخر مني من أجل المصلحة المشتركة لبلدينا ودول أخرى في المنطقة".
يشار إلى أن فيلق القدس هو أحد الأذرع الخمس للحرس الثوري الإيراني وهو مسؤول عن تنفيذ عمليات عسكرية وشبه عسكرية في الخارج من قبل النظام الإيراني في جميع أنحاء العالم.
وتعتقد الولايات المتحدة منذ سنوات أن فيلق القدس، منذ نشأته، شارك في تخطيط وتنفيذ العديد من المؤامرات الإرهابية لضرب العسكريين والمدنيين الأميركيين والغربيين أو استهداف مصالح أميركا وحلفائها في غرب آسيا أو في أي مكان آخر.
وكانت الخطوة الأميركية المتمثلة في وصف الحرس الثوري الإيراني بالإرهابي هي المرة الأولى التي تدرج فيها مؤسسة عسكرية رئيسية لدولة أجنبية في هذه القائمة.