وذكرت وكالة أنباء "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية، أن الإعدام نُفذ، صباح السبت 20 ديسمبر، "بعد تأييد الحكم الصادر عن المحكمة العليا واستكمال الإجراءات القانونية".
وقبل ساعات من تنفيذ الإعدام، أفادت بعض وسائل الإعلام الطلابية والحقوقية بتصاعد المخاوف من تنفيذ حكم الإعدام بحق كشاورز.
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد ذكرت عبر تقرير، في 18 ديسمبر الجاري، أن هذا الطالب، وهو من أصفهان، نُقل يوم الأربعاء الماضي إلى إحدى الزنازين الانفرادية في سجن أرومية؛ تمهيدًا لتنفيذ حكم الإعدام.
وفي الوقت نفسه، نقلت شبكة حقوق الإنسان في كردستان عن "مصدر مطلع" أن عائلة كشاورز استُدعيت يوم الخميس 18 ديسمبر من أصفهان "لإجراء الزيارة الأخيرة".
وبحسب هذا المصدر، حضرت العائلة عصر الخميس أمام سجن أرومية، إلا أنها أُبلغت بأن ابنها نُقل إلى طهران. وأضاف أن العائلة تمكنت أخيرًا من إجراء الزيارة الأخيرة ظهر الجمعة 19 ديسمبر، مشيرًا إلى أن "الزيارة كانت حضورية، وقد أُغمي على والدته بسبب الضغوط العصبية".
وأظهرت معلومات، حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، في 18 ديسمبر الجاري، أن كشاورز كان قد اعتُقل في شهر يونيو (حزيران) الماضي، بالتزامن مع حرب الـ 12 يومًا مع إسرائيل، وصدر بحقه حكم بالإعدام من قِبل السلطة القضائية الإيرانية بتهمة "التجسس لصالح إسرائيل".
وفي المقابل، أعلنت وكالة "ميزان" أن تاريخ اعتقال كشاورز يعود إلى شهر مايو (أيار) الماضي، دون تحديد اليوم، وذكرت أنه اعتُقل على يد عناصر دورية الحماية التابعة للجيش الإيراني.
وكانت شبكة حقوق الإنسان في كردستان قد أفادت سابقًا بأن الجهة التي اعتقلت كشاورز هي منظمة استخبارات الحرس الثوري.
ووصفت وكالة "ميزان" كشاورز بأنه "عميل للموساد وجيش الكيان الصهيوني (إسرائيل)"، واتهمته بـ "التجسس" لصالح إسرائيل و"التواصل والتعاون الاستخباراتي" معها، و"تصوير مواقع عسكرية وأمنية".
وأضافت الوكالة التابعة للسلطة القضائية الإيرانية أن "أفراد عائلته لديهم ميول مؤيدة للنظام الملكي، وأن عمه لديه سوابق عضوية أو تعاطف" مع منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة.
كما ذكرت "ميزان" أن "كشاورز قام في عام 2022 عبر تطبيق تلغرام بالتواصل والتعاون مع إحدى المجموعات التابعة" لمنظمة مجاهدي خلق، وقام "بإرسال صور وكتابة شعارات وفق توجيهات مديري تلك المجموعات".
وكانت شبكة حقوق الإنسان في كردستان قد أفادت سابقًا بأن كشاورز، وهو طالب عمارة في جامعة شاهرود ومن أهالي أصفهان، تعرّض بعد اعتقاله "لمدة أسبوع" للاستجواب والتعذيب في مركز احتجاز تابع لاستخبارات الحرس الثوري في أرومية "بهدف انتزاع اعتراف قسري بالتجسس لصالح إسرائيل".
وبحسب هذا التقرير، فقد نُقل لاحقًا إلى سجن "إيفين" في طهران، وكان موجودًا هناك أثناء قصف السجن من قِبل إسرائيل، خلال الحرب، ثم جرى نقله إلى مركز احتجاز آخر.
وأضافت المنظمة الحقوقية أن كشاورز "نُقل بعد انتهاء مرحلة التحقيق إلى السجن المركزي في أرومية، وصدر بحقه في أواخر الصيف حكم بالإعدام من قِبل الفرع الأول لمحكمة الثورة في أرومية، برئاسة القاضي سجاد دوستي، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل".
وأشار التقرير إلى أنه "بسبب تهديدات المحققين الأمنيين، امتنع هو وعائلته عن الإعلان عن هذه القضية".
وأثار إعلان خبر إعدام كشاورز موجة واسعة من الانتقادات والإدانات من قِبل مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
وكتبت منظمة "هنغاو" المعنية بحقوق الإنسان في إيران، يوم الجمعة 19 ديسمبر، أنه "منذ بداية عام 2025 وحتى الآن، تم إعدام 17 شخصًا في إيران بتهمة التعاون مع إسرائيل، 15 منهم أُعدموا بعد اندلاع الحرب في يونيو الماضي".
وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات الإيرانية أنه بعد حرب الـ 12 يومًا، جرى اعتقال أكثر من 700 شخص بتهمة التجسس أو التعاون مع إسرائيل.
وسبق لـ "إيران إنترناشيونال" أن نشرت تقارير عن أشخاص تم لإعدامهم بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، من بينهم العالم النووي روزبه وادي، الذي أُجبر على الإدلاء باعترافات تلفزيونية قسرية بعد تعذيبه واعتقال والدته.
وكان وادي قد اعتُقل قبل 18 شهرًا، وصدر بحقه حكم بالإعدام من قِبل محكمة الثورة الإسلامية في طهران، ونُفذ الحكم في شهر أغسطس (آب) من العام الجاري.
وبحسب تقارير حقوقية، يوجد حاليًا، إلى جانب سجناء الجرائم العامة، نحو 70 سجينًا بتهم سياسية في السجون الإيرانية يواجهون خطر تأييد أو تنفيذ أحكام الإعدام، كما يواجه أكثر من 100 شخص آخرين، بتهم مشابهة، خطر صدور حكم الإعدام بحقهم.
وقد أثار إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام من قِبل سلطات النظام الإيراني انتقادات دولية واسعة.