وقد أفاد معهد العلوم والأمن الدولي بنشره لصورٍ فضائيةٍ جديدة تُبيّن أن إعمارًا واسع النطاق انطلق في موقع "طالَقان-2" منذ منتصف عام 2025، حيث شُيِّدت عدة منشآت ذات سقفٍ قوسي فوق قواعدٍ خرسانيةٍ طُبعت حديثًا.
وبدأت أعمال التحضيرات العمرانية في موضع المبنى السابق "طالَقان-2" منذ منتصف مايو (أيار) 2025، وتظهر صور يوم20 مايو 2025 غطاءً مؤقتًا أسودا فوق بقايا المنشأة.
وفي12 يونيو (حزيران) 2025 سُجِّلت أعمال تمهيد الأرض وصبّ الأساسات أمام ذلك الغطاء المؤقت، وتواصلت أعمال البناء لاحقًا؛ ويجري التنويه هنا إلى أن هذا الموقع لم يُقصَد بالقصف خلال "حرب الأ12 يومًا".
وبحلول30 أغسطس (آب) 2025 كان مبنى قوسيًّا كبيرًا بأبعاد تقارب45 × 17 مترًا قد شُيِّد فوق الغطاء المؤقت قيد الإنشاء، كما بُني مبنيان قوسيان أصغر (حوالي20 × 7 مترا) على جانبيه وفي مواجهة القواعد الخرسانية. وتُظهر صور27 سبتمبر (أيلول) 2025 إضافة قوسٍ ثالثٍ وتقدّمًا في بناء بقية المنشآت.
تصميم غطاء الأرض وتخطيط هذين المبنيين الجانبيين يوحيان بأنه، إذا ما غُطيَتْ لاحقًا بالتربة، فبإمكانهما أداء دور "مخابئ" واقية، كما أن في المؤخرة ثمة ما يشبه "فخا انفجاريا" مُخطَّطًا لتقليل أثر موجة التفجير. كذلك لوحظ إنشاء منشأة داعمة غير محددة الوظيفة على بعد نحو 200 مترا شرقيًّا من المجمع، على طول الطريق الدائري الشرقي ومشرفةً على مبنى "طالَقان-1"، وقد بدأت أعمال هذا المرفق الدعمِي منذ مايو 2025.
ويؤكد الباحثون في المعهد أن تحديد الهدف الدقيق من هذا المشروع لا يمكن أن يتمَ عبر صورٍ فضائية فحسب، وأنه من الممكن أن تكون له أغراضٌ غير نووية كذلك؛ ومع ذلك فإجراءَ أعمالٍ دقيقة في موقعٍ كان مرتبطًا سابقًا ببرنامج "آماد"- الذي نُسبت إليه في السابق بنى تحتية متعلّقة بتطوير قدرات متصلة بالأسلحة النووية- يبعث على القلق.
ورغم غياب أدلةٍ مباشرة تُشير إلى نشاطات متعلقة بالأسلحة النووية، يشير المعهد إلى ضرورة التحقق ممَّا إذا كانت هذه الترتيبات قد تُستخدم لإعادة بناء "غرفة اختبار تفجيري" أو لاستئناف إنتاج متفجراتٍ بلاستيكية، وهي قدراتٍ سبق الإشارة إليها في إطار برنامج "آماد".
يفترض المحلّلون أن المبنى الكبير قد يُنشأ ليُستخدم من أجل إجراء اختبارات تفجيرية أو إنتاج متفجرات، بينما قد تُستَخدم المباني الأصغر لأغراض التحكم أو الكشف أو دعم عمليات الاختبار/الإنتاج.
وبسبب الأسقف القوسية، ثمة احتمالٌ أن تُغطَّى المنشآت كلها لاحقًا بالتربة لتقوية دورها كمخابئ وحمايتها من الضربات الجوية المستقبلية؛ وفي هذه الحالة قد تؤدي المنشآت الجانبية دور مداخل أو "فخوخ" لتخفيف أثر الانفجار.
يُشدِّد الباحثون على أن استنتاجاتٍ أدق تتطلّب معلومات إضافية وفحوصًا ميدانية وتحليلات متابعة، مشيرين إلى مواصلة رصدهم الفضائي للموقع والإبلاغ عن أي تغييراتٍ ملحوظة.
وفي غياب بياناتٍ إضافية يبقى السؤالُ الرئيسي قائمًا: هل هذه المباني مشاريعُ إنشاءاتٍ مدنية بحتة أم إنها مؤشراتٌ على محاولةٍ لإعادة إحياء قدراتٍ مرتبطة ببنية تسليحية قديمة؟