رسائل خامنئي.. والعودة إلى التفاوض.. وتفعيل "آلية الزناد"

تداولت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم السبت 28 يونيو (حزيران)، بشكل مكثف، تصريحات المرشد على خامنئي، في ثالث خطاب تلفزيوني منذ انتهاء الحرب بين إيران وإسرائيل، وكذلك رسائل الرئيس مسعود بزشكيان، ووزير الخارجية عباس عراقجي.

واهتمت الصحف بخطاب خامنئي، وركزت على عدة مقتطفات، ومنها: "الضربات الإيرانية سحقت الكيان الصهيوني (إسرائيل).. وأميركا دخلت الحرب لإنقاذه". وتحت عنوان ثلاث رسائل تهنئة للشعب الإيراني، كتبت صحيفة "إيران" الرسمية: "هنأ المرشد علي خامنئي، الشعب الإيراني بالنصر على الكيان الصهيوني (إسرائيل)، والنظام الأميركي، وعلى التماسك الاستثنائي للإيرانيين".

وفي صحيفة "همشهري" التابعة لبلدية طهران، استخلص المحلل السياسي، إحسان صالحي، من خطاب المرشد: "ضرورة المحافظة على يقظة واستعداد القوات العسكرية والرأي العام تجاه أي حقد جديد، والرد على التصريحات التي تنتقص من إنجازات الشعب والنظام، وأن الوعد الصادق-3 أربكت حسابات العدو".

كما سلطت الصحف الإيرانية المختلفة الضوء على تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان، في قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس؛ حيث اتهم إسرائيل وأميركا بانتهاك جميع القواعد الدولية، وقال: "لو لم يتم الرد على عدوان الصهاينة (الإسرائيليين) لأدى ذلك إلى حرب شاملة في المنطقة".

كما تداولت الصحف رسائل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في حوار إلى التليفزيون الإيراني؛ حيث أعلن حسبما نقلت صحيفة "الجمهورية الإسلامية" الأصولية، أن "إيران تدرس العودة إلى التفاوض مع أميركا". وفي المقابل نقلت عنه صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري، قوله: "لا نملك قرارًا للتفاوض مع أميركا، لا تأخذوا كلام ترامب على محمل الجد".

وأكد عراقجي، حسبما نقلت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، الالتزام بقرار البرلمان بشأن تقييد التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وعن تداعيات تنفيذ هذا القرار نقلت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، عن المحامي الإيراني، إبراهيم أيوبي، قوله: "قد يدفع هذا القرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى رفع تقرير مباشر لمجلس الأمن الدولي، أو تفعيل آلية الزناد من الدول أطراف الاتفاق النووي".

واقتصاديًا، كشف مركز الإحصاء عن ارتفاع بنسبة 6 في المائة في معدل التضخم السنوي. وفي صحيفة "شرق" الإصلاحية، كتب الناشط الاقتصادي، محمد مهدي تقى بور: "يجب تقدير المقاومة الوطنية للشعب الإيراني، الذي يعاني الضغوط المعيشية، وهذا يزيد من مسؤولية المؤسسات الاقتصادية".

وذكر عضو الغرفة الإيرانية، محمد رضا توکلی زاده، في مقال نشرته صحيفة "اطلاعات"، أن "إعادة تنظيم الوضع الاقتصادي، هو أحد الدروس المستفادة من هذه الحرب. لقد أثبتت تجربة الأزمة أن الصمود الوطني يعتمد على الاستقلالية النسبية لمراكز صنع القرار المحلية، وزيادة صلاحيات وقدرات المحافظات في الإدارة الاقتصادية".

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"كيهان": ميدان البرلمان

سلط الكاتب الصحافي الإيراني، سید محمد عماد أعرابي، في مقال بصحيفة "كيهان"، المقربة من خامنئي، الضوء على دور البرلمان في القضايا الدولية المتعلقة بإيران، وكتب: "وافق البرلمان على مشروع تعليق التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذا المشروع يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الأمن للبلاد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبرلمان أن يغيّر حسابات العدو باستخدام الأدوات القانونية".

وأضاف:" على أميركا أن تدرك، وكذلك النظام الصهيوني (إسرائيل)، أن الحرب لن تزيل مخاوفهما بشأن تخصيب اليورانيوم في إيران. ويمكن للبرلمان أن يلزم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بتخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المائة وأكثر من ذلك لهذا الغرض".

وتابع: "من المنطقي تمامًا أن تقوم إيران بتحديد مراكز التهديد في الأراضي الأميركية والاستعداد للرد، ويمكن للبرلمان أن يلزم وزارة الدفاع بإنتاج صواريخ عابرة للقارات؛ لاتخاذ إجراءات مضادة. لقد بدأت أميركا لعبة خطيرة بالهجوم المباشر على طهران، وأقل عقاب لها يجب أن يكون الخوف الدائم من وصول الصواريخ الإيرانية إلى أهدافها في قلب واشنطن".

ودعا الكاتب البرلمان إلى تفعيل مشروع سابق يتعلق بفرض رسوم على السفن العابرة في مضيق هرمز.

"شرق": لم يعد هناك مجال لإنكار الشعب

امتدح الكاتب الصحافي الإيراني، أحمد غلامي، في مقال بصحيفة "شرق" الإصلاحية، ما سماه "نضج الشعب سياسيًا"، وكتب: "يبدو أن المجتمع الإيراني كان بحاجة إلى صدمة ليخرج من مأزقه العاطفي. مجتمعٌ تحمّل ضغوطًا اقتصادية هائلة، وغضب بشدة من الفجوة الطبقية نتيجة المحسوبية والامتيازات غير المشروعة، وجد نفسه مرة أخرى أمام ضميره الاجتماعي، فاختار إيران دون تردد. لم يكن أحد ليصدق أن الناس، في هذه الأيام المشحونة، سيتحدون ويصطفون خلف دفاعهم عن إيران وكبريائهم الوطني".

وأضاف:" أظهرت الـ 12 يومًا الماضية إلى أي درجة كانت الرؤى والتحليلات بعيدة عما نسميه شعب إيران. أظهر المجتمع الإيراني أنه اقترب من النضج السياسي.. الآن، تحرر الشعب من المأزق العاطفي الذي قيّده لسنوات. إذا كانوا في الماضي يعرفون فقط ما لا يريدونه، فإنهم الآن يعرفون ما يريدون، ويعرفون كيف يحققونه".

وتابع:" أثبتت هذه الأيام الـ 12 أن الشعب الإيراني حي، يتنفس، ويحب إيران. لم يعد هناك مجال لإنكارهم، ولم يعد هناك عذر أو حجة، حتى لو غُلّفت بأيديولوجيات معقدة، تؤثر في قرارهم. لم يعد هناك مجال لإنكار الشعب، ولا تستطيع أي جهة سياسية الادعاء بأنها تتحدث نيابة عنه".

"دنياى اقتصاد": مفترق طرق مصيري

قارن الخبير الاقتصادي، مسعود نيلي، في مقال بصحيفة "دنياى اقتصاد"، بين موقف الأصوليين والإصلاحيين من القضايا العالمية والمحلية، وكتب: "تصارعت رؤيتان متناقضتان في مجال الحكم، خلال السنوات الماضية، وإن تعاونتا في بعض الأحيان، بشكل متناقض لإدارة شؤون البلاد، لكن الرؤية الأولى كانت مهيمنة في الغالب، بينما كانت تُستخدم الرؤية الثانية فقط في الأزمات وبشكل إجباري".

وأضاف:" بعد الحرب الأخيرة، قد تزداد هيمنة الرؤية، التي تعتبر غياب العدالة الدولية مبررًا لمواجهة الظلم في أي مكان في العالم. والصراع الخارجي مهم لدرجة تبرير أي قيود داخلية. وقد تُقرع طبول الصراع الخارجي بقوة أكبر، مما قد يعيد إشعال الصراع. لكن عدوانية أو فساد بعض الحكام في العالم لا يبرر صراعًا غير مدروس معهم.. علينا أن ندرك أن لدينا اختلالات كبيرة تهدد البلاد أكثر من أي عدو خارجي. هذه الاختلالات تضيّق الخناق على حياة الإيرانيين، وقد تجعل الأرض التي ضحينا من أجلها غير صالحة للحياة".

وختم بقوله: "في هذه الظروف الصعبة، يجب أولاً أن يعترف نظام الحكم بتنوع المجتمع ويعمل معه. ثانيًا، يجب تقليل عدد الأعداء وزيادة الأصدقاء للخروج من هذه العُزلة الخطيرة. إيران اليوم على مفترق طرق مصيري في الحكم: طريق مبني على الكراهية، وطريق مبني على المصلحة العامة المستقبلية".