وكان خامنئي قد علّق على احتجاجات "لا ملوك" التي شهدتها واشنطن في 18 أكتوبر(تشرين الأول)، داعياً ترامب إلى "الاستماع إلى المتظاهرين" وعدم "التدخل في شؤون الدول الأخرى"، قائلاً: "إن كنتَ بهذه القدرة، فقم بتهدئتهم، وأعدهم إلى بيوتهم، ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى."
قدیاني، البالغ من العمر 80 عاماً والمعتقل بتهمة "الدعاية ضد النظام" منذ أعوام، وصف خامنئي، البالغ 86 عاماً، بأنه آخر من يحق له توجيه النصح للآخرين. وكتب قائلاً: "عاجلاً أم آجلاً سينهض الشعب الإيراني ويفكك النظام القمعي الاستبدادي والمعادي للوطن الذي يقوده علي خامنئي."
وأضاف أن "الطريق الأكثر سلمية إلى الأمام هو أن يتنحّى خامنئي عن السلطة، ويطلب الغفران من الشعب الإيراني، ويسمح بإجراء استفتاء لتأسيس نظام يختاره الناس."
يذكر أن إهانة خامنئي تُعد جريمة في إيران، إذ يُعتبر شخصية مقدسة من قبل المؤسسة الدينية الحاكمة، ونادراً ما يجرؤ المعارضون البارزون على مهاجمته بشكل مباشر.
الناشط أبوالفضل قدیاني، الذي كان يوماً من رموز الثورة، تحول إلى أحد أكثر المعارضين صراحة للنظام، وتعرّض لعدة إدانات بسبب كتاباته ومواقفه السياسية.
وفي رسالته، اتهم قدیاني خامنئي بـ"النفاق السياسي"، قائلاً إنه "يكشف طبيعته القمعية دون قصد حين يدعو الرئيس الأميركي إلى قمع المتظاهرين كما يفعل هو في إيران."
وتابع: "هذا الطاغية المجرم يفضح نفسه حين يحثّ الرئيس الأميركي على قمع الاحتجاجات بالطريقة ذاتها التي يتبعها هو وحلفاؤه المعادون للشعب في إيران."
كما انتقد قدیاني مفهوم خامنئي للأمن القومي، قائلاً إنه "يتمحور حول الحفاظ على السلطة لا على حماية الشعب"، مضيفاً: "بالنسبة للطغاة مثله، الأمن القومي وسلامة الشعب لا معنى لهما، فالأمن الحقيقي يتحقق فقط بغياب الحكم الاستبدادي."
وأشار قدیاني إلى أن النظام الإيراني الذي يقوده خامنئي قمع بعنف موجات متكررة من الاحتجاجات المناهضة للنظام على مدى العقود الماضية، في حين يواصل انتقاد سجل حقوق الإنسان في إسرائيل والولايات المتحدة.
وتحدّى قدیاني خامنئي قائلاً:"خامنئي لا يجرؤ على الاعتراف بأن أكثر من 95 في المائة من الإيرانيين يعارضونه والنظام القائم. وإن كان ينكر ذلك، فليخضع، ولو مرة واحدة، لتصويت شعبي يبيّن للعالم إلى أي مدى يرفضه الإيرانيون."
ويأتي اعتقاله الأخير بعد سلسلة من الرسائل والخطب التي دعا فيها علناً إلى استقالة خامنئي وتفكيك النظام الحاكم في إيران.
وتواجه طهران حالياً تبعات حرب الـ12 يوماً التي خاضتها ضد إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو(حزيران)، إلى جانب إعادة فرض العقوبات الأممية الشهر الماضي من قبل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.