وبحسب تقرير خاص، وصل إلى «إيران إنترناشيونال»، فقد نظمت نحو 20 سجينة سياسية في عنبر النساء بسجن إيفين، خلال الأسبوع الماضي، تجمعات متتالية أمام مكتب رئيس العنبر، مطالبات بوقف العراقيل التي يفرضها مسؤولو السجن، ووضع حد لعنف السجانين، والنظر في الأوضاع الصحية للمريضات. كما طالبن بتحسين أوضاع النظافة والطعام داخل السجن.
ورغم المتابعات المستمرة، لم تُنفذ أي من هذه المطالب حتى الآن، كما حُرمت السجينات من حقهن القانوني في لقاء مفتشي منظمة السجون لعرض مشاكلهن، وذلك بسبب معارضة رئيس العنبر.
ضغوط نفسية على السجينات السياسيات
قال مصدر مطلع لـ "إيران إنترناشيونال" إنه منذ استقدام فريق أمني نُقل من سجن قرجك إلى عنبر النساء في "إيفين"، تُرسل السجينات إلى الحبس الانفرادي تحت أي ذريعة، كما تُقطع عنهن الزيارات وحقوق الاتصال الهاتفي.
وأضاف المصدر أنه بعد "حرب الـ 12 يومًا"، ومع دخول الفريق الأمني الجديد، بدا كأن الانتقام من السجينات لا نهاية له، وجرى تحويل سجن "إيفين" إلى «قرجك جديد»، حيث تصاعدت الإهانات والتحقير وسوء المعاملة من قِبل الضباط والسجانين، إلى حد اشتراط ارتداء النعال فقط للسماح بالزيارة أو الخروج من السجن كوسيلة لإذلال السجينات.
وأشار أيضًا إلى أن استخدام الأصفاد والأغلال بات إلزاميًا حتى للسجينات المريضات القلائل اللواتي نُقلن لتلقي العلاج خارج السجن.
رفض الإجازات العلاجية وحرمان من الرعاية الطبية
أوضح المصدر ذاته أنه في ظل غياب الرعاية الطبية، تحوّل مصلى عنبر النساء إلى مكان لإيواء السجينات المريضات، بينما يعرقل مسؤولو السجن تنفيذ القوانين الخاصة بالإجازة العلاجية، أو الإفراج بكفالة للمصابات بأمراض خطيرة.
وبحسب التقرير، أُعيدت السجينة آيدا نجف لو إلى السجن قبل استكمال علاجها بعد خضوعها لجراحة بسبب كسر في الفقرات، وهي تعاني حاليًا عدوى شديدة وحالة صحية حرجة. ورغم تحذير طبيبها من خطر الشلل وطلبه رعاية تخصصية، رفض رئيس العنبر منحها إجازة علاجية. وفي الوقت نفسه، أصدرت السلطة القضائية حكمًا بالسجن 17 عامًا بحقها، رغم حالتها الصحية الحرجة وكونها معتَنِقة للمسيحية حديثًا.
كما أشار المصدر إلى وضع السجينة معصومة صدر أشكوري، التي تعاني أمراضًا رئوية وتنفسية وقلبية وحركية، مؤكّدًا أنها حُرمت من الإجازة العلاجية رغم اعتمادها على جهاز الأكسجين، وتأكيد الطبيب ضرورة ذلك، علمًا بأنها تستوفي قانونًا شروط الإفراج بكفالة. وفي ظل هذه الظروف، تتولى السجينات زميلاتهن رعاية شؤونهن الشخصية، مثل التنقل بالكراسي المتحركة واستخدام "الحمّام".
محاولة انتحار داخل السجن
بحسب المصدر ذاته، أقدمت سجينة سياسية في عنبر النساء بسجن إيفين على محاولة الانتحار بعد منع تنفيذ قرار الإفراج عنها، إلا أن سجينات أخريات أنقذنها من الموت. وعندما طلبن المساعدة من ضابط الحراسة، رفض التدخل. ولا تزال السجينة، التي تحتفظ «إيران إنترناشيونال» باسمها، في وضع نفسي بالغ السوء، فيما تواصل السلطات عرقلة الإفراج عنها، رغم الاحتجاجات المتكررة من زميلاتها.
تزايد أعداد السجينات والاكتظاظ
أفاد التقرير بارتفاع ملحوظ في عدد المحتجزات، خلال الشهر الماضي، مع إضافة معتقلات يوميًا، معظمهن تتراوح أعمارهن بين 20 و30 عامًا ومن مؤيدي النظام الملكي. وفي هذه الظروف، يُحتجز أكثر من سبع سجينات في غرف مخصصة لأربع فقط، واضطرت بعضهن للنوم على الأرض، بينما نُقلت أخريات إلى المصلى وغرفة تُعرف باسم «النادي». ووفق المصدر، تهدف هذه الإجراءات إلى خلق أجواء متوترة ودفع السجينات للاشتباك وزيادة الضغط النفسي عليهن.
تلفيق قضايا جديدة
لم يُنفذ قرار الإفراج عن السجينتين السياسيتين، فريبا كمال آبادي ونرجس منصوري، منذ 11 أكتوبر (تشرين الأول)، بسبب عراقيل مسؤولي السجن، وواجهتا مع خمس أخريات قضايا جديدة.
وبحسب المعلومات، فقد وُجهت إليهن تهم «إهانة القيادة» و«الإخلال بالنظام» على خلفية احتجاجهن على دور مسؤولي السجن في وفاة السجينة سمية رشيدي نتيجة الإهمال الطبي.
وصدر بحق السجينات السبع قرار كفالة بقيمة 80 مليون تومان لكل منهن، فيما مُنعت بعضهن من الزيارة أو الاتصال لأسابيع تحت ضغوط نفسية.
احتجاز طفلة داخل عنبر النساء
كشف المصدر عن احتجاز طفلة عمرها 20 شهرًا داخل العنبر، وهي ابنة السجينة السياسية، نسيم إسلام زهي، التي وُلدت في السجن وتعيش في ظروف غير إنسانية. وكانت نسيم قد فُصلت عن طفلها الأول بعد اعتقالها، وتعاني وضعًا نفسيًا سيئًا.
مصادرة ممتلكات السجينات
أفادت المعلومات بأن مسؤولي السجن، بعد عودة السجينات اللواتي نُقلن خلال "حرب الـ 12 يومًا"، امتنعوا عن إعادة ممتلكاتهن التي اشترينها على نفقتهن الخاصة، من الأغراض الشخصية الصغيرة إلى أجهزة مثل الثلاجات والغسالات، دون جدوى من المتابعات.
نقل فريق التعذيب من "قرجك" إلى "إيفين"
قال المصدر إن رئيسة عنبر النساء في إيفين، المعروفة باسم «يگانه»، هي شخصية أمنية، وقد نُقلت مع نائبتها أكرم حسيني، وفرزانه كريمي روزبهاني (ضابطة الحراسة)، وآخريات من سجن "قرجك" إلى "إيفين" بعد الحرب لتطبيق أنظمة "قرجك" هناك.
وأضاف أن حارسة تُدعى سبيده خوش رفتار، معروفة بعنفها الشديد في "قرجك"، نُقلت إلى "إيفين" رغم احتجاجات السجينات، ولا تزال تمارس الإهانات وسوء المعاملة، إلى جانب حارسة أخرى تُدعى زينب نورياني.
كما أشار إلى أن مسؤولين مثل حبيبان (مسؤول الصحة في قرجك) وأكرمالله قلي (سجّان)، لعبوا دورًا في منع الرعاية الطبية عن السجينة سمية رشيدي، ما أسهم في وفاتها نتيجة الإهمال الطبي.
وطالب المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية بمتابعة هذه الانتهاكات والضغط على النظام الإيراني، لإنهاء التعذيب النفسي والانتهاك الجسدي الذي يتعرض له السجناء.