وأكد الحزب في رسالته أنه بعد47 عامًا من المواجهة والسياسات "الحالمة والأيديولوجية"، حان الوقت لكي تعتمد إيران "نهجًا جديدًا في علاقاتها الخارجية قائمًا على الواقعية والعقلانية".
وجاء في الرسالة التي وقّعتها آذر منصوري، الأمين العام لحزب "اتحاد ملت": "إن غياب استراتيجية واضحة ورؤية مستقبلية في السياسة الخارجية، خصوصًا تجاه الولايات المتحدة، أدى إلى ضياع فرص تاريخية وزيادة الأعباء الوطنية".
وطالب الحزبُ الحكومةَ بوضع "خريطة طريق واضحة" للعلاقات بين طهران وواشنطن، والابتعاد عن "ردود الأفعال المؤقتة والسياسات الانفعالية"، داعيًا إلى اتباع دبلوماسية مبتكرة ومتسمة بالاعتدال.
يأتي هذا المطلب من حزب "اتحاد ملت" في وقت تُحدَّد فيه السياسة الخارجية الإيرانية من قبل المرشد علي خامنئي، الذي أعلن مرارًا أنه لن يحدث أي تغيير في موقف النظام تجاه الولايات المتحدة. وكان خامنئي قد أكد قبل أيام قليلة مجددًا تمسكه بسياسته التقليدية المعادية لواشنطن.
كما انتقد الحزب أداء وزارة الخارجية في حكومة بزشكيان، مشيرًا إلى أنه "في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد أكثر من أي وقت مضى إلى دبلوماسية خلاقة، لا يُرى أي أثر لها في سلوك السياسة الخارجية للحكومة".
وفي ختام رسالته، أعرب الحزب عن أمله في أن يشهد عهد بزشكيان بداية فصل جديد في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، فصل يقوم على "المصالح الوطنية، وكرامة الشعب، والواقعية السياسية".
تأتي رسالة حزب "اتحاد ملت" في وقت كانت فيه جبهة الإصلاح في إيران قد أصدرت قبل بضعة أشهر بيانًا مشابهًا دعت فيه إلى "تعليق طوعي لتخصيب اليورانيوم"، و"فتح المجال السياسي في البلاد"، و"بدء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة".
وأشار البيان، الصادر في16 أغسطس (آب) 2025، إلى تداعيات "الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل"، وإلى التضخم الجامح وخطر الشلل الاقتصادي، مؤكدًا أن السبيل الوحيد لإنقاذ النظام في إيران هو "المصالحة الوطنية وإنهاء العداء في الداخل والخارج".
وطالبت الجبهة في بيانها الحكومةَ بـ"إصلاح بنية الحكم، وإلغاء نظام الإشراف الاستصوابي، وإنهاء العزلة الدولية"، تمهيدًا لبدء حوار ومصالحة وطنية. كما حذّرت من أنه في حال استمرار الوضع الراهن، فإن تهديد تفعيل آلية الزناد (المعروفة بـ"مكانيزم ماشه") من قبل الدول الأوروبية الثلاث قد يؤدي إلى عودة عقوبات مجلس الأمن ويدفع البلاد إلى ركود أعمق من تبعات الحرب الأخيرة.
وقد قوبل بيان جبهة الإصلاح في أغسطس بردٍّ عنيف من وسائل الإعلام المحافظة؛ إذ وصفت صحيفة "كيهان" البيان بأنه "ترجمة لتصريحات نتنياهو" ودليل على "الانسجام مع أهداف الغرب"، فيما اعتبرت وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري البيانَ "وثيقة خضوع للأعداء الأجانب".