تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة.. وحرب الاقتصاد.. ومطاردة "الجواسيس"

قدمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 26 يونيو (حزيران) قراءة الخبراء لخبر تعليق إيران التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك حديث الرئيس الأميركي عن السماح للصين بالاستمرار في شراء النفط الإيراني.
واحتل خبر تعليق التعاون مع الوكالة "ردًا على التجسس لصالح أميركا وإسرائيل"، صدارة الصحف الإيرانية المختلفة مثل "كيهان"، و"جام جم"، و"فرهيختكان"، و"مردم سالاري"، و"همشهري"، وغيرها.
ونقلت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، عن محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان، قوله: "لن ننخدع بأي وعود.. وسنرد بشدة على أي اعتداء".
وكتبت صحيفة "سياست روز" الإصلاحية: "الجاسوس يبحث عن ثغرة للتسلل".
ونشرت صحيفة "همشهري" المقربة من بلدية طهران، تحت عنوان "الخيانة"، صورة كاريكاتيرية للمدير العام للوكالة الدولية، وهو يرتدي رابطة عنق مستوحاة من العلم الإسرائيلي، ويتجه نحو باب الخروج حاملًا حقيبة أوراقه، بينما تعلو وجهه مشاعر الحزن.
ووُصف القرار، حسبما نقلت صحيفة "قدس" الأصولية، عن عدد من الخبراء: بأفضل رد فعل قانوني وسياسي من البرلمان على انحراف الوكالة عن مهامها الذاتية وخيانة السيد غروسي، كما يعكس في الوقت نفسه، أن إيران لن تسمح للمؤسسات الدولية بأن تتحول إلى أدوات للضغط.
وتنقل صحيفة "إيران" الرسمية، عن هيبت الله نجندی منش، أستاذ القانون الدولي بجامعة طباطبائي، قوله:" هذا القرار ليس له فقط ما يبرره على مستوى القانون الدولي، بل إنه يستند إلى مبادئ معترف بها يمكن للدول أن تستند إليها عند مواجهة انتهاك المعاهدات والتهديد لمصالحها الحيوية".
وبموجب القرار تلتزم الحكومة، حسبما نقلت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري: بتعليق أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى ضمان الالتزام الكامل بالسيادة الوطنية، وتأمين المراكز النووية والعلماء النوويين. وكذلك ضمان الالتزام الكامل بحقوق إيران بشأن الاستفادة من جميع الحقوق المنصوص عليها في المادة 4 من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وخاصة تخصيب اليورانيوم داخل البلاد.
وعلى صعيد آخر، علقت الصحف الإيرانية على تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص شراء الصين للنفط الإيراني، وكتبت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني: يبدو أن ترامب يحاول مرة أخرى تحقيق مكاسب شخصية من خلال تصريحات غير موثقة؛ حيث يحاول هذه المرة تقديم قضية كانت جارية دون إذن أميركي على أنها إنجاز شخصي.
ونقلت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية، عن مصدر مطلع رفض الكشف عن هويته، قوله: "فوجئ أعضاء وزارة الخزانة ووزارة الخارجية الأميركيَّة، بتصريح ترامب، والسماح بحصة معينة للصين قد يكون محاولة من ترامب لإرسال إشارات إيجابية إلى بكين، بينما يسعى لعقد اتفاق تعريفي جديد".
كما تحدثت الصحف الإيرانية مثل "وطن امروز"، و"دنياى اقتصاد"، و"فرهيختكان"، و"خراسان"، و"جوان"، وغيرها عما وصفته بـ"فضحية فوردو".
والآن نقرأ المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
مردم سالاري: انفجار ثلاث أزمات بشكل متزامن: المياه والطاقة والمناخ
سلط تقرير صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية، الضوء على خطورة الأزمات البيئة في إيران، وفيه: "الأزمة غير المسبوقة في موارد المياه الجوفية، وهدر الطاقة على نطاق واسع، وتداعيات تغير المناخ المتزايدة، تمثل المحاور الرئيسية الثلاثة لكارثة خفية قد تهدد، في حال استمرار التراخي، ليس فقط البنى التحتية الحيوية للبلاد، بل قد تؤدي أيضًا إلى هجرات واسعة النطاق، وتفاقم التفاوتات الإقليمية، وتراجع حاد في المرونة الاقتصادية".
وأضاف: "تواجه إيران ثلاث تحديات طويلة المدى، هى أزمة موارد المياه، والوضع غير المستقر للطاقة، وتأثيرات تغير المناخ المتزايدة. ويكشف التحليل العلمي للأزمات الرئيسية الثلاث أن البلاد تواجه اتجاهات غير مستدامة على المدى الطويل، والتي قد تؤدي، في حال استمرار السياسات الحالية، إلى انخفاض المرونة الاقتصادية، وزيادة الهجرة الداخلية، وتدهور الموارد الأساسية، واتساع الفوارق الإقليمية".
وانتهي التقرير إلى أن "تراجع التوترات العسكرية، قد هيأ الفرصة لتوجيه الموارد العامة نحو الاستدامة البيئية والتنمية المتوازنة، بدلًا من التركيز على المجالات المكلفة وغير المنتجة؛ حيث يُظهر تحليل الاتجاهات الحالية أن المزيد من التأخير في إصلاح السياسات قد تكون له عواقب لا رجعة فيها على مستقبل الموارد الطبيعية والاقتصادية في البلاد".
صبح امروز: التوترات الأخيرة تضرب اقتصاد السياحة
أعدت صحيفة "صبح امروز" الإصلاحية، تقريرًا عن تحديات قطاع السياحة الإيراني بعد الحرب الأخيرة، وفيه: "ألقت المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، بظلالها الثقيلة على قطاع السياحة الإيراني. وقبل ذلك لم تتمكن السياحة الوافدة إلى إيران، رغم ما تمتلك من إمكانات ثقافية وطبيعية عالية، من تحقيق مكانتها الحقيقية بسبب ما يُوصف بعدم الأمان وتطبيق قوانين مثل الحجاب الإلزامي".
وأضاف التقرير: "يواجه إحياء صناعة السياحة الإيرانية، حتى بعد تراجع التوترات، تحديات جسيمة، ويتطلب إعادة بناء ثقة المجتمع الدولي بأمن إيران. فالتوتر الأمني الحالي مع إسرائيل، إلى جانب نقاط الضعف الهيكلية السابقة، يحول دون تحقيق القوة الحقيقية للسياحة في البلاد، مما يستدعي البحث عن حلول جذرية".
وتابع: "من أبرز الآثار النفسية للحرب الأخيرة، تعميق عدم الثقة في السفر إلى إيران. كذلك لا يقتصر هذا الركود على تعطيل الأعمال السياحية مؤقتًا أو بشكل دائم فحسب، بل أثر أيضًا على العمالة. فآلاف العاملين في هذا القطاع، من موظفي الفنادق والسائقين والمترجمين وبائعي الحرف اليدوية، يواجهون الآن خطر البطالة. كما أن الاقتصاد الإيراني، الذي كان يعاني أصلًا تحت وطأة العقوبات والتضخم وانهيار قيمة العملة المحلية، يتلقى الآن ضربة مضاعفة مع تراجع السياحة المحلية والدولية".
قدس: حرب بلا سلاح.. حرب الاقتصاديات مقدم على حرب الجيوش
ألقت الكاتبة الصحافية زهرا طوسي في المقال المنشور بصحيفة "قدس" الأصولية، الضوء على جانب مهم في الحروب الحديثة، وكتبت: "ساحة المعركة الحقيقية هي المصانع والأسواق والبنوك وموائد الناس. في ساحة الحرب الحديثة، من يمتلك اقتصادًا أكثر مرونة ستكون له اليد العليا. في الحقيقة، الميدان الرئيسي للمعركة هو الساحة الاقتصادية. وخلف خطوط الجبهة، الاقتصاد هو الذي يقرر إلى أي مدى يمكن لأمة أن تصمد، وكم تستطيع إعادة البناء، وإلى أي حد ستمتلك قوة الردع".
وأضافت:" المرونة الاقتصادية تعادل المقاومة الوطنية. الدولة التي تستطيع الحفاظ على دورة الإنتاج والخدمات حتى تحت ضغط العقوبات أو القصف، هي عمليًا العدو الذي لا يُقهَر. في المقابل، الاقتصاد المعتمد على الخارج، أو رأس المال الهارب، أو المواد الأولية المستوردة، سينهار مع أي صدمة أمنية ويخسر المعركة.
وانتهت إلى أن "الاقتصاد هو الدعامة الخفية لأمن أي دولة ودفاعها. وراء كل انتصار ميداني، هناك انتصار اقتصادي. فالاقتصاد ليس فقط طريق النجاة في زمن السلم، بل هو طريق النصر في زمن الحرب. والثقة في الاقتصاد المحلي، والاستثمار في رواد الأعمال الوطنيين، وبناء شبكات إنتاج مرنة للسلع المحلية، ليست شعارات، بل هي ضمانات للبقاء والأمن لأي دولة".