وفي مقابلة مع وكالة أنباء "إيلنا" يوم الأربعاء 30 يوليو (تموز)، صرّح آهور بأنه لا توجد أي تقديرات منهجية لحجم الأضرار التي سببتها أزمة غابات زاغروس على الاقتصاد الوطني والمحلي، وقال: "رغم اتساع غابات زاغروس، فقد تم التعامل معها بسياسات قللت من أهميتها".
وأشار هذا المسؤول في إدارة حماية البيئة بمحافظة لرستان إلى أن أحد أسباب تفاقم الأزمة هو "نهج تعاطي النظام الحاكم مع زاغروس"، محذرًا من أن ارتفاع درجات الحرارة، والأزمة المناخية، والآفات، والاستغلال غير المنهجي، والإهمال الإداري، كلها عوامل شكلت هجومًا شاملاً على هذه الغابات وأدت إلى تفاقم أزمة زاغروس.
وشدد على أن قضية زاغروس "تتجاوز قطاعًا بعينه"، وقال: "قضية غابات زاغروس وحمايتها لا يمكن حلها عبر جهة أو جهتين فقط، بل يجب أن تُعالج بتعاون وتنسيق شامل ومراجعة لسياساتنا السابقة".
وانتقد آهور نقص الموازنات الفعالة لإدارة الأزمة، وقال إنه لو قُسمت هذه الاعتمادات على عدد الأشجار القائمة فلن تُحدث أثرًا يُذكر: "يعني نحن أساسًا لا نرصد موازنة يمكنها أن تدير وتخفف من حجم الأزمات القائمة".
في وقت سابق، كان هادي كیادليري، مساعد شؤون التدريب والمشاركة الشعبية في منظمة حماية البيئة، قد حذّر من أن أكثر من 18 ألف هكتار من غابات البلاد تلتهمها النيران سنويًا في المتوسط خلال السنوات العشر الأخيرة.
وأضاف أن في بعض السنوات، تجاوزت المساحات المحترقة 40 إلى 50 ألف هكتار.
واعتبر كیادليري، مع الإشارة إلى التزايد الكبير في مساحة المناطق المتضررة من الحرائق، أن هذا الاتجاه يمثل ناقوس خطر لغابات زاغروس، مؤكدًا ضرورة تغيير الطرق المعتمدة في إدارة الأزمات والوقاية من التدمير الأوسع نطاقًا.
خطورة فقدان زاغروس
وفي جزء آخر من حديثه مع "إيلنا"، حذّر آهور من الارتباط الحيوي بين هضبة إيران المركزية وغابات زاغروس، وقال: "المياه والزراعة والطاقة وحتى الكهرباء في البلاد مرتبطة بشكل مباشر بزاغروس. ومع تدمير هذه الغابات، سيتعرض الأمن الغذائي والبيئي في البلاد للخطر".
وأضاف: "ما بين 60 إلى 70 بالمائة من الكهرباء التي ننتجها تعتمد على زاغروس. حتى العواصف الترابية، فإن خط الدفاع الطبيعي أمامها هو زاغروس".
وأكد هذا المسؤول البيئي أن منظمة الغابات لا تستطيع بمفردها حل هذه الأزمة، ودعا إلى تدخل مباشر من الحكومة والبرلمان الإيراني: "يجب إعداد وتنفيذ قوانين داعمة على وجه السرعة.
وحتى في الخطط الخمسية، لم يتم إيلاء زاغروس الاهتمام الكافي".
وفي ختام حديثه، قال: "حتى الغد سيكون متأخرًا لإنقاذ زاغروس. يجب على رئيس الجمهورية والوزراء والبرلمان التحرك فورًا".
وفاة 26 شخصًا على الأقل في سبيل حماية زاغروس
وتمتد غابات زاغروس في 12 محافظة إيرانية، وتشير الإحصاءات إلى وقوع 76 حريقًا فيها سنويًا كمعدل متوسط.
وقد دق جرس الإنذار بشأن سلامة غابات زاغروس منذ أكثر من 15 عامًا، إلا أنه لم يُتخذ حتى الآن إجراء جاد لإنقاذها.
وفي إحدى أحدث الحرائق، لقي ثلاثة من الناشطين البيئيين، وهم خبات أميني، وجیاكو یوسفي نجاد، وحميد مرادي، حتفهم أثناء محاولتهم إخماد حريق في منطقة آبيدر في مدينة سنندج.
وبحسب تحقيقات صحيفة "هم میهن"، فقد لقي ما لا يقل عن 26 شخصًا حتفهم بين عام 2018 ويوليو من هذا العام خلال محاولاتهم لحماية المراعي وغابات زاغروس.
ولا تقتصر قضية غابات زاغروس على الشأن البيئي فقط، فهذه الغابات توفر أكثر من 40 بالمائة من المياه العذبة في البلاد، كما تتم تربية نصف الثروة الحيوانية في إيران على أطرافها.