المخرج جعفر بناهي بعد فوزه بسعفة كان الذهبية: آمل أن نبلغ الحرية قريبًا في إيران

فاز المخرج الإيراني والسجين السياسي السابق جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عن فيلمه "مجرد حادث".
وقدّمت الجائزة مساء السبت، الممثلة العالمية كيت بلانشيت، لتُضاف إلى سلسلة الجوائز الكبرى التي حصل عليها بناهي، من بينها الدب الذهبي في برلين، والأسد الذهبي في فينيسيا، ليصبح من بين قلّة من المخرجين الذين حققوا الثلاثية السينمائية الأهم في العالم، وهو إنجاز لم يسبقه إليه سوى مخرجين كبار مثل ميكلأنجلو أنطونيوني، وروبرت ألتمان، وآنري-جورج كلوزو.
وقد أُنتج فيلم "مجرد حادث" داخل إيران دون الحصول على ترخيص رسمي، وفي تحدٍّ مباشر لسياسات الحجاب الإجباري في إيران.
وبعد تسلّمه السعفة الذهبية، قال بناهي إن اللحظة تتطلب تجاوز الخلافات، وصرّح:
"أطلب من جميع الإيرانيين، بمختلف آرائهم ومعتقداتهم، سواء في الداخل أو الخارج، الذين يسعون إلى الحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية، أن يضعوا خلافاتهم جانبًا. الأهم هو وطننا ووحدته".
وأعرب عن أمله في مستقبل حرّ لإيران، مضيفًا: "آمل أن نصل إلى يوم لا يقال لنا فيه ماذا نلبس أو لا نلبس، ماذا نفعل أو لا نفعل، ولا يُملى علينا في السينما – هذا العشق الذي نحمله – ماذا نصنع أو لا نصنع".
وقد قوبلت كلماته بتصفيق حار ومتكرر من الحضور في القاعة.
“تذكّرت رفاق السجن والشعب الذي كان يقاتل في الشارع”
وفي مؤتمر صحفي بعد تسلّمه الجائزة، قال بناهي: "لحظة استلام السعفة الذهبية، كانت وجوه أصدقائي الذين قضينا معًا أيامًا في السجن حاضرة أمامي. كنا في الزنزانة، بينما كان الناس في شوارع المدن وفي أرجاء البلاد يقاتلون من أجل الحرية".
وأضاف:"في تلك اللحظة، قلت لنفسي إنني لم أخجل أمام أولئك الأعزاء".
وردًا على سؤال من صحفي أوكراني الذي ذكر أن قصة الفيلم كانت قريبة من مشاعر شعبه الذي يمرّ بالحرب والأسر والرغبة في الانتقام، شدّد بناهي على الطابع الإنساني العام للألم، قال بناهي: "في كل مكان في العالم توجد مشاكل: في مكان ما حرب، وفي آخر ديكتاتورية".
وتابع: "لدينا وجع مشترك، ونتحدث من خلاله. حين نتحدث عن العنف، فإننا نخشى استمراره. نبحث عن طريقة لوقف هذه الحلقة من العنف. وآمل أن يأتي ذلك اليوم".
كما تحدث بناهي عن أهمية هذا الإنجاز بالنسبة للجيل الجديد من السينمائيين، معربًا عن أمله في أن يكون «هذا الضوء من الأمل» سببًا في ازدهار الشباب الذين يسعون للتألق، سواء في داخل إيران أو خارجها.
وفي جزء آخر من كلمته، قال: "بالنسبة لجيلنا، السينما مقدّسة. ضحّينا بالكثير كي نصنع الفيلم الذي نريد. قمنا بما نحب، ولم نسمح للعقبات أن توقفنا. حاولت ألا آخذ حتى ريالًا من أي جهة كي أحافظ على استقلالي".