وقال جليلوَند في مقابلة مع هيئة إذاعة وتلفزيون إيران، نُشرت أجزاء منها، يوم الاثنين أول سبتمبر (أيلول)، إن التحقيقات المحلية في مجال اختيار الأفراد فقدت اليوم فاعليتها مقارنة بالماضي، لأنه في المجمعات السكنية، لا يعرف جار الشقة المقابلة "شخصية" الفرد المراد اختياره بدقة.
واستطرد بالقول: "الأشخاص الذين لديهم صفحات عامة بعدد كبير من المتابعين ينشرون صورة عن شخصيتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. طبيعة هذا السلوك كانت تُكتشف يومًا ما عبر التحقيقات المحلية، لكن اليوم يمكن مراقبتها في الفضاء الإلكتروني".
وأضاف جليلوَند: "بطبيعة الحال، لا يمكن السيطرة على المراسلات الشخصية على تلغرام وواتساب، لأننا لا نملك الأدوات ولا الصلاحية القانونية للسيطرة عليها. لكننا لا نستطيع ببساطة تجاهل الصورة التي يقدمها الأفراد عن شخصيتهم في الفضاء الإلكتروني".
وبحسب قول أمين سر هيئة الاختيار العليا في إيران، في حال عدم مراقبة الصفحات الإلكترونية للأفراد، هناك احتمال لحدوث ظاهرة "تزوير الاختيار".
ويقوم النظام الإيراني بتقييم المعتقدات الدينية للأفراد عند تعيينهم في العديد من الوظائف، خاصة في المؤسسات الحكومية والعامة، لخلق مساحة موحدة ومرغوبة له في المجتمع.
وإحدى أهم عمليات الاختيار في إيران، التي واجهت انتقادات واسعة على مدى السنوات الماضية، هي طريقة اختيار الطلاب المعلمين والمتقدمين للتوظيف في وزارة التربية والتعليم.
وفي السنوات الماضية، نُشرت تقارير عديدة عن معاملات غير مهنية وغير لائقة للمتقدمين والطلاب المعلمين في جلسات مقابلة امتحان التوظيف.
ويستبعد النظام في إيران عددًا كبيرًا من المتقدمين للتوظيف بالاستناد إلى "الكود 19".
ويتعلق هذا الكود بالقضايا السياسية، وأسلوب اللباس، والحجاب الإجباري، وعدم المشاركة في الانتخابات، وحتى الإعجاب بمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي.
وأعلن الأمين السابق للجمعية الإسلامية في جامعة رجائي لإعداد المعلمين، محمد حيدري ورجاني، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أنه تم إرسال قائمة تضم 30 طالبًا معلمًا تعرضوا لاختيار تعسفي إلى وزير التربية والتعليم.
وأضاف ورجاني، الذي كان يتابع لسنوات ملفات الطلاب المعلمين المستبعدين في عملية الاختيار، أن هذه العملية تشبه اختيارات العقد الأول من الألفية الثانية (العقد الأول من القرن الحادي والعشرين) وأن شدتها ازدادت بعد عام 2021.
وأفاد مجلس تنسيق النقابات المهنية للمعلمين في يناير (كانون الثاني) 2024 بأنه أثناء امتحانات التوظيف بوزارة التربية والتعليم في إيران، تم استبعاد نحو ثلاثة إلى ستة آلاف متقدم لأسباب سياسية ودينية في عملية الاختيار.