وقال عراقجي، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" نُشر نصّها يوم الأحد 21 ديسمبر في وسائل الإعلام الإيرانية: "الحقيقة أنني كنت على تواصل مع ويتكوف؛ لكن ليس في هذه الأيام، إذ إننا قررنا منذ عدة أشهر وقف هذه الاتصالات”.
ولم يحدّد عراقجي التاريخ الدقيق لآخر اتصال له مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأشار عراقجي، في معرض حديثه عن بعض التكهنات المتعلقة بآفاق المفاوضات المحتملة بين طهران وواشنطن، إلى أن المسؤولين في الولايات المتحدة "لا يملكون الاستعداد للتوصل إلى اتفاق عادل، ولذلك يجب الانتظار إلى أن يصلوا إلى تلك النقطة، وعندها يمكننا الدخول في حوار”.
وفي 28 نوفمبر، أفادت "إيران إنترنشنال"، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن الحكومة الأميركية، ردًا على طلب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان من السعودية التوسط بين طهران وواشنطن، شددت مجددًا على شروطها الثلاثة للتفاوض مع إيران.
وكان ويتكوف قد طالب النظام الإيراني سابقًا بالتخلي الكامل عن برنامجه النووي وتخصيب اليورانيوم، وحلّ قواته الوكيلة، وقبول تقييد برنامجه الصاروخي.
"نرفض الإملاءات"
واتهم عراقجي، في مواصلة حديثه مع "روسيا اليوم"، الدول الغربية بمحاولة "فرض إملاءاتها" ومواقفها على النظام الإيراني.
وقال: "على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة دخلنا في مفاوضات لإيجاد حل لما يُعرف بآلية الزناد. قدّمنا أفكارًا جيدة، لكن جرى رفضها جميعًا. وبعد ذلك توصلنا إلى قناعة بأن الأمر قد انتهى”.
وكان آخر لقاء لعراقجي مع مسؤولين غربيين في ما يتصل بالملف النووي الإيراني قد جرى في 26 نوفمبر، مع وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو في باريس.
وعقب هذا اللقاء، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس طلبت من طهران العودة إلى المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق "قوي ومستدام"، بما يضمن أن إيران لن تصل أبدًا إلى امتلاك سلاح نووي.
ولا يزال مصير البرنامج النووي الإيراني، ولا سيما مخزون اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة، غير واضح، في وقت امتنعت فيه إيران خلال الأشهر الماضية عن منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإذن بتفتيش منشآتها التي تعرّضت للقصف.
وكان مجلس محافظي الوكالة قد أقرّ، في 20 نوفمبر خلال اجتماع غير علني، قرارًا يُلزم النظام الإيراني بتقديم تقرير "فوري" بشأن وضع مخزونات اليورانيوم المخصّب والمواقع النووية المتضررة خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
انتقاد جديد من عراقجي للوكالة
وفي سياق متصل، وجّه عراقجي مجددًا انتقادات إلى مواقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلًا إن هذه المؤسسة، "على غرار العديد من الدول الأوروبية"، امتنعت عن إدانة الهجمات التي استهدفت المواقع النووية الإيرانية خلال حرب الأيام الـ12، واصفًا ذلك بأنه "مؤسف للغاية”.
وطالب عراقجي الوكالة بـ"العودة إلى واجبها المهني" ورفض "أي طلبات ذات دوافع سياسية”.
وكان رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد شكّك في 20 ديسمبر في رواية النظام الإيراني بشأن "عدم أمان" المنشآت النووية المتضررة في الحرب واستحالة وصول المفتشين إليها، مؤكّدًا أن طهران لا يمكنها اتخاذ قرار أحادي الجانب في هذا الشأن.
وكان عراقجي قد قال في 8 ديسمبر إن هناك "خطر تسرّب إشعاعي" في المواقع التي تعرّضت للقصف.