مركز حقوقي يكشف عن سجن سري تابع للحرس الثوري الإيراني بجوار مصنع بسكوت

أفاد مركز حقوق الإنسان في إيران عن وجود سجن سري تابع للحرس الثوري في المنطقة الصناعية بمنطقة شاهين شهر بمحافظة أصفهان.
أفاد مركز حقوق الإنسان في إيران عن وجود سجن سري تابع للحرس الثوري في المنطقة الصناعية بمنطقة شاهين شهر بمحافظة أصفهان.
وذكر المركز أن هذا السجن السري يوجد بجوار مصنع البسكوت الصناعي "بهشت اخوان". وهذا السجن هو عبارة عن عنبر يُحتجز فيه مئات السجناء في ظروف لا إنسانية. ويعمل هذا العنبر تحت غطاء منشأة صناعية وبإدارة الحرس الثوري.
وأوضح مركز حقوق الإنسان، الذي نشر صورة للمنطقة التي يقع فيها هذا السجن السري غير المعلن، أن موقعه الدقيق لم يتم تسجيله بشكل قطعي وموثوق بسبب التمويه والسرية التي تحيط به.
وبحسب التقرير، فإن مظهر العنبر وجدرانه المحاطة بالأسلاك الشائكة يوحيان بأنه مجرد منشأة صناعية، بحيث لا يخطر ببال أحد أن مئات السجناء يُحتجزون بداخله في ظروف قاسية. وهذا الأمر يجعل من المستحيل تقريبًا وجود أي إشراف عام أو حتى قانوني على أوضاع السجناء هناك.
ووفقًا لمركز حقوق الإنسان في إيران، فإن العديد من السجناء، رغم قضائهم الجزء الأكبر من محكومياتهم، حُرموا من الإفراج المشروط. كما أن المدعي العام في أصفهان، مستندًا إلى المادة 45، يعتبر أصغر خطأ مبررًا لإصدار حكم بالإعدام، وهو ما زعزع بشدة الأمن النفسي والقانوني للسجناء، وجعل من ذلك وسيلة لممارسة ضغط مضاعف عليهم.
وجاء في التقرير وصف للظروف المأساوية التي يعيشها السجناء داخل هذا السجن السري في شاهين شهر، حيث لا توجد أجهزة تبريد أو تهوية أو ثلاجات أو تلفزيونات، كما يُقطع الماء والكهرباء عن السجن ثلاثة أيام متتالية كل أسبوع.
ووفقًا للتقرير، فإن الطعام والخبز يُقدمان بكميات ضئيلة وبنوعية رديئة جدًا، ولا يوجد مستوصف أو صيدلية داخل السجن. والأدوية الوحيدة التي يتم توزيعها بشكل منتظم هي الحبوب المهدئة وشراب الميثادون، ما دفع العديد من السجناء إلى اللجوء إليها قسرًا للتخفيف من الأرق والضغط الجسدي والنفسي.
وأشار مركز حقوق الإنسان إلى أن هذا العنبر يُعرَّف رسميًا على أنه "مكان عمل للسجناء"، لكن في الواقع لا يوجد أي برنامج للتشغيل أو التدريب المهني. وبدلًا من ذلك، يُنقل يوميًا نحو مئة سجين بواسطة حافلات صغيرة منذ الخامسة صباحًا إلى خارج السجن، ويُستخدمون في أعمال قريبة جدًا من العمل الإجباري.
كما تطرق التقرير إلى القلق البالغ الذي تعيشه عائلات السجناء، مشيرًا إلى أن الحرمان من الخدمات الطبية، وقطع الاتصالات الطبيعية مع العائلة، وانعدام إمكانية الوصول إلى محامٍ، والظروف القاسية جسديًا ونفسيًا، كلها تمثل أبرز المخاوف لدى الأسر.
وختم مركز حقوق الإنسان في إيران بالتأكيد على ضرورة توثيق هذا السجن السري وكشفه بالكامل، داعيًا المواطنين إلى عدم السكوت أمام هذه الانتهاكات.