من جانبه وصف النائب وحيد أحمدي منتقدي تقارب إيران مع روسيا والصين بأنهم «إما جاهلون أو أصحاب نوايا سيئة».
في ظلّ تصاعد الانتقادات لتصريحات روحاني وظريف حول موقف روسيا تجاه إيران، قال كودرزي إن روحاني «يحبّ الظهور» واتهمه بأن تصريحاته الأخيرة «تصبّ في مصلحة العدو». وأضاف أن «الأمن القومي لا يمكن تركه لعبةً بيد أشخاص لم ينجزوا شيئًا، ويبدون اليوم منزعجين من ولادة نظام عالمي جديد».
ودافع كودرزي عن العلاقات مع موسكو وبكين قائلاً: «اليوم روسيا والصين تقفان إلى جانب إيران والحق، وتتخذان مواقف جيدة ضد الأحادية الأمريكية وضد سياسات أوروبا الخاطئة، لكن للأسف هناك من في الداخل يرسل رسائل سلبية».
وأشار إلى أن هؤلاء الأشخاص «حين كانوا في مواقع المسؤولية، كانوا مائلين تمامًا إلى الغرب، أما الآن وبعد تحوّل السياسة الخارجية نحو الشرق، فهم يعرقلون ويخدمون أجندة العدو».
من جانبه، قال وحيد أحمدي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان: «من يتحسّس من صداقتنا مع الشرق، إما حاقد أو لا يفهم الحقائق أو متأثر بدعايات معيّنة»، مضيفًا متسائلًا: «وماذا قدّم لنا الغرب أصلًا؟».
وشدّد أحمدي على ضرورة الاستمرار في العلاقات مع روسيا والصين، موضحًا أن لإيران معهما «اتفاقات طويلة الأمد لمدة 20 و25 عامًا»، وأن هذا التعاون «ينطلق من المصالح الوطنية».
في وقت سابق، كان محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان، قد انتقد روحاني وظريف، متهمًا إياهما بالإضرار بـ«العلاقات المتنامية» بين طهران وموسكو.
خلال الأشهر الأخيرة، دعا روحاني مرارًا إلى استئناف المفاوضات مع الغرب، وخصوصًا مع الولايات المتحدة، كما ذكّر بأن روسيا والصين صوتتا لصالح قرارات مجلس الأمن بفرض العقوبات على إيران عام 2010.
وفي كلمةٍ له في شهر سبتمبر الماضي، ألمح روحاني إلى تكاليف دعم إيران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، قائلاً: «ليس من الصواب أن تنتقم أوروبا منا بسبب أوكرانيا».
وتُتَّهم طهران بأنها ساهمت في تصعيد الحرب الأوكرانية عبر تزويد روسيا بطائرات مسيّرة من طراز شاهد، وقد دعتها الدول الأوروبية مرارًا إلى وقف دعمها العسكري لموسكو.
أما ظريف، فقال إن سياسة موسكو تجاه طهران واضحة، موضحًا أن لروسيا «خطين أحمرين»:
الأول، أن لا تُقيم إيران علاقات طبيعية مع العالم، والثاني، أن لا تدخل في مواجهة مباشرة معه.
وأضاف أن خلال مفاوضات الاتفاق النووي، كانت بعض مقترحات موسكو وباريس لمشاريع قرارات مجلس الأمن «ضد مصلحة إيران».
وفي سياق متصل، ذكر معهد راند الأمريكي في تحليلٍ جديد أن دعم الغرب، خصوصًا الولايات المتحدة، كان «أساسيًا في نجاح إسرائيل» في صراعها الأخير، بينما بقيت إيران معزولة دون دعم حلفائها مثل روسيا والصين، ما يُظهر أن «الأنظمة الاستبدادية لا تضحي من أجل حلفائها».
وفي يناير الماضي، وقّعت إيران وروسيا اتفاق تعاون استراتيجي لمدة 20 عامًا، صادق عليه الرئيسان فلاديمير بوتين ومسعود بزشكيان، ويتضمن التعاون في مجالات الدفاع والطاقة والنقل والمال والتبادل الثقافي.
ورغم هذا التقارب الرسمي، تشهد الساحة السياسية الإيرانية خلافًا متزايدًا حول حجم الاعتماد على روسيا؛ فالمعارضون يرون أن موسكو تستخدم إيران كورقة تفاوضية مع الغرب، بينما تعتبر حكومة مسعود پزشكيان والمسؤولون المقربون من علي خامنئي أن التعاون مع روسيا جزء من «استراتيجية المقاومة الفعّالة» ضد العقوبات.