إيرانيون يشكرون نتنياهو.. ويشيدون بالضربات الإسرائيلية مطالبين باستهداف خامنئي

مريم سينائي
مريم سينائي

صحافية ومحللة سياسية - إيران إنترناشيونال

أعرب بعض الإيرانيين عن امتنانهم لإسرائيل؛ لاغتيالها مسؤولين عسكريين وسياسيين كانوا يحتقرونهم، وذلك في رسائل صوتية ومرئية أرسلوها إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، مطالبين باستهداف خامنئي وإسقاط النظام.

وقال أحد المتابعين في رسالته: "أردت أن أشكر إسرائيل و(العم) نتنياهو على ما فعلوه الليلة، وأقول لمسؤولي النظام الإيراني: أنتم لا شيء. تدّعون أنكم قوة في المنطقة، لكن ثلاثة من كبار قادتكم قُتلوا في هجوم واحد".

وأضافت متابعة أخرى: "أريد أن يخرج الإيرانيون (إلى الشوارع للاحتجاج)، ويتحدوا معًا؛ ليطيحوا بهذا النظام المتعطش للدماء".

وفي رسالة أخرى، أعرب متابع عن سعادته بالهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف- حسب الجيش الإسرائيلي- العشرات من المواقع العسكرية والنووية وأسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإسرائيليين، في عملية مفتوحة أطلق عليها نتنياهو اسم "الأسد الصاعد".

وأكدت إيران مقتل قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، محمد باقري، وقائد قوة الجو- فضاء في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، بالإضافة إلى ستة علماء نوويين، بينهم الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي.

كما ترددت أنباء غير مؤكدة عن مقتل علي شمخاني، المستشار الأول للمرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي تعهد بـ "عقاب شديد" و"رد قاسٍ".

وتساءل أحد المشاهدين ساخرًا: "سيد بزشكيان (الرئيس الإيراني)، هل تتذكر عندما قلت إن إسرائيل وأميركا يمكنهما ضرب المنشآت النووية الإيرانية، لكنهما لا تستطيعان استهداف العلماء الإيرانيين؟ إسرائيل فعلت ذلك للتو. لماذا تتحدث كل هذا الهراء؟".

وأضاف: "لم تستطيعوا فعل شيء! شكرًا، شكرًا يا عم نتنياهو، حتى لو كنا نحن (الإيرانيين العاديين) من سيعاني العواقب".

مطالبات باستهداف خامنئي

وشكرت متابعة أخرى إسرائيل، لكنها حثتها على ألا تنسى استهداف خامنئي، قائلة: "لا أحد يؤيد الحرب، لكنني متأكدة أنه عندما يتعلق الأمر بالنظام الإيراني القاتل والإرهابي، فإن كل الإيرانيين البالغ عددهم 80 أو 90 مليونًا يوافقون على هذا الهجوم".

وأضافت: "الآن سيدركون خطورة الموقف، وسيفهمون أنه بينما قد يستطيعون التنمر على الشعب الإيراني وقتله في الشوارع، إلا أنهم لا يستطيعون التنمر على العالم والقوى العظمى".

فرح بضوضاء القنابل

أعرب متابع عن سعادته، في رسالة أخرى، عندما أدرك أن الصوت الذي أيقظه كان انفجار القنابل الإسرائيلية وليس البرق، قائلاً: "كانت أخبارًا سارة ونذير حرية لكل الإيرانيين. لقد أحسنت إسرائيل، وانتقمت لكل أولئك الشباب المناضلين من أجل الحرية، الذين تم قمعهم واغتصابهم في الشوارع والمعتقلات".

انتقادات من ولي عهد إيران السابق

اتهم ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، في بيان نشره على الإنترنت من منفاه، خامنئي بسحب البلاد إلى حرب لا تعبر عن إرادة الشعب الإيراني، واصفًا الصراع الحالي بأنه "حرب خامنئي، وليست حرب إيران".

وحثّ العسكريين والشرطة والعاملين في الأجهزة الأمنية على الابتعاد عما وصفه بـ "القيادة الفاسدة والعاجزة" والانضمام إلى الشعب، مؤكدًا أن الطريق الوحيد للأمام هو إسقاط النظام عبر الاحتجاجات الشعبية والإضرابات الوطنية.

تدهور العُملة الإيرانية بعد الضربة الإسرائيلية

شهدت العملة الإيرانية (الريال)، في أعقاب الضربة العسكرية الإسرائيلية، انخفاضًا حادًا بنسبة 15 في المائة على الأقل في السوق غير الرسمية، مما يعكس القلق المتزايد من التصعيد وعدم الثقة في قدرة الحكومة على استقرار الاقتصاد وسط التوترات الجيوسياسية.

رد فعل خامنئي

وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، الهجوم الإسرائيلي بأنه "جريمة" كشفت عن "طبيعة إسرائيل الشريرة" لاستهدافها مراكز سكنية، وتوعد بأن إسرائيل ستواجه "نهاية مريرة ومؤلمة".

وردّت إيران بإطلاق سيل من الطائرات المُسيّرة والصواريخ تجاه إسرائيل بعد ساعات من الهجوم، لكن مسؤولين إسرائيليين زعموا اعتراض جميع الطائرات المُسيّرة بنجاح.

تفاصيل الضربة الإسرائيلية

كان مسؤول عسكري إسرائيلي، قد قال في مؤتمر صحافي، صباح الجمعة 13 يونيو (حزيران)، إن 200 طائرة مقاتلة شاركت في العملية، التي استهدفت أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية الإيرانية الجاهزة لمهاجمة إسرائيل، بالإضافة إلى مواقع تصنيع الصواريخ.

وأضاف أن العملية جاءت بينما "كان البرنامج النووي الإيراني يقترب من نقطة اللا عودة، وتقدم طهران السريع نحو امتلاك سلاح نووي"، مشيرًا إلى أن إسرائيل ضربت "خطتهم النووية وأهدافًا عسكرية قبل أن يتمكن النظام الإيراني من ضربنا بأسلحة الدمار الشامل".

واختتم قائلاً: "لم يكن لدينا خيار آخر، وقمنا بهذه العملية الآن، لأنها التوقيت الأنسب في ظل هذا التهديد الملموس. لقد حصلوا بالفعل على ما يكفي من اليورانيوم لصنع 15 سلاحًا نوويًا".