وقف إطلاق النار "اتفاق هش".. و"المنتصر الحقيقي" في الحرب.. وفشل تقسيم إيران

استحوذ الاحتفال بقرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، على اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 25 يونيو (حزيران)، وتباينت مواقف الكتاب الصحافيين والخبراء ما بين التأكيد على دور الشعب في تحقيق النصر، والدعوة للاستفادة من أخطاء هذه التجربة.

في صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، كتب حسن هاني زاده، محلل الشؤون الدولية: "انتصار آخر في سجل الأمة الإيرانية المشرق". وفي صحيفة "آرمان أمروز" قال الكاتب الصحافي فردین قریشی: "إذا تحقق النصر في هذه الحرب المفروضة، فذلك بفضل صمود وصبر وحكمة الشعب الإيراني".

وأكد حسین علایی، عضو الحرس الثوري سابقًا، لصحيفة "أبرار" أن "دونالد ترامب اقتنع بضرورة الامتثال لوقف إطلاق النار وكبح جماح بنيامين نتنياهو الدموي، وأدرك حقيقة تمسك الشعب الإيراني واستعداده أن يضحي بنفسه في سبيل وطنه".

ودعا رضا ظریفي سكرتير تحرير صحيفة "آكاه" الأصولية، إلى التفكير في مستقبل إيران، واستغلال رأس المال الاجتماعي والشعور بالتضامن، وتسجيل هذه التجربة المريرة كدليل على حب الإيرانيين الدائم للوطن، وبذل الجهد لتحقيق الرفاهية والاستقرار".

وقال الكاتب الصحافي صادق ملكي بصحيفة "مردم سالارى" الإصلاحية: "يجب على النظام أن يفهم ويقتنع بأن دور الشعب في هذا التحول التاريخي كان الأكبر. حال الشعب ليس جيدًا لأن حال إيران ليس جيدًا. فلنتحد ونتضامن في إطار المصالح الوطنية لنعيد إصلاح حال إيران والإيرانيين بعد عقود من المعاناة".

وبحسب صحيفة "ايران" الرسمية: "لم تكن الحرب لتتوقف، ويتم إلحاق الهزيمة بالعدو، دون اقتدار القوات المسلحة والتلاحم الوطني. فقط هذا المزيج الفريد كان قادرًا على الحفاظ على كيان بلدنا في مواجهة تهديدات وجرائم الكيان الصهيوني وأميركا".

بدوره أكد عباس أصلاني، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط بطهران، "فشل إسرائيل والولايات المتحدة في تحقيق أهدافهما الحربيَّة ضد إيران". ودعا للتعامل بحذر مع وقف إطلاق النار، لأن إسرائيل لها سجل سيئ في الالتزام باتفاقيات وقف إطلاق النار".

ووفق تقرير صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، فإن "ما يُعرف بـ(وقف إطلاق النار) ليس على الأرجح، سوى توقف تكتيكي في مسار العداءات، لذلك ورغم هدوء هدير الصواريخ، إلا أنه لا توجد ضمانات لاستمرار هذا الوضع".

وحذر تقرير صحيفة "آكاه" الأصولية، من الثقة بالعدو والهدنة، وكتبت: "لن ننخدع بحيل ترامب المقامر والصهاينة".

في المقابل أكد جلال ميرزايي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة "باهنر"، في حوار مع صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية: "يبدو أن هذا الاتفاق سيدوم لأن العديد من اللاعبين الإقليميين والدوليين وحتى إسرائيل بدأوا يقتنعون تدريجيًا بأن استمرار هذه الحرب لم يعد في صالحهم على الإطلاق، ولهذا السبب أيضاً من غير المرجح أن يقوموا بأي خطوة قد تهدد هذا الاتفاق".

كما تداولت الصحف الإيرانية المختلفة بيان المجلس الأعلى للأمن القومي، بشأن استعداد القوات المسلحة الإيرانية للتعامل الحاسم والحازم مع أي عمل عدواني من جانب العدو.

وأشارت الصحف إلى خطاب الرئيس مسعود بزشكيان للشعب الإيراني وتأكيده على تلقي العدو تحذيرًا صعبًا وتاريخيًا، كما أشارت إلى اتصاله مع ولي العهد السعودي، والإعلان عن "استعداد إيران للتعاون مع الولايات المتحدة".

والآن نقرأ المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"قدس": بعد توقف الحرب.. من المنتصر الحقيقي؟

تساءل ناصر ترابي، خبير شؤون غرب آسيا، في مقال بصحيفة "قدس" الأصولية، عن المنتصر في الحرب الإيرانية- الإسرائيلية ومستقبل الصراع، وأجاب: "فشل العدو الصهيوني في الإطاحة بنظام الحكم، وتقسيم إيران. ورغم الضرر الذي لحق بالأصول البشرية والتجهيزات النووية وقدرات الدفاع الجوي، إلا أن العدو لم يحقق أهدافه، حتى مع وجود الولايات المتحدة. كما أنه لم يحدث أي تغيير جذري في آليات صنع القرار والتخطيط للنظام، سواء على مستوى النهج أو السياسات".

وتابع: "علينا أولًا معالجة نقاط الضعف في الدفاع الجوي، ثم تحديد وحل الثغرات في المجالات الأمنية، وحتى الشبكة الأمنية والمعلوماتية إذا تطلب الأمر. كذلك لابد من تنظيم تدريبات شعبية وتعبوية على مستوى دقيق، والتوجه نحو تصنيع أو شراء طائرات مقاتلة من الجيل المتقدم. ويجب التعامل بحزم مع الأجانب غير القانونيين والمسؤولين الفاسدين، وأخيرًا، اعتماد نهج وسياسات هجومية واستباقية، أي أن تكون المبادرة بيدنا، ولا يجب أن نتعرض للمفاجأة مرة أخرى".

"شرق": تغيير الخطاب الرسمي "ضرورة"

في صحيفة "شرق" الإصلاحية، أكد حسين حقكو، الخبير الاقتصادي على "ضرورة الشروع في مسار تغيير النهج والخطاب، سواء داخليًا فيما يتعلق بالأفراد والتيارات المحبة للوطن، أو خارجيًا فيما يتعلق بالدول والمؤسسات الدولية المعتدلة والسلمية، مع إعلان وقف إطلاق النار وإنهاء الاشتباكات مؤقتًا".

وأضاف: "للأسف في بلدنا لم يُلتفت كثيرًا إلى هذه التحولات الخطابية، وعشنا هيمنة الانطوائية.

تلك النزعة التي تسببت في تقليص حجم الاقتصاد الإيراني، وتحويله إلى اقتصاد معيشي غير تكنولوجي. لذلك علينا أن نضع في الأولوية الحفاظ على السلامة الإقليمية كوظيفة رئيسية لنظام الحوكمة".

وتابع: "الخطر الذي يهدد إيران اليوم ليس مخاوف غير مبررة من نوع تقسيم إيران أو تمرد الشعب، بل الخمول وخيبة الأمل المجتمعية، وتجاوز هذا الخطر يتطلب قرارات كبيرة، وهذه القرارات الكبيرة ممكنة في ظل سيادة الحرية في خطاب نظام الحوكمة ورفع مستوى الثقة والطمأنينة وزيادة رأس المال الاجتماعي".

"أبرار اقتصادي": مؤشرات تحسن سوق الاستثمار

عدد همايون دارابي، خبير سوق الاستثمار، في مقال بصحيفة "أبرار اقتصادي" الأصولية، المؤشرات على تحسن أوضاع سوق الاستثمار، وكتب: "يشير تدفق الأموال على صناديق الدخل الثابت، والاستقرار النسبي للمعاملات، والإجراءات المدروسة من الهيئة الرقابية وصناع السياسات الاقتصادية، إلى بدء فصل جديد في السوق المالي؛ فصل يمكنه، بعد تجاوز الاضطرابات، أن يمهد الطريق لعودة رأس المال وازدهار المعاملات مرة أخرى".

وأضاف: "اهتمام إدارة السوق بآراء الفاعلين، وخلق فرص لتقييم الظروف، أبعد السوق بشكل صحيح عن البيئة الإقليمية المضطربة. ولم تساعد هذه الإجراءات فقط في حماية مصالح المساهمين في الأوقات الحرجة، بل كانت أيضًا علامة على نضج صنع القرار على مستوى السياسات".

وشدد على ضرورة "تعزيز صندوقي تنمية وتثبيت السوق المالي، لأنهما يمثلان دعامات حيوية للسوق، كما يمكن أن يعزز ثقة المستثمرين، واستقرار السوق وازدهاره على المدى المتوسط".