ووفقًا لهذه المصادر، فقد طالت موجة الاعتقالات الجديدة في إيران كلاً من: شيرين كريمي- كاتبة ومترجمة، ومهسا أسد الله نجاد- عالمة اجتماع وباحثة، ورسول قنبري- باحث في العلوم الاجتماعية والاقتصادية.
وقد أُفرج عن قنبري بعد ساعات من توقيفه، فيما لا تزال كريمي وأسد الله نجاد قيد الاحتجاز.
وذكرت التقارير أن الكاتبة شيرين كريمي اعتُقلت في منزلها على يد عناصر أمنية ونُقلت بعدها إلى مكان مجهول، بعد أن قام عناصر الأمن بتفتيش منزلها ومصادرة كتبها وأجهزتها الإلكترونية.
وأما مهسا أسد الله نجاد، الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع السياسي، فقد اعتُقلت صباح الاثنين أثناء وجودها في منزل والديها، بعد أن صادرت الأجهزة الأمنية معداتها الإلكترونية، ونُقلت إلى جهة غير معلومة.
ولم تُجرِ أسد الله نجاد أي اتصال بعائلتها منذ توقيفها، ولا تزال ظروف احتجازها ومكانها مجهولين.
كما ذكرت التقارير أن قوات الأمن قامت صباح الاثنين أيضًا بمصادرة الكتب والأجهزة الإلكترونية الخاصة بالكاتب والمترجم هيمن رحيمي، الذي طُلب منه المثول يوم الثلاثاء 4 نوفمبر أمام جهة تحقيق في "مكان محدد" لاستجوابه.
وفي سياق متصل، كانت السلطات الأمنية قد داهمت منزلي الاقتصاديَّين البارزين برويز صداقت ومحمد مالجو، المعروفين بانتقاداتهما لسياسات النظام الإيراني، مساء الأحد 2 نوفمبر، حيث صودرت أمتعتهما الشخصية والإلكترونية، وجرى اعتقال صداقت، بينما تم استدعاء مالجو لاحقًا، ولا تزال الأنباء حول وضعه غامضة.
ناشرون ونشطاء ثقافيون في السجون
تأتي هذه التطورات بعد مرور أكثر من شهرين على اعتقال مجموعة من الناشرين والكتاب في طهران، في 20 أغسطس (آب) الماضي، وهم: حسن توزندجاني- شاعر وناشط ثقافي، وإحسان رستمي- ناشر ومترجم وبائع كتب، ومرجان أردشير زاده- مترجمة، إضافة إلى رامين رستمي ونيما مهدي زادكان، وهما ناشطان في مجال النشر.
وأشارت منظمة حقوق الإنسان في إيران، في تقرير نشرته يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى مرور نحو 60 يومًا على "الاعتقال التعسفي" لهؤلاء الخمسة دون تمكينهم من مقابلة عائلاتهم أو توكيل محامين، محذّرة من تدهور أوضاعهم الصحية والنفسية.
كما ذكرت قناة "امتداد" الإخبارية، في 7 أكتوبر الماضي، أنّ إحسان ورامين رستمي دخلا في إضراب عن الطعام استمر 11 يومًا في الجناح 209 من سجن "إيفين"، احتجاجًا على استمرار احتجازهما دون محاكمة، مؤكدة أن عائلتيهما أعربتا عن قلق بالغ على سلامتهما.
وفي حين لم ترد أنباء مؤكدة عن مشاركة باقي المعتقلين الثلاثة في الإضراب، أشار حساب على إنستغرام يُعنى بمتابعة أخبار إحسان ورامين رستمي، في منشور بتاريخ 13 أكتوبر الماضي، إلى أن إحسان أجرى اتصالًا هاتفيًا قصيرًا مع عائلته، نقلت فيه الأسرة قلقها قائلة: "سمعنا صوته، وحاول أن يُخفي الأمر، لكن الضعف في نبرته كان واضحًا".
وتؤكد المنظمات الحقوقية أن هذه الاعتقالات المتصاعدة بحق النشطاء الثقافيين والكتاب والباحثين تأتي ضمن حملة منهجية تشنها السلطات الإيرانية ضد المثقفين، في محاولة لتكميم الأصوات المستقلة ومصادرة حرية التعبير.