وقد جاء هذا الرد العنيف دون الإشارة مباشرة إلى النقد الموجه من المواطنين لأسلوب حياته، وثروته، والعلاقات المالية لأبنائه.
وفي تصريحاته التي نُشرت اليوم الأربعاء 22 أكتوبر، كرر شمخاني موقفه السابق ضمنيًا، بأن محاولات الاستفسار عنه وعن حياة أبنائه "هجوم على الحكم وتشكيك في أصل النظام"، وقال إنه ينصح التيارات الداخلية بـ"التوحد تحت ولاية" المرشد الإيراني.
وأضاف شمخاني: "العدو يسعى للإيقاع بكل واحد منا وإحداث اضطراب في أساس الدولة".
وقال الصحافي السياسي المقيم في ألمانيا، مسعود كاظمي، لـ"إيران إنترناشيونال" إن شمخاني مرة أخرى، من خلال هذا التهرب إلى الأمام، رفض الرد على أسئلة المواطنين والانتقادات، وأظهر أنه لا يعترف بحقهم في الاستفسار.
وأشار كاظمي إلى أن تصريحات شمخاني الجديدة تمثل محاولة للتستر خلف دعم الحكومة والمرشد الإيراني، لإيهام الناس بأن أي انتقاد له هو بمثابة "تقديم خدمة للعدو".
في 20 أكتوبر، وبعد يومين من الضغوط، رد شمخاني على ضجة فيديو حفل زفاف ابنته لوكالة "فارس"، التابعة للحرس الثوري، قائلاً: "ردي على الجدل الأخير هو نفس الرد السابق؛ أيها اللقطاء، أنا ما زلت على قيد الحياة".
وكان قد استخدم هذا التعبير في مقابلة سابقة موجّهًا كلامه إلى إسرائيل.
ونشر شمخاني هذه العبارة بالفارسية والعبرية على حسابه في "إكس"، في خطوة يبدو أنها محاولة لاستغلال الرواية التي طرحتها بعض وسائل الإعلام والشخصيات الحكومية، والتي اعتبرت نشر فيديو زفاف ابنته محاولة من إسرائيل والموساد لـ"اغتيال شخصيته" بعد فشل الهجوم الإسرائيلي في هجمات يونيو (حزيران) الماضي.
استخدام لفظ "لقيط" الذي يحمل إهانة ذات بعد ديني، ويعتبر من منظور ناشطات حقوق المرأة كلامًا جنسانيًا ومتحيزًا ضد النساء، أثمر نتيجة عكسية. فقد اعتبر العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي هذا التعبير دليلاً على "وقاحة" شمخاني وإهانته للمواطنين الذين يصنفهم ضمن "الأعداء"، ويتجنب الإجابة عن أسلوب حياته الغربي، وثروته الكبيرة، وحتى تصريحاته حول كيفية تعرضه لمحاولة اغتيال في الهجوم الإسرائيلي في يونيو الماضي.
ومع ذلك، يبدو أن هذا الموقف لمستشار خامنئي وعضو مجلس الدفاع، مقبول من قبل الحلقة الأساسية للسلطة ويُعكس في الإعلام.
وفي 21 أكتوبر، نشرت صحيفة "كيهان"، التي تُدار تحت إشراف ممثل خامنئي، مقالة دعمت شمخاني بشكل كامل، ووصفت نشر فيديو زفاف ابنته بأنه "حرب نفسية" تهدف إلى: "إيصال رسالة مفادها أن كل من يقف للدفاع عن البلاد، سيصبح هدفًا لاغتيال الشخصية والتشهير".
موجة تشهير ضد شمخاني
وقد أطلق ناشرو فيديو الزفاف موجة من الفضائح ضد شمخاني، إلا أنه ما يزال يتجاهلها.
مهرزاد بروجردي، رئيس كلية العلوم الإنسانية في جامعة ميزوري، كتب على "إنستغرام": "ليس لدي أي شأن بابنتكم، كلامي موجّه إليكم. أنتم من قتلتم والدي، ملك محمد بروجردي، في ديسمبر 1978 في الأهواز مع شريككم محسن رضائي".
وأضاف: "بعد ذلك الاغتيال وغيره من الجرائم، صعدتم سلم السلطة خطوة خطوة؛ من قيادة الحرس الثوري إلى الوزارة، من أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي إلى عضوية مجلس تشخيص مصلحة النظام".
وأكد بروجردي لـ"إيران إنترناشيونال" أن "جماعة منصورين" الإرهابية، بعضوية شمخاني، نفذت عمليات قتل في الأهواز، وكان والده واحدًا من الضحايا، وأن اغتياله هو ومهندس أميركي في 23 ديسمبر (كانون الأول) 1978 أدى إلى مغادرة الموظفين الأجانب لشركة النفط الإيرانية، ما تسبب في انخفاض الإنتاج النفطي بشكل حاد، ووجه ضربة للاقتصاد بهدف شل نظام الشاه.
كما أعلن بروجردي على "إنستغرام" أن شمخاني كان متورطًا في عمليات القتل هذه.
مصطفى آل أحمد، كاتب ومخرج إيراني، ذكر في منشور على "إنستغرام"، أن شمخاني كان متورطًا في قمع احتجاجات يناير (كانون الثاني) 2018، وأغسطس (آب) 2018، ونوفمبر (تشرين الثاني) 2019، واحتجاجات متروبول، وانتفاضة سبتمبر (أيلول) 2022، حين كان يشغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي.
وأضاف أن موعود شمخاني، ابن شقيق علي شمخاني، كان مرتبطًا بشركة حسين عبدالباقي، التي بنت مبنى متروبول، مشيرًا إلى وجود شبهات فساد واسعة في منطقة أروند.
ويعتقد عدد من المحللين أن شمخاني، كونه أحد المقربين جدًا من خامنئي وعضوًا في الحلقة المقربة منه، تمكن من تجاوز المخاطر والشائعات المتعلقة بالفساد المالي له ولعائلته، وأن إخراجه من السلطة عبر نشر الفيديو والفضائح، رغم تأثيرها الكبير على الرأي العام، ليس بالأمر السهل.
وقال صحافي مقيم في إيران، رفض الكشف عن اسمه، لـ"إيران إنترناشيونال": "شمخاني، الذي ذُكر اسمه وأسماء أبنائه في ملفات تهريب النفط والسلاح والشحن، واستفاد بشكل كبير من العقوبات، ويعد أحد العناصر الأساسية في الحالة السياسية والاقتصادية المتدهورة، يجب أن يتحمل المسؤولية عن أفعاله."