بعد تحذير الوكالة الذرية.. قلق دولي من حصول إيران على سلاح نووي وإسرائيل تدرس خيار الهجوم

زادت التقارير الجديدة عن أنشطة إيران النوية السرية والمثيرة للقلق من حدة المخاوف الدولية أكثر من أي وقت مضى، وذلك في وقت وصلت فيه المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن إلى "مرحلة حرجة".

وفيما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء إيران اختبارات تفجيرية مشبوهة في مواقع سرّية، يحذر محللون من أن إسرائيل باتت في وضع ضاغط لاتخاذ قرار بشأن تنفيذ هجوم عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت في تقرير خاص أن إيران أجرت عدة اختبارات تفجيرية سرية لا يمكن تفسيرها إلا في سياق تطوير سلاح نووي.

وحسب التقرير، فإن هذه الاختبارات أجريت باستخدام مصادر نيترونية تفجيرية في موقع "لويزان-شيان"، وسُجلت على الأقل في مناسبتين؛ في يوليو (تموز) 2003 وفبراير (شباط) 2004.

كما أشارت الوكالة إلى حالات أخرى، من بينها استخدام حاويات تفجيرية في موقع "مريوان" ومعدات ملوّثة بغاز اليورانيوم في موقع "ورامين".

وجاء في التقرير أن هذه المواقع كانت جزءًا من برنامج نووي منظم وغير معلن، وقد سعت طهران في السنوات اللاحقة إلى محو آثار هذه الأنشطة وتقديم معلومات مضللة.

ويستند جزء مهم من بيانات هذا التقرير إلى وثائق حصل عليها جهاز الموساد الإسرائيلي في عام 2018 من أرشيف البرنامج النووي للنظام الإيراني.

كمية يورانيوم تكفي لصنع 10 قنابل

في الوقت ذاته، كتبت صحيفة" تلغراف"، في تحليل لريتشارد كيمب، الضابط البريطاني الرفيع السابق، أن إيران تنتج حاليًا شهريًا كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% تكفي لصنع ما لا يقل عن 10 قنابل نووية. ولن تستغرق عملية رفع تخصيب هذه المواد إلى مستوى 90%، وهو المستوى اللازم لصنع السلاح النووي، أكثر من أسبوعين.

وحذر كيمب من أن النظام الإيراني يوسّع قدراته النووية والعسكرية بوتيرة متسارعة، في حين لا تزال إدارة ترامب تسعى إلى التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران.

وكان ترامب قد حدّد مهلة شهرين للتوصل إلى هذا الاتفاق، إلا أن هذه المهلة انتهت على ما يبدو، فيما رفضت طهران جميع المقترحات.

في هذا السياق، تجد إسرائيل نفسها أمام خيار صعب. فمن جهة، يهدد النظام الإيراني تل أبيب بشكل علني، ومن جهة أخرى، تشكل المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن عائقًا أمام اتخاذ إسرائيل قرارًا بشأن تنفيذ هجوم عسكري.

ويؤكد ريتشارد كيمب أنه إذا أُبرم اتفاق ناقص لا يوقف بالكامل برنامج إيران النووي، فستضطر إسرائيل إلى اتخاذ قرار بالتحرك خلافًا لرغبة البيت الأبيض أو الاستمرار في الانتظار. وفي الوقت نفسه، من المرجح أن تحث الدول الأوروبية إسرائيل على الامتناع عن شن هجوم عسكري، محذّرة من عواقب اندلاع مواجهة.

وقت القرار يقترب

إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحجم اليورانيوم المخصب، وصمت إسرائيل تجاه وتيرة تقدم البرنامج النووي للنظام الإيراني، جميعها مؤشرات على أن ملف إيران دخل مرحلة خطيرة.

وإذا استمر الوضع الحالي دون اتخاذ قرار حاسم، فقد لا يفصل طهران عن امتلاك القدرة الكاملة لصنع السلاح النووي سوى بضعة أسابيع.