وقد صدر التحذير في مقال نشره المساعد السياسي، أمس السبت 19 فبراير (شباط) في مجلة "أخبار وتحليل". وكتب المؤلف، في إشارة إلى نشر مسودة اتفاقية إحياء الاتفاق النووي من قبل "رويترز"، أن حكومة الولايات المتحدة ومن خلال "سرد زائف لعملية التفاوض، تسعى إلى تحقيق إنجاز وهمي، وتعبئة الرأي العام في إيران"، ويجب مواجهة هذا الإجراء داخليًا.
وفي تقرير خاص، يوم الخميس الماضي، نقلت "رويترز" عن "دبلوماسيين غربيين" قولهم إن المسودة المكونة من 20 صفحة لإحياء الاتفاق النووي دعت إلى اتخاذ خطوات ثنائية لإعادة إيران والولايات المتحدة إلى الوفاء بجميع التزاماتهما، لكن إعفاء إيران من العقوبات النفطية ليس ضمن الخطوات الأولى.
كما أن وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 5 في المائة من قبل إيران، والإفراج عن نحو 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية، وإطلاق سراح جميع المواطنين الغربيين من السجون الإيرانية، تعد نتائج أخرى سيتم تنفيذها بعد إحياء الاتفاق النووي.
وردًا على تقرير حصري لـ"رويترز"، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، على "تويتر": "الاتفاق النهائي للسماح بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي سيكون مختلفًا تمامًا عن التقرير المحرف الذي تم نشره".
وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الموجود في ألمانيا لحضور مؤتمر ميونيخ للأمن، في لقاء مع نظيره الألماني أمس: "في هذه الخطوات الأخيرة، من الضروري أن لا يخطئ الطرف الآخر في التقدير وأن لا يجر المفاوضات إلى الفضاء الإعلامي".
كما اتهم الحرس الثوري الإيراني الحكومة الأميركية بجعل المفاوضات "استنزافية"، قائلاً إنه إذا لم تقدم الولايات المتحدة تنازلات في الوضع الحالي ولم يتم التوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة، فسيتعين عليها دفع المزيد للاتفاق في المستقبل".
وفي الأيام الأخيرة، أكد مسؤولون أوروبيون، بمن فيهم المستشار الألماني، أولاف شولتز، ووزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أنه لا يوجد سوى أيام قليلة للتوصل إلى اتفاق، قائلين: "لقد حان الوقت الآن لكي تتخذ طهران قرارها".
كما تحدث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عبر الهاتف مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أمس السبت، وطالبه بالموافقة على إحياء الاتفاق النووي، لمنع حدوث أزمة كبيرة.
إلى ذلك، جدد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، في تصريحات منفصلة أمس، شروط إيران للاتفاق، قائلين إن "رفع العقوبات والتحقق من ذلك، وتقديم ضمانات، وإغلاق القضايا والمطالبات السياسية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني هي شروط تحقيق اتفاق جيد".
ومن جهتهم، يقول مسؤولو النظام الإيراني إنه في هذه المرحلة من المفاوضات، يتعين على الأطراف الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، اتخاذ قرارات سياسية لوضع اللمسات الأخيرة على إحياء الاتفاق النووي.
يذكر أن الجولة الثامنة من المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي تتواصل بمشاركة ممثلين عن إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، وحضور غير مباشر لممثلين أميركيين في فيينا.
والهدف النهائي من هذه المحادثات هو العودة إلى الاتفاق النووي المبرم في يوليو (تموز) 2015 بين إيران والقوى العالمية، وتحديداً رفع العقوبات ضد إيران، بما في ذلك عقوبات مهمة على الصناعة وصادرات النفط، مقابل تقييد أنشطة طهران النووية وإطالة الوقت المطلوب لإنتاج اليورانيوم المخصب المطلوب لصنع الأسلحة النووية.