ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" نقلا عن مصادر استخباراتية غربية أن طهران تقوم خلال المفاوضات النووية الجارية مع الولايات المتحدة بإجراء تعديلات على منشآتها النووية من شأنها أن تقلل من فعالية أي هجوم عسكري محتمل.
وحذرت هذه المصادر من أن طهران تستغل الوقت الذي كسبته خلال المفاوضات لتغيير بنية مواقعها النووية وزيادة استعدادها للهجمات.
وقالت المصادر: "بينما تستمر المفاوضات وتستمر إيران في جدولة الاجتماعات المستقبلية، فإنها تنفذ أيضا إصلاحات على مواقعها النووية للتخفيف من تأثير وعواقب هجوم عسكري محتمل على هذه المنشآت".
وفي غضون ذلك، أفادت مصادر مطلعة لصحيفة "جيروزالم بوست" أن مسؤولين أوروبيين حذروا واشنطن من ضرورة تحديد جدول زمني للمحادثات. وأضافت المصادر أن الأوروبيين قلقون من أن طهران تتعمد تأخير المحادثات بهدف إحداث شرخ بين أوروبا والولايات المتحدة ومنع تفعيل الاستئناف التلقائي لعقوبات مجلس الأمن الدولي.


أعرب الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن اتفاق الضمانات المرتبط بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية مع إيران، عن قلقه العميق من "نقص التعاون الكافي من قبل طهران مع الوكالة في سبيل حل القضايا العالقة المتعلقة بالضمانات".
وجاء في البيان: "عدم تعاون طهران منع الوكالة من التأكد من أن البرنامج النووي الإيراني ذو طبيعة سلمية بحتة. إيران لم تفِ بالتزاماتها القانونية في ما يخص توضيح وجود مواد أو منشآت نووية غير معلن عنها."
وأكد الاتحاد الأوروبي أن "إيران امتنعت مرارًا عن الرد أو عن تقديم إجابات فنية موثوقة على أسئلة الوكالة، وقامت، في إطار سلوكها المتكتم، باتخاذ خطوات شملت تنظيفًا واسع النطاق للمواقع، وتقديم تفسيرات مضللة."
وأوضح الاتحاد أن هذه التصرفات، كما ورد في تقرير المدير العام للوكالة، تثير شكوكًا جدية بشأن مدى التزام إيران بتعهداتها المنصوص عليها في اتفاق الضمانات.
أعرب الاتحاد الأوروبي، في بيان له خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن اتفاق الضمانات المرتبط بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية مع إيران، عن قلقه العميق من "نقص التعاون الكافي والطويل الأمد من قبل طهران مع الوكالة في سبيل حل القضايا العالقة المتعلقة بالضمانات".
وجاء في البيان: "عدم تعاون طهران منع الوكالة من التأكد من أن البرنامج النووي الإيراني ذو طبيعة سلمية بحتة. إيران لم تفِ بالتزاماتها القانونية في ما يخص توضيح وجود مواد أو منشآت نووية غير معلن عنها."
وأكد الاتحاد الأوروبي أن "إيران امتنعت مرارًا عن الرد أو عن تقديم إجابات فنية موثوقة على أسئلة الوكالة، وقامت، في إطار سلوكها المتكتم، باتخاذ خطوات شملت تنظيفًا واسع النطاق للمواقع، وتقديم تفسيرات مضللة."
وأوضح الاتحاد أن هذه التصرفات، كما ورد في تقرير المدير العام للوكالة، تثير شكوكًا جدية بشأن مدى التزام إيران بتعهداتها المنصوص عليها في اتفاق الضمانات.


صرّح سيرغي ريابكوف، مساعد وزير الخارجية الروسي، بأن موسكو مستعدة لتسلُّم فائض اليورانيوم المخصّب من إيران وتحويله إلى وقود نووي مدني، في إطار مساعٍ لخفض التوتر بين طهران وواشنطن بشأن برنامج إيران النووي.
ونقلت وكالة "رويترز"، يوم الأربعاء 11 يونيو (حزيران)، عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، تأكيده استعداد روسيا لاستلام اليورانيوم الإيراني، مشيرًا إلى أن موسكو "جاهزة لتقديم مثل هذه الخدمات إذا دعت الحاجة وبموافقة جميع الأطراف".
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من تقرير لوكالة "فرانس برس"، في 10 يونيو، أفاد بأن الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية قدّمت مسودة قرار ضد النظام الإيراني إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبحسب دبلوماسيين غربيين، فإن هذه الخطوة تهدف إلى زيادة الضغط على طهران بسبب "عدم التزامها بتعهداتها النووية".
موقف روسيا في مجلس المحافظين
في هذا السياق، كتب ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، على منصة "إكس"، أن مراجعة التحقق والرقابة على برنامج إيران النووي من قبل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا يتضمن أي مستجدات".
وأضاف: "الدول الغربية تزعم أن إيران يجب أن تعود إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي، في حين أنها نفسها لا تُظهر أي رغبة في الالتزام به، خصوصًا في ما يتعلق برفع العقوبات".
وفي منشور آخر، علّق أوليانوف على مسودة القرار الذي قدّمته الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة حول برنامج النظام الإيراني النووي، واصفًا إياه بأنه "سيئ للغاية وغير عادل"، محذرًا من أن "إقراره سيفاقم الوضع أكثر".
هل هناك تنسيق بين موسكو وواشنطن؟
وكان الكرملين قد أعلن في 5 يونيو (حزيران) أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال مكالمة هاتفية، بأن موسكو مستعدة لاستخدام علاقاتها الوثيقة مع طهران لدفع المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة قدمًا.
وتُطالب واشنطن بخروج كل اليورانيوم عالي التخصيب من إيران، لكن طهران ترفض ذلك وتؤكد أنها ستقبل فقط بإخراج الكميات التي تتجاوز السقف المنصوص عليه في اتفاق 2015، كما أنها لن توقف عملية التخصيب بالكامل.
وقد شدّدت روسيا على أنها تعارض سعي إيران لتطوير سلاح نووي، لكنها في الوقت نفسه تعترف بحق إيران– باعتبارها عضوًا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)– في تطوير برنامج نووي سلمي.
كما تؤكد موسكو أن استخدام القوة العسكرية ضد إيران يُعدّ إجراءً غير قانوني.
وتُعتبر روسيا، بصفتها أكبر قوة نووية في العالم، حليفًا استراتيجيًا لطهران، وقد وقّعت معها هذا العام اتفاق تعاون استراتيجي لمدة 20 عامًا، كما اشترت من إيران أسلحة لاستخدامها في الحرب بأوكرانيا.

قتل النساء في إيران هو نتاج تفاعل الخطاب الرسمي، والقوانين التمييزية، وفشل المؤسسات الحكومية. يتناول هذا المقال كيف تعمل السياسات الرسمية، من الحجاب الإجباري والقوانين المستندة إلى القوامة، والخطاب الإعلامي، على جعل "قتل" النساء قاعدة وليس استثناء.
في السنوات الأخيرة، شهدت إيران موجة مقلقة من قتل النساء، خاصة في إطار ما يُعرف بـ"قتل النساء" أو الجرائم المسماة "جرائم الشرف". هذه الظاهرة، رغم جذورها التاريخية، تتجذر في إطار النظام الإيراني الحالي بشكل هيكلي وإيديولوجي ومؤسساتي.
بينما تركز العديد من التحليلات على الأسباب الثقافية، أو ضعف التعليم، أو الهياكل الأسرية التقليدية، فإن الجانب المهمل وأقل دراسة في هذه الأزمة هو التأثير المباشر للسياسات الرسمية، والقوانين التمييزية، والخطاب الإيديولوجي للنظام الإيراني في تشريع العنف.
خطاب العنف الرسمي
تشكل قضيتا قتل إلهه حسين نجاد وهانية بهبودي في شهر يونيو (حزيران) الجاري نموذجين حيين لكيفية تشريع الخطاب الرسمي للنظام الإيراني العنف ضد النساء، ليس فقط كجرائم فردية، بل كظاهرة هيكلية ورمزية.
في قضية إلهه حسين نجاد، أشار القاتل -سائق تاكسي إنترنت- خلال التحقيقات إلى "قلة الحياء" و"التحقير" من قبل الضحية، بل إن المحققين أظهروا تعاطفًا ضمنيًا، مشيرين إلى أن "الضحية استحقت ذلك".
هذا التفاعل الرسمي يعزز الشكوك بأن القتل نجم عن نزاع حول حجاب المرأة، مما يكشف كيف أن الشرطة نفسها تعيد إنتاج الخطاب الذكوري السائد، وكأن الرجل يملك الحق في استخدام العنف للدفاع عن "شرفه" أو استقراره النفسي بناءً على الدعاية الحكومية.
في قضية هانية بهبودي، قام زوجها -بدافع الغضب من نجاحها الرياضي وظهورها الإعلامي بما وصفه بـ"حجاب غير لائق"- بقطع يديها ثم خنقها.
إلى جانب قضية الحجاب والغيرة، يعكس هذا القتل رمزيًا محاولة للقضاء على جسد نسائي مستقل وناجح.
في كلا القضيتين، تلاشت الحدود بين العنف المنزلي والعنف السياسي-الرمزي.
القاتلان هم أشخاص شعروا بتهديد سلطتهم ونفوذهم على المرأة، وفي غياب الدعم القانوني والاجتماعي، استندوا إلى خطاب يشرّع "العنف دفاعًا عن الرجولة".
عندما تتعامل الأجهزة الرسمية ووسائل الإعلام مع هذه الدوافع بغموض أو إشادة ضمنية -مثل التساهل في التحقيقات، أو إبراز رواية سرقة هاتف في قضية إلهه، أو تصوير القاتل كضحية لشرفه- فإن القتل لم يعد يُعرّف بموجب القانون، بل أصبحت الصور النمطية والخطاب الرسمي هما اللذان يمهدان له.
القانون والقوامة والإفلات من العقاب
إحدى ركائز العنف المشروع ضد النساء في إيران هي الإطار القانوني الذي يمنح الرجال سلطة القوامة والسيطرة غير المشروطة على النساء. على وجه الخصوص، المادة 301 من قانون العقوبات، التي تعفي الأب أو الجد الأبوي من عقوبة القصاص في حال قتل ابنته، تظهر هيكلية قانونية تجعل حياة المرأة بلا قيمة أمام إرادة الأب.
في العديد من حالات قتل النساء على يد الأب أو الأخ أو الزوج، يُبرَّأ المتهم أو يُحكم عليه بعقوبة خفيفة، مما يفقد القانون أي تأثير ردعي.
علاوة على ذلك، تنص المادة 1105 من القانون المدني على أن رئاسة الأسرة من حق الرجل، بينما تمنح المادة 1133 الرجل الحق الأحادي في الطلاق، مما يرسخ هيكلية هرمية تجرد المرأة من القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة.
في مثل هذا السياق، يُنظر إلى العنف الممارس لـ"الحفاظ على سلطة الأسرة" من قبل الرجل على أنه مفهوم أو مقبول، حتى من قبل النظام القضائي، حيث يوصي القضاة أحيانًا بالعفو أو يرون القتل نتيجة "غضب" ناتج عن سلوك المرأة.
الخطاب الرسمي.. إعادة إنتاج الذكورية والعنف
يستند الخطاب الرسمي للنظام الإيراني إلى إيديولوجية دينية-سياسية تقصر دور المرأة الاجتماعي على المنزل، الزوجية، الأمومة، والعفة. في هذا الخطاب، تُحترم المرأة إذا كانت "مطيعة" و"محجبة"، أما إذا خرجت عن هذه الحدود، فإنها تصبح تهديدًا للنظام الأخلاقي والاجتماعي.
قد وصف علي خامنئي، مرشد النظام الإيراني، المرأة الغربية بأنها "متخلفة وبلا هوية"، مؤكدًا أن على المرأة الإيرانية أن تظل ضمن نموذج "المرأة الإسلامية"، التي تجسدها زينب وفاطمة الزهراء.
في هذا الإطار، لا يُسمح للرجل فحسب، بل يُطالب بمراقبة "امرأته".
تعمل مؤسسات مثل شرطة الأخلاق، ومجلس الثقافة العامة، ومنظمة الدعاية الإسلامية، وحتى وزارة التربية والتعليم، على تعزيز هذه الصورة باستمرار.
تقدم الكتب المدرسية من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية المرأة كربة منزل ومطيعة، والرجل كمعيل وقوام الأسرة، مما يعيد إنتاج عقلية هرمية ذكورية في الأجيال الجديدة منذ سن مبكرة.
المؤسسات التنفيذية: عجز أم تواطؤ منهجي
لا تعاني المؤسسات التنفيذية من عجز في منع العنف فحسب، بل تظهر أحيانًا تواطؤًا منهجيًا في التعامل معه.
غالبًا ما تشجع الشرطة النساء اللواتي يبلغن عن العنف الأسري على العودة إلى المنزل و"حل الخلاف".
تركز مراكز الإرشاد الحكومية على "تعزيز الأسرة" بدلاً من حماية حياة النساء. يوجد عدد محدود جدًا من الملاجئ الآمنة في البلاد، وميزانياتها ضئيلة وغالبًا سرية.
في حالات القتل الشرفي، غالبًا ما تتجاهل تقارير التلفزيون الرسمي أو وكالات الأنباء المرتبطة بالأجهزة الأمنية الضحية، وتركز على رواية العائلة أو القاتل.
قضايا مثل رومينا أشرفي، ومونا حيدري، وغزل حيدري، هي أمثلة على التعامل المنهجي لوسائل الإعلام مع هذه الظاهرة: التركيز على دافع "الغيرة"، تصوير القاتل كأب متألم أو زوج غاضب، وتجنب تحليل الهياكل الداعمة للعنف.
في هذا النظام السياسي، لا يُعد الحجاب الإجباري مجرد أداة للتحكم الديني، بل أصبح أداة سياسية لتشريع العنف ضد النساء.
وصف مرشد النظام الإيراني عدم ارتداء الحجاب بأنه "حرام سياسي"، مشيرًا إلى أنه لم يعد مجرد مخالفة شرعية بل حرب ضد النظام.
هذا الخطاب يمهد لقمع النساء. تستخدم الشرطة شرطة الأخلاق، وقوانين مثل "قانون الحجاب والعفة"، وتقنيات المراقبة، لاعتقال النساء غير المحجبات، وإذلالهن، وتغريمهن.
هذه السياسات والخطاب الرسمي يعملان على تطبيع العنف ضد النساء، ويرسلان رسالة واضحة: إذا لم ترتدِ المرأة الحجاب الإسلامي، فإن توبيخها، أو معاقبتها، أو حتى القضاء عليها يصبح مشروعًا من وجهة نظر النظام.
العنف كوسيلة لاستعادة الهوية في نظام استبدادي
في الأنظمة الاستبدادية، يلجأ الرجال من الطبقات الدنيا أو المتوسطة، الذين يفتقرون إلى السلطة في المجالات الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية، إلى السيطرة على الأسرة كملاذ أخير للسلطة.
في مثل هذه الظروف، لا تُعد السيطرة على المرأة مجرد أداة لممارسة القوة، بل عنصرًا لإعادة بناء هوية الرجل المهددة. يتم تعزيز هذه الآلية في إيران اليوم، ليس فقط بشكل سلبي، بل بشكل نشط من قبل مؤسسات السلطة.
يصور النظام الرجل المسلم "الغيور"، الحامي للنظام الأسري، كبطل أخلاقي.
ونتيجة لذلك، يرى الرجال أن العنف ردًا على عصيان المرأة أو استقلالها ليس فقط جائزًا، بل واجبًا للدفاع عن كرامتهم وأسرهم. هنا يظهر قتل النساء ليس كفعل جنوني لحظي، بل كسلوك اجتماعي "مفهوم" في أذهان مرتكبيه.
لذلك، فإن قتل النساء في إيران ليس حدثًا منفصلاً عن السياسة، بل هو نتاج السياسة. يوفر النظام الإيراني، من خلال سن قوانين تعزز القوامة الذكورية، والترويج لنموذج كاره للنساء وذكوري للعلاقات البشرية، وعدم فعالية المؤسسات التنفيذية، بيئة تجعل قتل المرأة كـ"حل للمشكلة" أمرًا متخيلًا.
إن مكافحة قتل النساء في إيران لا تمر فقط عبر التعليم أو بناء الثقافة، بل تتطلب إعادة تقييم جذرية للهيكلية القانونية، والسياسات التنفيذية، والخطاب الرسمي للنظام.
فقط في ظل هذه الظروف يمكن أن نأمل بمستقبل تُعترف فيه بحياة المرأة كقيمة مستقلة، آمنة، ومحترمة بعيدًا عن إرادة الرجل.
قال كاظم غريب آبادي نائب وزير الخارجية الإيراني: بمجرد موافقة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على القرار السياسي ضد إيران، سيتم تنفيذ التدابير في المجال الفني.
وأضاف: "البرنامج النووي الإيراني سيستمر بخطوات فعالة ومتقدمة". وأن "القرارات اللازمة بهذا الشأن تم اتخاذها داخل هيكل النظام".

