"مطرقة منتصف الليل".. غارة أميركية خاطفة أذهلت الدفاعات الإيرانية

مع بدء التحضير لعملية "مطرقة منتصف الليل"، يوم السبت 21 يونيو (حزيران)؛ أقلعت مجموعة من قاذفات "بي- 2" من قاعدتها في ولاية ميسوري الأميركية، ورُصدت في طريقها نحو جزيرة "غوام" بالمحيط الهادئ، وقد فسّر بعض الخبراء هذا التحرك كمؤشر على هجوم أميركي وشيك ضد إيران، لكنه كان مجرد تضليل.
وانطلق الفريق الحقيقي، المؤلف من 7 قاذفات "بي- 2" المعروفة بأجنحتها الشبيهة بالخفافيش، في سرية تامة باتجاه شرق الولايات المتحدة، في رحلة دامت 18 ساعة، أُجريت خلالها عملية "التزود بالوقود جويًا"، وتم تنفيذها بأقل قدر من الاتصالات لتجنّب الرصد.
وقد كشف الجيش الأميركي عن تفاصيل هذه المهمة يوم الأحد 22 يونيو.
ومع اقتراب القاذفات من المجال الجوي الإيراني، أطلقت غواصة أميركية أكثر من 24 صاروخ كروز من طراز "توماهوك" موجهة نحو أهداف أرضية.
وفي الوقت نفسه، حلّقت مقاتلات أميركية أمام القاذفات كطُعم، لرصد أو تشتيت أي أنظمة دفاعية أو طائرات إيرانية قد تظهر في طريقها.
واستهدفت هذه الغارة ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، وكانت أكبر عملية تكتيكية في التاريخ باستخدام قاذفات "بي- 2"، واعتُبرت ثاني أطول مهمة لهذه القاذفات بعد عملية الرد الأميركي على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
وخلال الهجوم، ألقت القاذفات 14 قنبلة خارقة للتحصينات من نوع ""GBU-57، المعروفة باسم "المخترقة الضخمة للذخائر"، ويزن كل منها نحو 30 ألف رطل (13,600 كيلو غرام).
وبحسب "البنتاغون"، فقد شارك في العملية أكثر من 125 طائرة عسكرية أميركية.
ومن وجهة نظر الجيش الأميركي، فقد كانت هذه العملية نجاحًا تكتيكيًا باهرًا.
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال دان كين، في مؤتمر صحافي بالبنتاغون، يوم الأحد: "لم تُطلق القوات الإيرانية ولو رصاصة واحدة على الطائرات الأميركية، وكانت مفاجأة كاملة".
وأضاف أن "الطائرات الإيرانية لم تقلع، ويبدو أن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية لم تتمكن من رصدنا خلال المهمة. لقد حافظنا على عنصر المفاجأة".