ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، أن الطائرة المُسيّرة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى في وسط طهران كانت قد استهدفت أحد الأشخاص المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني.
وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن الهدف المقصود قد قُتل.
ولم تؤكد السلطات الإيرانية حتى الآن هوية الشخص المستهدف، إلا أن صحيفة "شرق" نقلت عن مصدر مطلع أن الهدف من هذا الهجوم كان أحد مديري البرنامج النووي الإيراني.
يأتي هذا الهجوم في إطار سلسلة من العمليات الموجهة التي نُفذت ضد العناصر الرئيسية في مشروع إيران النووي.
وفي وقت سابق، أفاد بعض المواطنين أن الهدف من الهجوم بالطائرة المسيرة كان مجمعًا تابعًا لميليشيات الباسيج التي كانت تمارس أنشطتها في ذلك الموقع.


مع دخول الهجمات الإسرائيلية على المواقع العسكرية والنووية الإيرانية أسبوعها الثاني، شدّد الجيش الإسرائيلي على أن هذه العمليات ستستمر حتى تحقيق جميع الأهداف المحددة.
وفي مؤتمر صحافي يومي، قال آفي دفرين، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إن القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات داخل إيران، سواء في باطن الأرض أو في أجوائها.
وأضاف: "الأيام المقبلة ستكون مليئة بالتحديات"، مؤكدًا أن قصف المواقع النووية الإيرانية ما زال مستمرًا، وأن العمليات العسكرية آخذة في التوسع.
وأوضح المتحدث أن تدمير منصات الصواريخ الإيرانية من بين الأهداف الرئيسية لإسرائيل في هذه الحرب.
وذكر أن إسرائيل تخوض الآن حربًا على "سبع جبهات"، وهدفها هو "إزالة التهديد الوجودي الذي تمثله إيران لإسرائيل".
أعلن الكرملين، اليوم الجمعة، أن منطقة الشرق الأوسط تغرق في "هاوية من عدم الاستقرار والحرب"، معربًا عن قلق موسكو من التطورات الجارية، ومؤكدًا استعدادها للوساطة إذا لزم الأمر.
وتحافظ روسيا، التي تربطها علاقات وثيقة بإيران وكذلك علاقات قريبة بإسرائيل، على موقفها الداعي إلى تجنّب أي هجوم أميركي على إيران، كما تدعو إلى إيجاد حلّ دبلوماسي للأزمة المتعلقة ببرنامج طهران النووي.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت لروسيا "خطوط حمراء" في هذا الوضع، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحافيين إن دول المنطقة هي من يجب أن تحدد خطوطها الحمراء.
وأضاف: "هذه المنطقة تغرق الآن في هاوية من عدم الاستقرار والحرب".
وأشار بيسكوف إلى أن موسكو تدرك أن إسرائيل تعتزم حاليًا مواصلة عملياتها العسكرية ضد إيران، لكنها في الوقت نفسه تبقي على قنوات التواصل مفتوحة مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

ذكرت وكالة "بلومبرغ" الإخبارية أن إيران قامت باختراق كاميرات المراقبة الخاصة في إسرائيل، واستخدمت هذه الأجهزة للحصول على معلومات فورية حول التحركات والتجسس على تل أبيب.
وبحسب هذا التقرير، الذي نُشر يوم الجمعة 20 يونيو (حزيران)، فإن هذه الخطوة من قِبل الحكومة الإيرانية سلطت الضوء مرة أخرى على هشاشة كاميرات الأمن، التي سبق أن استُغلت في صراعات دولية.
إسرائيل تحذّر من اختراق كاميرات المنازل
ونقلت "بلومبرغ" عن المتحدث باسم الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل، أن إيران تسعى بشكل متزايد لاستخدام الكاميرات المتصلة بالإنترنت لأغراض جمع المعلومات والتخطيط العسكري.
ورغم انتشار صور مواقع سقوط المقذوفات الإيرانية على شبكات التواصل الاجتماعي، فلا تزال وسائل الإعلام الإسرائيلية محظورة من نشر هذه الصور لأسباب أمنية، ما يعكس حساسية إسرائيل العالية تجاه استغلال هذه الصور في عمليات استخباراتية.
وعقب سقوط صواريخ إيرانية على مبانٍ في تل أبيب يوم الاثنين 16 يونيو، وجّه النائب السابق للمدير العام لهيئة الأمن السيبراني الوطني في إسرائيل، رافائيل فرانكو، تحذيرًا واضحًا عبر برنامج إذاعي قائلاً: "قوموا بإغلاق كاميرات منازلكم أو غيّروا كلمات المرور الخاصة بها فورًا".
وأضاف فرانكو: "نحن نعلم أن الإيرانيين حاولوا خلال اليومين أو الثلاثة الماضية الوصول إلى الكاميرات من أجل معرفة أماكن سقوط صواريخهم وما حدث بعد ذلك، لتحسين دقة هجماتهم".
ويُشار إلى أنه مع استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، تصاعدت أيضًا الهجمات السيبرانية المتبادلة بين الطرفين.
وفي يوم الثلاثاء 17 يونيو، تبنّت مجموعة هاكرز مرتبطة بإسرائيل تُدعى "العصفور المفترس" مسؤولية الهجوم السيبراني على بنك "سبه" الإيراني.
وفي اليوم التالي استهدفت المجموعة نفسها منصة "نوبیتکس" لتبادل العملات الرقمية في إيران، وسرقت عشرات الملايين من الدولارات من الأصول الرقمية.
وأعلنت المجموعة أن منصة "نوبیتکس" تلعب دورًا مهمًا في "التحايل على العقوبات وتمويل الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني، من خلال العملات الرقمية".
استخدام "حماس" وروسيا لكاميرات المراقبة أيضًا
ليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها أطراف معادية لإسرائيل كاميرات المراقبة لأغراض تجسسية.
فقد صرّح الرئيس السابق لهيئة الأمن السيبراني الوطني في إسرائيل، غابي بورتنوي، بأن حركة "حماس" استخدمت قبل هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كاميرات أمنية خاصة لجمع المعلومات.
وأضاف أن "المعلومات، التي حصلت عليها حماس من خلال كاميرات خاصة في المناطق المحيطة بغزة، كانت كارثية. على مدار سنوات، تم اختراق آلاف الكاميرات العامة والخاصة واستخدامها في أهداف استخباراتية".
ولا يقتصر استخدام هذه الأساليب على إيران وحماس فقط؛ فقد استخدمت روسيا، بعد بدء غزوها الشامل لأوكرانيا، أساليب مماثلة.
ووفقًا لتقرير مشترك من وكالات الاستخبارات الغربية، من بينها وكالة الأمن القومي الأميركية، نُشر في مايو (أيار) الماضي، استخدمت روسيا كاميرات خاصة في مواقع حساسة، مثل المعابر الحدودية والمنشآت العسكرية ومحطات القطارات لرصد التحركات اللوجستية.
وأشار التقرير إلى أن الجهات الروسية استخدمت أيضًا البنية التحتية الرسمية للمدن، مثل كاميرات مراقبة المرور، لأغراض المراقبة وجمع المعلومات.
وفي عام 2022، ومع تزايد المخاوف من استغلال روسيا لكاميرات المراقبة لتحديد أهداف الضربات الجوية، حظرت الحكومة الأوكرانية تركيب هذه الكاميرات.
وفي العام التالي، طالبت السلطات الأوكرانية أصحاب كاميرات الشوارع بإيقاف البث الحي للصور.
وفي العام نفسه، أعلنت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية حظر استخدام المعدات المراقِبة المصنوعة في الصين؛ بسبب التهديدات الأمنية المحتملة.

أفاد مصدران أمنيان إسرائيليان لقناة "إيران إنترناشيونال" بأن إسرائيل تأمل قيام الولايات المتحدة بتدمير منشأة "فوردو" الإيرانية باستخدام تفوقها العسكري، لكنها قد تشن الهجوم بمفردها خلال الأيام المقبلة، إذا اقتضت الحاجة، من أجل استغلال تفوقها العسكري، الذي حققته مؤخرًا.
وأكد المصدران أن السيناريو الأكثر احتمالاً حتى الآن هو تنفيذ هجوم مشترك مع أميركا، خلال فترة تتراوح بين 48 و72 ساعة، مشيرين إلى أن الهجوم قد يبدأ مساء الجمعة 20 يونيو (حزيران)، لكن إسرائيل قلقة من ضياع "الفرصة الذهبية" للتفوق العسكري، المكتسب هذا الأسبوع.
وقال أحد المصادر الاستخباراتية الإسرائيلية: "لا يوجد خيار سوى التدخل الأميركي لإجبار إيران على تقديم تنازلات وإعادتها إلى طاولة المفاوضات". مضيفًا: "نحن بحاجة إلى ترامب لتنفيذ هذا الهجوم خلال اليومين أو الثلاثة المقبلة، لكن ترامب في الوقت الحالي لا يمكن توقع قراره، وكل الاحتمالات واردة".
ويُشار إلى منشأة "فوردو"، التي بُنيت داخل أعماق جبلية، لم تتعرض حتى الآن لأي ضرر خلال الهجمات العسكرية الإسرائيلية المفاجئة ضد إيران.
ووفقًا لأحد المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن "نافذة الفرصة لتدمير هذا الموقع تُغلق بسرعة، والجيش الإسرائيلي يُعد لهذه العملية منذ شهور". وأوضح أن المسارات الجوية المفتوحة نحو إيران محدودة، ولن تبقى متاحة للأبد، لذا يجب على الولايات المتحدة اتخاذ القرار بسرعة، وإلا فإن الفرصة ستضيع.
وأردف هذا المصدر: "مع ارتفاع أسعار النفط والتأثير المحتمل للحرب على الاقتصاد العالمي، قد تفقد القوى العالمية صبرها قريبًا. لذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن تستغل هذه الفرصة خلال الـ 48 أو الـ 72 ساعة المقبلة".
وبسبب القدرات المحدودة نسبيًا للقاذفات الإسرائيلية مقارنة بسلاح الجو الأميركي، فإن مهاجمة "فوردو" ستكون أكثر تعقيدًا لإسرائيل.
وقال المصدر الأمني: "لا تمتلك إسرائيل قاذفات B-52 القادرة على حمل قنابل تزن 14 طنًا، والقادرة على اختراق قلب المنشآت النووية الإيرانية". وأشار إلى أن مقاتلات "F-15" الإسرائيلية يمكنها الطيران لمسافة تصل إلى 2000 كيلومتر بحمولة تقارب 400 كغم، ما يجعل العملية أكثر تعقيدًا وتستغرق وقتًا أطول.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن تدمير منشأة "فوردو" يتطلب استخدام القنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57، المعروفة باسم "السلاح المخترق الهائل"، والتي لم تُستخدم من قبل في أي حرب. هذه القنبلة قادرة على اختراق عمق يصل إلى ۲۰۰ قدم (نحو 60 مترًا) داخل الجبال قبل أن تنفجر. وتمتلك الولايات المتحدة نحو 20 قنبلة من هذا النوع، تُحمل بواسطة القاذفات الشبحية B-2.
في الوقت ذاته، حافظ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال تصريحاته من البيت الأبيض، يوم الأربعاء 18 يونيو، على الغموض بشأن موقفه، وقال للصحافيين: "ربما أقوم بذلك، وربما لا أقوم به. لا أحد يعلم ما القرار الذي سأتخذه".
وقال المدير التنفيذي لمعهد "التحرك ضد العنف المسلح"، آين أورتن، لموقع "إيران إنترناشيونال"، إنه على الرغم من الضربات القاسية التي تعرضت لها إيران، فإن طهران قد تواصل الحرب.
وأضاف: "رغم أن إيران لا تضاهي الولايات المتحدة عسكريًا على الصعيد التقليدي، فإنها تمتلك نوعًا من الردع الموزع، بما في ذلك وكلاء مسلحون في المنطقة، وقدرات في الحرب السيبرانية، وجهاز أيديولوجي يصور الموت ليس كخسارة بل كنوع من الانتصار. وإذا رأت طهران أن التدخل الأميركي يشكل تهديدًا وجوديًا، فلن تستسلم، بل ستصعّد المواجهة".
مع دخول الهجمات الإسرائيلية على المواقع العسكرية والنووية الإيرانية أسبوعها الثاني، شدّد الجيش الإسرائيلي على أن هذه العمليات ستستمر حتى تحقيق جميع الأهداف المحددة.
وفي مؤتمر صحافي يومي، قال آفي دفرين، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إن القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات داخل إيران، سواء في باطن الأرض أو في أجوائها.
وأضاف: "الأيام المقبلة ستكون مليئة بالتحديات"، مؤكدًا أن قصف المواقع النووية الإيرانية ما زال مستمرًا، وأن العمليات العسكرية آخذة في التوسع.
وأوضح المتحدث أن تدمير منصات الصواريخ الإيرانية من بين الأهداف الرئيسية لإسرائيل في هذه الحرب.
وذكر أن إسرائيل تخوض الآن حربًا على "سبع جبهات"، وهدفها هو "إزالة التهديد الوجودي الذي تمثله إيران لإسرائيل".