بعد حرب الـ12 يوما مع إيران.. ترامب يوجه ميزانية الدفاع نحو الصواريخ والطائرات المسيرة

وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء يوم الخميس 26 يناير أن دونالد ترامب يطالب بزيادة رواتب العسكريين وتعزيز ترسانة الصواريخ وتوسيع أسطول الطائرات المسيرة، لكنه في المقابل خصص ميزانية أقل لشراء مقاتلات الجيل الخامس وبناء السفن الحربية.
ووفقًا لـ"رويترز"، يسعى ترامب من خلال ميزانية الدفاع لعام 2026 البالغة 892.6 مليار دولار إلى إعادة تعريف أولويات الجيش الأميركي. وهي ميزانية لم تشهد زيادة كبيرة مقارنة بالعام الحالي لكنها تعكس بوضوح التوجه السياسي لإدارته.
تخفيض شراء المقاتلات والسفن.. وزيادة الطائرات المسيرة وصواريخ المدى الطويل
في ميزانية الدفاع المقترحة من ترامب، انخفض شراء مقاتلات "إف-35" المصنعة من قبل شركة لوكهيد مارتن، ولم يتبق سوى ثلاث سفن حربية في قائمة المشتريات.
وأعلنت البحرية الأميركية أن شراء غواصات من فئة فرجينيا (المصنعة من قبل جنرال ديناميكس وهنتنغتون إنجلز) و15 سفينة أخرى سيتم تضمينها في مشروع تمويل منفصل.
في المقابل، أظهرت وزارة الدفاع تركيزًا أكبر على تسليح القوات بصواريخ جو-سطح بعيدة المدى وصواريخ مضادة للسفن. وهي أسلحة يعتبرها البنتاغون حيوية لمواجهة التهديدات المحتملة في المحيط الهادئ.
هذه الصواريخ تتمتع بمدى أطول ويمكنها مهاجمة الأهداف من مسافة أكثر أمانًا.
وفي جزء آخر من الميزانية، تم تخفيض شراء صواريخ "بريسيشن سترايك" (أو صواريخ الضربة الدقيقة) التي تحل محل "نظام الصواريخ التكتيكية للجيش" (المعروف اختصارًا بـ ATACMS) في الجيش الأميركي.
كل هذه الصواريخ - سواء تلك التي زاد شراؤها أو التي انخفض - يتم تصنيعها من قبل شركة لوكهيد مارتن.
كما شهدت الميزانية الجديدة زيادة كبيرة في الاستثمار على الطائرات المسيرة الصغيرة منخفضة التكلفة.
هذه السياسة تم تبنيها متأثرة بتجربة الحرب في أوكرانيا، حيث لعبت الطائرات المسيرة دورًا رئيسيًا في ساحة المعركة كأداة فعالة ورخيصة التكلفة.
تخفيض أعداد القوات في البحرية.. وزيادة رواتب العسكريين
تضمنت ميزانية ترامب المقترحة زيادة بنسبة 3.8 في المائة في رواتب القوات المسلحة، لكن في المقابل تم وضع خطط للتخلص من بعض المعدات القديمة والمكلفة لتوفير النفقات.
وأعلنت البحرية أنه وفقًا لهذه الميزانية، سيتم الاستغناء عن حوالي 7,286 موظفًا مدنيًا.
وبالمقارنة مع ميزانية جو بايدن المقترحة لعام 2025 والتي طالبت بشراء 68 مقاتلة من طراز "إف-35"، فإن ترامب في ميزانية 2026 طلب فقط 47 مقاتلة من هذا الطراز. ومع ذلك، في الكونغرس الأميركي، رفعت لجنة تخصيص الميزانية في مجلس النواب في مسودة نسختها للسنة المالية 2026 عدد مقاتلات "إف-35" المطلوبة إلى 69، أي أكثر بواحدة حتى من طلب بايدن العام الماضي.
جاء طلب الميزانية التفصيلي هذا بينما يخوض الجمهوريون نقاشًا واسعًا حول أولويات الإنفاق الدفاعي، والتي تم تضمينها في حزمة دفاعية ضخمة بقيمة 150 مليار دولار ضمن قانون قيد التصويت بعنوان "فاتورة كبيرة وجميلة". وقد تم بالفعل إقرار هذا القانون في مجلس النواب ومن المقرر أن يخصص في مرحلته الأولى 25 مليار دولار لنظام ترامب المثير للجدل للدفاع الصاروخي والمعروف باسم "القبة الذهبية".
كشف ترامب عن نظام الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية" الأميركية
وأعلن البيت الأبيض أن أولويات هذه الميزانية هي "الردع ضد التوسع الصيني في منطقة إندو-باسيفيك" و"إحياء القاعدة الصناعية الدفاعية للولايات المتحدة".
كما سيتم تخصيص جزء من موارد هذه الميزانية للأنشطة المتعلقة بالأسلحة النووية في وزارة الطاقة وتعزيز الأمن الداخلي.
عادةً ما تشكل النفقات الدفاعية حوالي نصف الميزانية التقديرية للحكومة الفيدرالية، بينما يذهب النصف الآخر إلى قطاعات مثل النقل والتعليم والدبلوماسية والوزارات الأخرى.