يقول مسؤولو الأمن الإسرائيليون إنّ غياب هذه المنظومة كان سيزيد من أبعاد الصراع وخطورته بشكل كبير.
وأفادت القناة بأن صاروخ "بيكان" ينطلق إلى الفضاء بسرعة تصل إلى "7 ماخ"، ويستطيع الاعتراض خارج الغلاف الجوي، على ارتفاع يتجاوز 100 كيلومتر.
وتعتمد المنظومة على مزيج من حسّاسات فائقة الدقة، وأنظمة إلكترونية متقدّمة، وحاسوب طيران يوجّه الصاروخ ليصيب الهدف بدقّة تصل إلى حدود السنتيمتر، وهو ما يصفه القائمون على المشروع بـ "إبرة مقابل إبرة".
وأعلن أصحاب المشروع أن معدل نجاح المنظومة يقدّر بنحو 86 في المائة، غير أنّ الخبراء يحذّرون من أن أي خطأ واحد قد يلحِق أضرارًا فادحة.
وقال أحد مهندسي الصناعات الفضائية: "كل صاروخ يفلت من بين أيدينا يمثل ألمًا كبيرًا". وأضاف أن مهندسي إسرائيل يخوضون ما وصفه بـ "حرب العقول" مع متخصصين إيرانيين يعملون على تعديل تصاميم صواريخهم باستمرار لتقليل احتمالات اعتراضها.
وأضاف مهندس رادار آخر إنه أثناء هجوم الصواريخ الإيرانية كان في منزله، لكن ما شاهده على شاشات الرصد جعل المحاكاة تتحوّل إلى واقع بالنسبة له. وأوضح زميله أنه بعد انتهاء صافرات الإنذار وعودة الناس إلى حياتهم الطبيعية، بدأوا فعلًا يدركون قيمة ما أنجزوه.
وواصلت مصانع إنتاج هذه الصواريخ عملها على مدار الساعة خلال فترة الحرب.
وذكّرت القناة الإسرائيلية بأن التصميم الأولي لصاروخ "بيكان" يعود إلى مرحلة ما بعد حرب الخليج، حين تبرز تهديد صواريخ سكود العراقية، وأن هذه المنظومة وُصفت كأوّل نظام اعتراضي للصواريخ الباليستية في العالم.
أوضحت القناة أن تكلفة كل صاروخ تقارب مليوني دولار، وأن مخزون الصواريخ يتم إبلاغ رئيس الوزراء ووزير الدفاع به مباشرة. وأضافت مصادر في الصناعات الفضائية الجوية أن قرار الشروع في أي عملية عسكرية داخل الحكومة يتوقف إلى حدّ كبير على مستوى الاحتياطي من هذه الصواريخ.
وقال مدير الصناعات الفضائية: "كلما كان الدفاع أقوى، زادت جرأة صانعي القرار". وأكد أيضًا أن مشاريع جديدة مثل "بيكان 4" وحتى "بيكان 5" قيد التطوير ليبقى الجيش الإسرائيلي خطوة أمام التقدّم الصاروخي الإيراني.
واختتم تقرير القناة بالإشارة إلى أنّ هذه المنظومة كانت العامل الحيوي لبقاء إسرائيل خلال عامين من الحرب الإقليمية، وأنّ موضوع تمويل زيادة إنتاجها صار محطّ نقاش رئيس بين وزارة الدفاع ووزارة المالية.
أميركا تطوّر جيلًا جديدًا من القنابل المدمرة للملاجئ
ذكرت القناة الإسرائيلية، في تقريرٍ آخر، أن سلاح الجو الأميركي أبرم عقدًا جديدًا مع شركة "بوينغ" ومركز أبحاث لتصميم جيل جديد من القنابل الثقيلة مخترقة الملاجئ والمعروفة بـ "خارق الحواجز"؛ وهي ذخائر ستأتي لتعويض ما كان يُعرف بـ "القنابل الضخمة خارقة الملاجئ" وتزويدها بقدرات متقدمة مثل مفجّرات ذكية تملك إمكانية استشعار الفراغات الداخلية والانفجار على الأعماق المثلى.
وجاء هذا القرار بعد عملية "مطرقة منتصف الليل"، والتي استخدمت خلالها قاذفاتٍ شبحية من طراز B-2 لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، تحت الأرض في فوردو ونطنز لأول مرة، في شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وأشارت "البنتاغون" إلى وقوع أضرار كبيرة في تلك المنشآت، غير أن المحللين أكدوا أنّ الملاجئ المعزولة والعميقة لا تزال تشكل تحديًا صعب الاختراق. ووصف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تلك العملية بأنها "مثالية"، وزعم أن القنابل أصابت جميع الأهداف، ومنح طاقمها ميداليات في البيت الأبيض.