فالصحف الأصولية مثل "سياست روز" رحبت بتصريحات باقري كني، واعتبرتها وضعا للنقاط على الحروف، وكتبت بالخط العريض قائلة: "إيران تقيم الحجة على مجموعة 4 زائد 1.. المفاوضات حول رفع العقوبات وليس الموضوع النووي"، وبنفس المسار سارت "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، حيث كتبت: "مفاوضات فيينا حول التعهدات الأميركية وليس المفاوضات النووية".
أما الصحف الإصلاحية فانتقدت هذه السياسة الإيرانية، وتساءلت صحيفة "ابتكار" عن جدوى هذا الإصرار على المسميات، وكتبت في صفحتها الأولى: هل تغيير الاسم هو الذي يهم حكومة رئيسي: "رفع العقوبات" بدل "إحياء الاتفاق النووي".
وذكرت الصحيفة أن ما يهم الحكومة في المقام الأول حاليا هو تغيير مظهر الاتفاق النووي الذي حصل في عهد حكومة روحاني، حتى لو كان التغيير منحصرا على الاسم فقط.
في شأن آخر اهتم عدد من الصحف الاقتصادية مثل "تجارت"، و"ابرار اقتصادي" بالإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها لمواجهة أزمة الأسعار المنفلتة في الأسواق، حيث ذكرت صحيفة "تجارت" أن المواطنين أصبحوا يواجهون غلاءً في الأسعار بشكل يومي، وباتوا يعجزون عن توفير احتياجاتهم الأساسية، مشيرة إلى النظام التوزيعي الفاشل وعجلة الإنتاج المعيوبة وجولان السماسرة والانتهازيين في الحياة الاقتصادية. وأكدت الصحيفة أن السيطرة على الأسعار وتنظيم الأسواق قد تحول إلى مطلب شعبي.
كما أشارت صحيفة "اقتصاد بويا" إلى ارتفاع أسعار العملات الصعبة والذهب في الأيام الأخيرة، في ضوء القلق المتزايد إزاء مستقبل المفاوضات النووية، وأكدت وجود العديد من الخلافات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، والتي تجعل من المفاوضات ذات أفق سلبي.
كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات المندوب الأميركي الخاص في الشؤون الإيرانية التي كشف فيها عن احتمالية عدم توصل الأطراف المفاوضة إلى اتفاق، وذكرت أن هذه التصريحات كان لها تأثير في ارتفاع الأسعار.
أما "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، فلم تثر الأزمة الاقتصادية في الداخل الإيراني شجونها، واهتمت في المقابل بما يعانيه المواطن الأميركي من أزمة في توفير وقود سيارته وسكن عائلته. فكتبت في صفحتها الأولى وقالت: "تنامي أزمة الوقود والسكن في الولايات المتحدة الأميركية".
والآن نقرأ بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": رئيسي استلم أرضا محروقة واقتصادا سيئا بكل ما تعني الكلمة
بعد يوم من انتقاد أعضاء البرلمان لأداء حكومة إبراهيم رئيسي خلال المائة يوم الأولى من حكمه، انبرت صحيفة "كيهان" للرد على التهم الموجهة إلى حكومة رئيسي وأعضائها، ورأت أن هذه الهجمة الإعلامية والبروباغندا ضد حكومة رئيسي هي صب الزيت على النار التي أشعلها العدو.
وليس معروفا من هو المقصود بالعدو في مقال الصحيفة، إلا أن سياق المقال يوحي بأنها تقصد بهم "الإصلاحيين"، حيث ذكرت أن الإصلاحيين قد بدأوا هجومهم ضد رئيسي حتى قبل وصوله إلى الحكم، وانتفضوا للحديث عن الغلاء والبطالة والمشاكل الاقتصادية.
ورأت الصحيفة في المقابل ضرورة عدم انتقاد رئيس الجمهورية وحكومته مؤكدة أن رئيسي قد استلم "أرضا محروقة" و"وضعا اقتصاديا سيئا بكل ما تعني الكلمة من معنى"، وقالت في مثل هذه الظروف يجب مساعدة الحكومة وليس انتقادها.
"آرمان ملی": لا الصين ولا روسيا قادرتان على إنقاذ الاقتصاد الإيراني
قال المحلل السیاسي، علي بيكدلي، في مقاله الذي نشرته صحيفة "آرمان ملي"، الإصلاحية إن حكومة رئيسي لا خيار أمامها سوى المفاوضات، مشيرا إلى مواقفها السابقة التي تغييرت بمرور الوقت حيث كانت في بداية أمرها مترددة في موضوع المفاوضات، ثم قررت خوضها مشترطة إطلاق سراح 10 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة كإثبات حسن نية من جانب الولايات المتحدة الأميركية، لكن واشنطن لم تقم بهذا الأمر وهو ما دفع إيران للتخلي عن هذا الشرط والصمت عنه.
ودعا بيكدلي المسؤولين في بلاده بعدم التساهل في التعامل مع التهديدات الأمنية التي تحيط بإيران، مشيرا إلى تشكيل جبهة في المنطقة ضد إيران تمثلها تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر وإسرائيل.
كما أكد بيكدلي ضرورة العودة إلى المفاوضات بشكل سلمي، ونوه إلى أن الدول الأخرى مثل الصين وروسيا لن تكون قادرة على إنقاذ الاقتصاد الإيراني.
"جهان صنعت": الحكومة جزء من المشكلة وعليها تسليم الاقتصاد إلى العارفين به
انتقدت صحيفة "جهان صنعت" كلام رئيس الجمهورية عن الأزمة الاقتصادية، وحاولت الرد على أسئلته حول الاقتصاد في اجتماع عقده مع خبراء اقتصاديين، مؤكدة أن الحكومة هي جزء من المشكلة ولا يمكن البحث عن حلول لمشاكل البلاد إلا بعد أن تسلم الحكومة الاقتصاد إلى المختصين والخبراء في المجال الاقتصادي.
كما كشف الخبير في الشؤون الاقتصادي، بيمان مولوي، للصحيفة عن وجود مغالطات في الاقتصاد الإيراني، مؤكدا أنه لا يمكن حل المشكلة من خلال الجلوس مع الذين كانوا هم السبب في هذه المشكلة، وأوضح أن كثيرا من الأفراد الذين يجلسون مع الحكومة للبحث عن حلول مشاكل البلد هم السبب الرئيسي في المصائب التي حلت بالبلاد.
"قدس": أزمة الكراسي الفارغة في الجامعات
سلطت صحيفة "قدس" الضوء على ظاهرة عزوف الشباب الإيرانيين عن التسجيل في الجامعات، وتفاقم أزمة الكراسي الفارغة في الجامعات، وتساءلت عن التبعات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن امتناع هؤلاء الشباب من الدخول إلى الجامعات، والخلفيات الكامنة وراء ذلك.
وقال رئيس اتحادية الجامعات، علي آهون منش، للصحيفة إن 50 في المائة من طاقات الجامعة الاستيعابية فارغة في الوقت الحالي، مؤكدا ضرورة إجراء عملية جراحية موسعة، إلا أن لا أحد لديه الجرأة الكافية للقيام بهذه العملية، والمسؤولون حاليا يفضلون الصمت عن هذه الأزمة حسب تعبيره.
وأضاف آهون منش "نتيجة هذه السياسة معروفة مسبقا لأن الجامعات في الوقت الحالي بادرت بتسريح موظفيها، وفي المستقبل القريب سوف تجد هذه الجامعات نفسها أمام الإفلاس وستكون مجبرة على إغلاق أبوابها.