وبحسب المجلة، فقد تمثلت أهداف إسرائيل لدى إيران في تدمير القدرة النووية لطهران، وفي لبنان في دفع حزب الله بعيدًا عن الحدود وإضعاف قدراته العسكرية. وقد تحققت هذه الأهداف من خلال عمليات عسكرية قصيرة المدى. أما في غزة، فإن إسرائيل لا تزال تجهل حتى الآن ما الذي ينبغي أن يعنيه "نهاية الحرب".
وبعد مرور 21 شهرًا على الحرب في غزة، أعلنت إسرائيل أنها قتلت نحو 55 ألف فلسطيني (ثلثهم من المقاتلين، وفقًا للتقديرات الإسرائيلية)، ودمرت معظم البنية التحتية لحركة حماس، واغتالت جميع قادة الحركة تقريبًا. ومع ذلك، لا تزال حماس تسيطر على أجزاء من غزة، وتحتفظ بعشرات الرهائن.
وذكرت "الإيكونوميست" أنه في الحروب السابقة، كانت لإسرائيل أهداف واضحة، وغالبًا ما كانت تنتهي سريعًا من خلال "حملات كلاسيكية ضد الانتشار". لكن في غزة، يُصر السياسيون الإسرائيليون المنتمون إلى اليمين المتطرف على "حرب نهاية العالم"، دون وجود استراتيجية عملية واضحة.
وتدّعي المجلة البريطانية أن الشعب الإسرائيلي أيضًا يشعر بالإنهاك من هذا الوضع؛ فالغالبية تؤيد وقف إطلاق النار، في حين أن أقلية اليمين المتطرف، التي تعتمد عليها بقاء رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في السلطة، تفضل استمرار الحرب.
ونقل التقرير عن ضابط في الجيش الإسرائيلي قوله: "نحن فقط ننتظر لنرى هل سيكون هناك وقف إطلاق نار أم لا. لا يوجد لدينا أي تقدم ميداني حقيقي".
وفي السياق نفسه، قال المؤرخ الإسرائيلي، تام سيغف، إن السلام مع مصر والأردن كان ممكنًا؛ لأن الخلاف كان فقط على الحدود، أما مع الفلسطينيين، فالنزاع "جذري ومرتبط بالهوية الوطنية"، ومِن ثمّ لا أفق واضحًا له في الوقت الحالي.
وأشار كُتّاب التقرير إلى أنه عكس الوضع في غزة، فإن العلاقة بين الإيرانيين والإسرائيليين على وسائل التواصل الاجتماعي إيجابية إلى حد كبير. ونقلوا عن خبير بجامعة تل أبيب قوله: "الإيرانيون والإسرائيليون لديهم عدو مشترك هو النظام (الإيراني)، وهم ينتظرون بفارغ الصبر أن يعيشوا مجددًا في سلام".
أما في غزة، فتقول "الإيكونوميست" إنه لا يوجد أمل في مثل هذا المستقبل.
ويُظهر هذا التحليل أن رغم الخسائر البشرية الهائلة، فإن أفق نهاية الحرب في غزة لا يزال غامضًا ومعقدًا.