وقالت إرنست: "يجب توجيه تحذير واضح للنظام الإيراني. على طهران أن تبتعد عن إسرائيل، وأن تتوقف عن تمويل حركة حماس. يجب أن تدرك أنها ستُحاسَب على أنشطة وكلائها".
وأضافت أن إيران يجب أن تُستبعد من أي عملية تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، معتبرة أن مشاركتها "ستقوض فرص السلام والاستقرار".
آفاق الهدنة وموقف واشنطن
تأتي تصريحات السيناتور الأميركية في وقت تستمر فيه المفاوضات المكثفة بين الولايات المتحدة ومصر وقطر من أجل تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وأكدت إرنست أن أي اتفاق حقيقي "لن ينجح ما لم يُطلق سراح جميع الرهائن، سواء كانوا أحياء أو متوفين، وأن يُحاسَب المسؤولون عن هذه الجرائم".
وأضافت: "نعلم أن هذه الهدنة أساسية لاستقرار إسرائيل ونجاحها. آمل أن نتمكن من المضي قدمًا حتى النهاية، لكن يجب أن يتحمل كل طرف مسؤولية أفعاله. يجب أن يعود جميع الرهائن إلى عائلاتهم دون أي استثناء".
كما شددت على أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون "قائمًا على العدالة والمساءلة"، لا على التسويات المؤقتة.
التوتر الميداني وتحديات المفاوضات
رغم الانخفاض النسبي في حدة القتال، يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن عناصر من حماس أطلقوا النار في مناطق جنوب غزة، بينما تؤكد مصادر فلسطينية أن الطيران الإسرائيلي ما زال ينفذ غارات متفرقة.
وتُعد قضية استعادة جثث الرهائن الإسرائيليين، الذين قُتلوا خلال المعارك، من أبرز العقبات التي تواجه المفاوضات. إذ تفيد التقارير بأن جزءًا من الجثث نُقل تحت إشراف الصليب الأحمر، بينما تقول "حماس" إن بعض الجثث ما زالت مدفونة داخل الأنفاق والمناطق المدمرة بسبب الوضع الأمني الخطير.
وبينما تتواصل الجهود الأميركية والمصرية والقطرية لإتمام تبادل نهائي للرهائن، لا تزال الثقة بين الطرفين هشة للغاية.
الدور الإيراني محور الخلاف الإقليمي
تعكس تصريحات السيناتور جوني إرنست رؤية شريحة واسعة من الجمهوريين وبعض المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذين يعتبرون أن إيران هي المصدر الرئيس لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط بسبب دعمها العسكري والمالي لحركات مثل "حماس" و"حزب الله".
وترى هذه الأطراف أن "محاسبة إيران على أفعال وكلائها" شرط أساسي لأي تسوية دائمة.
وفي المقابل، يحذر بعض المحللين المقربين من الدوائر الدبلوماسية في واشنطن من أن تشديد الضغط على طهران دون فتح قنوات للحوار قد يدفعها إلى عرقلة جهود الهدنة وتصعيد الموقف.
ويعتقد باحثون في مراكز فكرية أميركية، مثل "تشاتهام هاوس" ومركز "ستيمسون"، أن إيران قد تسعى، في حال استمرار الهدوء، إلى استغلال الوضع الجديد لتحسين موقعها التفاوضي مع الغرب.
نظرة مستقبلية
رغم مؤشرات الهدوء النسبي، يبقى وقف إطلاق النار هشًا، إذ إن إعادة جثث الرهائن ووقف العمليات العسكرية بشكل كامل يشكلان الشرطين الأساسيين لاستمراره.
وفي المقابل، فإن دور إيران في دعم الجماعات المسلحة وردّ إسرائيل على أي تهديد محتمل سيظلان عاملين حاسمين في تحديد مستقبل الأمن والسياسة في المنطقة.