مع ذلك فإن الصحف الحكومية والأصولية، اليوم الأحد 20 فبراير (شباط) 2022، لا تزال تؤكد على مواقف إيران الثابتة وشروطها لإحياء الاتفاق النووي وهي كذلك تنطلق مما يصرّح به المسؤولون الإيرانيون في مناسبات عدة. فصحيفة "إيران" الحكومية علقت اليوم على الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الإيراني والفرنسي والذي استمر 90 دقيقة، وكتبت في المانشيت: "3 شروط للتوصل إلى اتفاق في فيينا"، وهذه الشروط كما توضح الصحيفة هي: "إلغاء العقوبات، و"إعطاء الضمانات المعتبرة"، و"إنهاء المطالب السياسية".
كما نوهت صحيفة "كيهان" الأصولية إلى تصريحات وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، في مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس السبت 19 فبراير (شباط)، وعنونت بقول عبداللهيان: "خيار إيران المؤكد في مفاوضات فيينا هو عدم تجاوز الخطوط الحمراء".
وفي شأن منفصل سلطت عدة صحف الضوء على احتجاجات المعلمين، حيث نظم المعلمون أمس السبت تجمعات احتجاجية في مختلف المدن الإيرانية للمرة السادسة خلال أقل من 3 أشهر، وذلك للتنديد بـ"عدم تنفيذ قانون تصنيف المعلمين ومعادلة المعاشات التقاعدية".
وكتبت صحيفة "صداي اصلاحات" في عنوانها الرئيسي: "الصبر في محطته الأخيرة"، كما علقت صحيفة "جمهوري إسلامي"، وعنونت بالقول: "تجمعات المعلمين في عدد من المحافظات للتنديد بالوضع المعيشي".
أما "كيهان" فدعت البرلمان إلى تخفيف التكاليف عن الحكومة في الميزانية التي من المقرر المصادقة عليها. وكانت الصحيفة قد دعت الحكومة في وقت سابق بعدم الاكتراث باحتجاجات المعلمين والمضي قدما بقرار إلغاء الدعم الحكومي للدولار.
ومن القضايا الأخرى التي نالت اهتمام الصحف اليوم موضوع عزم البرلمان المصادقة على قرار إلغاء الدعم الحكومي للدولار الأمر الذي ينذر بارتفاع في أسعار كافة السلع الأساسية حسب الخبراء والمحللين السياسيين. وذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن البرلمان في جلسته غير المعلنة اليوم بات أمام اختبار وينبغي على البرلمانيين النظر إلى واقع الاقتصاد الإيراني والوضع السيئ للمواطنين.
والآن يمكننا مطالعة تفاصيل بعض ما جاء في صحف اليوم..
"آرمان ملي": لماذا طلبت إيران إصدار "بيان سياسي" من الكونغرس حول الاتفاق النووي
قال الباحث والمحلل السياسي، حسن بهشتي بور، في مقال نشرته صحيفة "آرمان ملي" إن مطالبة إيران من الولايات المتحدة الأميركية بـ"بيان سياسي" يصدره الكونغرس الأميركي راجع لمعرفة إيران وإدراكها لوجود معارضة حقيقية بين إدارة بايدن وأعضاء الكونغرس بما فيهم شخصيات من الحزب الديمقراطي نفسه، لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي.
وتابع بهشتي بور قائلا: "أراد وزير الخارجية الإيراني من اشتراط هذا الموضوع إظهار هذه الحقيقة للعالم والتأكيد على أن الولايات المتحدة الأميركية مشتتة من الداخل، بحيث لا يستطيع الكونغرس إصدار بيان سياسي لدعم قرار الإدارة الأميركية، كما تهدف هذه المطالبة إلى كشف نوايا أميركا ومحاولاتها التهرب من تعهداتها الدولية.
"جهان صنعت": إيران وصلت إلى طريق مسدود سياسيا واقتصاديا بسبب العقوبات
قال المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، جاويد قربان أوغلي، في مقابلة مع صحيفة "جهان صنعت" إن إيران باتت في حاجة ماسة للتوصل إلى اتفاق والتخلص من أزمة العقوبات. وقد اتخذ قرار العودة إلى الاتفاق النووي على مستوى النظام الإيراني وفي أعلى هرم السلطة.
وذكر أوغلي أن إيران وبسبب العقوبات المفروضة عليها وصلت إلى طريق مسدود من الناحية السياسية والاقتصادية وهذه حقيقة وليست مجرد ادعاء، حسب الكاتب.
"شرق": هجوم جديد على ظريف
نوهت صحيفة "شرق" إلى الهجمات المستمرة التي تتعرض لها حكومة روحاني السابقة، لا سيما شخص روحاني نفسه ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، مشيرة إلى تصريحات، سيد محمود نبويان، النائب البرلماني الأصولي وهجومه مؤخرا على ظريف واتهامه بتقديم التنازلات في المفاوضات النووية وإظهار إيران بمظهر من يحتاج بشدة إلى التوصل لاتفاق، ما جعل الأطراف الأخرى تطالب باستمرار تقديم إيران تنازلات وامتيازات لصالح الولايات المتحدة والأطراف الغربية.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الاتهامات والهجمات على ظريف وفريقه في السياسة الخارجية ليست بالجديدة فقد تعرض منذ وقت طويل وباستمرار إلى شتى الهجمات حتى وصل الأمر إلى اتهامه بـ"الخيانة"، والتفريط في مصالح البلد.
كما علقت الصحيفة على دعوى عدد من البرلمانيين الذين حاولوا رفعها قضائيا ضد وزير الخارجية السابق وذلك بعد توجيه عدد من الاتهامات لظريف، منها: "جهل ظريف بطبيعة العقوبات المفروضة على طهران"، و"عدم إحاطته الكاملة بنص الاتفاق النووي"، و"تناقضه في قضية رعاية الخطوط الحمراء التي حددها المرشد".
"توسعه ايراني: سنشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار إذا لم تحسم المفاوضات بعد شهر
قال الناشط الاقتصادي، أمير حسين كاكايي، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "توسعه إيراني" إنه وفي حال استمرار المفاوضات وإطالة أمدها فإننا سنشهد ارتفاعا في الأسعار قبيل عطلة نهاية السنة في إيران (تبدأ 21 مارس/ آذار القادم) كما ستشهد البلاد وبعد عطلة النيروز قفزة في الأسعار، عازيا سبب الكساد والركود في أسعار السيارات والمسكن وغير ذلك من القطاعات إلى حالة الانتظار التي يعيشها الاقتصاد الإيراني والترقب لما تنتهي إليه المفاوضات الجارية في فيينا.