وقال روبيو، يوم الجمعة 19 ديسمبر (كانون الأول)، في مؤتمر صحافي: «لا أعرف أي بلد في العالم يوجد فيه مثل هذا الفارق بين النظام الذي يدير البلاد وشعبه».
وأضاف: «ذلك النظام لا يمثّل الشعب الإيراني، وهو شعب صاحب تراث ثقافي عريق ومشرّف وتاريخ حافل بالفخر».
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن النظام الإيراني «استولى على ثروات البلاد ولم يستخدمها لرفاه شعبها ومستقبله، ولا لتأمين ما يكفي من المياه والكهرباء».
وأتابع: «لقد أنفقوا أموالهم على دعم منظمات إرهابية في أنحاء العالم كافة. ولذلك سنواصل باستمرار تسليط الضوء على هذه القضايا».
الدفاع عن العقوبات وانتقاد الإعدامات في إيران
أشار روبيو إلى العقوبات المتواصلة، التي تفرضها واشنطن على إيران وإلى انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال: «لدينا خلافات عميقة وبنيوية مع النظام في إيران، وإيران تُعد- إن لم تكن- الدولة الأكثر خضوعًا للعقوبات في العالم؛ فهي على الأقل واحدة من أكثر الدول الخاضعة للعقوبات».
وتابع: «لا يكاد يمر أسبوع، أو على الأقل مرة أو مرتين في الشهر، دون فرض عقوبة جديدة ضد كيان أو شخص جديد مرتبط بإيران. ولا أعتقد أن أحدًا يستطيع القول إن هذه الإدارة الأميركية تتعامل معهم بودّ».
وانتقد روبيو تصاعد القمع وعمليات الإعدام في إيران، بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، قائلاً: «ليست لدينا أي أوهام في هذا الشأن. نحن نصدر تقريرًا سنويًا يشرح هذه القضايا، وكنا ثابتين تمامًا في رسائلنا».
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن مشكلة بلاده مع إيران لا تقتصر على سعي نظامها لامتلاك سلاح نووي ودعمه للإرهاب- وهو أمر محوري- بل تشمل أيضًا طريقة تعامله مع الشعب الإيراني.
الدعم الإيراني لفنزويلا
كما وصف وزير الخارجية الأميركي حكومة الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، بأنها «غير شرعية»، وقال إن فنزويلا لا تتعاون مع الولايات المتحدة من أجل السلام في المنطقة، بل تتعاون مع عناصر «إرهابية»، من بينها إيران.
وأضاف: «على سبيل المثال، يطلبون من إيران وحزب الله دخول أراضيهم وتنفيذ عمليات».
وفي وقت تعمل فيه واشنطن على تعزيز وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي، أكد روبيو أن السياسة الخارجية الأميركية كانت بحاجة إلى مراجعة، وأن إدارة ترامب قامت بهذه المراجعة.
وقد أرسلت إدارة ترامب آلاف الجنود إلى المنطقة، إضافة إلى نشر حاملة طائرات وسفن حربية ومقاتلات.
وقال روبيو للصحافيين: «لسنا قلقين من تصعيد التوتر مع روسيا في ما يتعلق بفنزويلا».
وأضاف: «كنا دائمًا نتوقع أن تقدم روسيا دعمًا لفظيًا ودعائيًا لنظام مادورو، لكن ذلك لا يؤثر على تقييمنا العام لهذه المسألة».
وجاء ذلك بعدما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، يوم الخميس 18 ديسمبر، أنها تأمل ألا ترتكب إدارة ترامب «خطأً قاتلاً» في تعاملها مع فنزويلا، معربة عن قلق موسكو من قرارات أميركية تهدد الملاحة الدولية.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قد وصف في وقت سابق سؤالاً بشأن احتمال لجوء مسؤولين فنزويليين إلى إيران بأنه «مسيء»، مؤكّدًا مجددًا دعم طهران لكاراكاس.
وقال بقائي، في مؤتمر صحافي يوم الاثنين 1 ديسمبر الجاري: «الحديث عن المخدرات ليس سوى ذريعة للضغط على فنزويلا».
وكان متحدث الخارجية الإيرانية قد اعتبر سابقًا، في بيان، أن قرار الرئيس الأميركي بإغلاق المجال الجوي لفنزويلا يمثل «انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وخرقًا لقواعد الطيران المدني الدولية».
حزب الله أداة لإيران
وفي جزء آخر من المؤتمر الصاحفي، شدد روبيو على ضرورة نزع سلاح حزب الله اللبناني، قائلاً: «معظم دول الشرق الأوسط تشعر بالقلق من حزب الله وتعتبره أداة نفوذ لإيران».
وأضاف: «على سبيل المثال، إذا تحدثتم مع مسؤولي الحكومة السورية، ستجدون أنهم قلقون للغاية من حزب الله».
ورداً على سؤال بشأن احتمال دخول تحالف عسكري إلى لبنان لنزع سلاح حزب الله، قال روبيو إنه لا يملك معلومات في هذا الشأن.
وأوضح: «إذا تحدثتم مع قادة المنطقة في جميع هذه الدول، فستجدون هدفًا مشتركًا واحدًا: ضمان ألا يتمكن حزب الله بعد الآن من لعب الدور الذي كان يؤديه في الماضي، ليس فقط كتهديد لإسرائيل، بل أيضًا كأداة علنية ووكيلة لنفوذ إيران في المنطقة».
محادثات أوكرانيا في ميامي
وفي ما يخص ملف المفاوضات حول أوكرانيا، قال وزير الخارجية الأميركي إنه قد يشارك، يوم السبت 20 ديسمبر، في جزء من المحادثات التي ستُعقد في مدينة ميامي.
وبحسب رئيس وفد التفاوض الأوكراني، رستم أوميروف، سيبدأ مفاوضو السلام الأوكرانيون جولة جديدة من المحادثات مع الفريق الأميركي، يوم الجمعة، حول مقترحات لإنهاء الحرب مع روسيا.
كما قال مسؤول في البيت الأبيض لوكالة "رويترز" إن مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر، صهر ترامب، من المقرر أن يلتقيا هذا الأسبوع في ميامي وفدًا من روسيا.
وتأتي هذه اللقاءات في إطار الجهود المتواصلة للتوصل إلى اتفاق ينهي الغزو الروسي لأوكرانيا.