إسرائيل تطمئن أميركا: لن نهاجم إيران قبل إعلان فشل المفاوضات رسميًا

أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بأنها لن تشنّ هجومًا عسكريًا على مواقع في إيران ما لم تُعلَن المفاوضات مع طهران رسميًا بأنها وصلت إلى طريق مسدود. ويأتي هذا في وقت أصبحت فيه المحادثات الأميركية مع الحكومة الإيرانية أكثر غموضًا مقارنة بالأشهر الماضية.
ونقل موقع "أكسیوس" يوم الخميس 5 يونيو 2025 عن مسؤولَين إسرائيليين مطلعَين مباشرة على المحادثات بين تل أبيب وواشنطن، أنّ إسرائيل طمأنت البيت الأبيض بأنها لن تستهدف المنشآت النووية الإيرانية إلا إذا خلص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن المفاوضات قد فشلت.
وكانت إدارة ترامب قد أعربت في الأسابيع الأخيرة عن قلقها من احتمال أن تكون إسرائيل تُعدّ لهجوم على إيران بالتزامن مع استمرار المحادثات، ولهذا السبب قال ترامب في مايو إنه حذّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أي تحرك عسكري خلال فترة التفاوض، لكنه أضاف أنه إذا شعر بأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، فقد يُغيّر رأيه “بمكالمة هاتفية واحدة”.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فقد نقلت بعثة إسرائيلية زارت واشنطن الأسبوع الماضي ـ ضمّت وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس الموساد دافيد برنيع، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ـ رسالة طمأنة للإدارة الأمريكية. وقال أحدهم إن الإسرائيليين أوضحوا صراحة لواشنطن أنهم لا ينوون مفاجأة إدارة ترامب بهجوم عسكري ضد إيران.
وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية قد أفادت في 30 مايو بأنّ عدة وزارات إسرائيلية عقدت اجتماعًا سريًا لمناقشة السيناريوهات المحتملة في حال شنّت إسرائيل هجومًا على إيران وردّ طهران المحتمل.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر: “لقد هدّأنا الأمريكيين وأكدنا لهم أنه لا منطق في شنّ هجوم إذا توفّرت فرصة لحلّ دبلوماسي”، مضيفًا: “نريد إعطاء الفرصة للدبلوماسية، وسنمتنع عن أي عمل عسكري ما لم تتبيّن نهاية المفاوضات ويصاب ستيف وِيتكاف (مبعوث البيت الأبيض) بالإحباط”.
وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع آخر أن الجيش الإسرائيلي دائم الاستعداد لاحتمال شنّ ضربة ضد إيران، لكن بعض الدول ومنها أميركا فسّرت تحرّكات الجيش الأخيرة، التي كانت ضمن الاستعدادات لهجمات على الحوثيين في اليمن، على نحو خاطئ باعتبارها مؤشراً على نية مهاجمة إيران.
تأتي هذه التطورات بعد أن رفض المرشد الإيراني علي خامنئي، في 4 يونيو، عرضًا أميركيًا بشأن البرنامج النووي، واصفًا إياه بأنه ضد مبدأ ما سماه "نحن قادرون”، وأكد أن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم.
في المقابل، كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قد وصفت المقترح الأمريكي بأنه “دقيق وقابل للقبول”، محذّرة من عواقب خطيرة إذا رفضته طهران.
وفي السياق ذاته، حذر ديفيد ألبرایت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي والمفتش السابق في الأمم المتحدة، من أنّ إيران قادرة على إنتاج كميات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب في وقت قياسي باستخدام منشأتي فُردو ونطنز.
وأشار في تقديراته إلى أنّ إيران يمكن أن تنتج في الشهر الأول مواد تكفي لـ11 قنبلة نووية، ترتفع إلى 14 في الشهر الثاني، و17 في الثالث، لتصل إلى 21 قنبلة بحلول الشهر الخامس.
ووفقًا لما قاله، فإن منشأة فُردو قادرة وحدها على إنتاج مواد لقنبلة نووية خلال أقل من أسبوع، مؤكداً أنّ وتيرة إنتاج الوقود النووي المناسب للأسلحة قد تسارعت مقارنة بالتقارير السابقة.